لم أعدْ قادرًا على حِفظِكَ بينَ الضُّلوعِ
فهل مزَّقَتْكَ يدايَ؟!
و هلْ عطَّلَتْ ريحَكَ..ريحُ هوايَ؟!
فآتني زُبرًا من الجسدِ الكريمِ...
يا وطني...
علَّني أرتِقُ من طُهرِها كلَّ الصُّدوعِ
**************************************
حزينٌ هذا السِّنديانُ العَتيُّ
مذِ افترشَتْ أفياءَهُ
موائدُ الدِّماءِ..
رحلَتْ عنهُ عصافيرُ القمر..
منذُ استباحَ الأزيزُ صفوَ مسائِهِ
عانقَتْ غصونُهُ أثافي الحجر
***************************************
إنَّني أهذي..
و هذا القرنفلُ الرِّيفيُّ..كيفَ زحفتْ
إلى مفاصلِهِ رعشةُ الخوفِ؟!
لمْ يتبقَّ لكَ أيُّها السَّاكنُ فينا شيءٌ
لبردِ الشِّتاء..
فكيفَ نغنِّي أغنيةَ الدفء..
و وابلُ الموتِ يغزو
ضفائرَ طفلتي..بلا استحياء؟!
***************************************
لا تدعَ هاجسَ العتمِ يستبيحُ صباحَنا..
و مساءَنا..
أيُّها القابعُ في حناجرِنا.. في أصابعِنا..
في محاجرِنا..
لا تدعْ رداءَكَ المغزولَ من قلوبِنا يسقطُ
مهما بلغتَ من اللُّغوب..
لا شيءَ يشبهُكَ..
كلُّ شيء يَبْلى..
في بحورِ ذاكرتي
و كلُّ شيءٍ يشوبُهُ النَّقصُ
إلَّاكَ تخلو من عللِ العيوبِ
****************************************
وطني..
و كلَّما نطقَ اللِّسانُ بها..
حفَّتِ الأنوارُ قلبي..
أنا جرحُكَ الغائرُ في صباحاتِ الرَّحيلِ
و أنتَ قُدْسيَ الذي يجلو
أحقادَ ليلاتِ العويلِ
أَشْهرْ علينا سيفَكَ المصلتَ
كي نصلِّي تحتَ أغصانِكَ الحبلى
بحبٍّ مستحيلِ
*****************************************
.عبد المجيد المحمود