أعلنت الحكومة الأمريكية أنها كشفت عمليات قرصنة معلوماتية طاولت المعطيات الشخصية لأربعة ملايين موظف فيدرالي على الأقل في هجوم
إلكتروني ضخم يشتبه بأن مصدره الصين.
ورصد مكتب إدارة شؤون الموظفين هذا "التوغل الإلكتروني "، وهو هيئة تتولى إدارة شؤون موظفي الحكومة وتصدر كل سنة مئات آلاف التصاريح الأمنية الحساسة والتحقيقات حول أشخاص مطروحين لوظائف في الإدارة.
وبحسب مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف أسمائهم فإن قراصنة معلوماتيين صينيين خططوا لهذه القرصنة في ديسمبر، وهي ثاني عملية قرصنة كبرى لهذه الوكالة تنفذها الصين.
غير أن بكين انتقدت توجيه أصابع الاتهام إليها في هذه القضية وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونج لي الجمعة: إن "عدم إجراء تحقيق معمق واستخدام كلمات مثل محتمل (لوصف مسؤولية الصين) أمر غير مسؤول ولا يستند إلى أساس علمي".
وأكد أن الصين "معارضة لأي شكل من أشكال الجريمة الإلكترونية".
كما رفضت سفارة الصين في الولايات المتحدة رفضت هذه الاتهامات وأعلن المتحدث باسمها تشو هايكان أن "استخلاص استنتاجات متسرعة وإطلاق اتهامات تقوم على افتراضات أمر غير مسؤول وغير مفيد" مؤكداً أن "التشريعات الصينية تحظ الجريمة الإلكترونية بكل أشكالها والصين بذلت جهودا كبرى لمحاربة الجريمة الإلكترونية".
وأعلن مكتب إدارة شؤون الموظفين في بيان أن القرصنة شملت المعطيات الشخصية لحوالي أربعة ملايين موظف في الإدارة حاليين وسابقين مشيرة إلى أنه سيتم إبلاغهم اعتبارًا من 8 يونيو.
غير أنه لم يستبعد أن يظهر ضحايا آخرون في سياق التحقيق عارضًا التعويض عليهم بمستوى مليون دولار في حال كانوا ضحية "احتيال وسرقة هوية".
واستخدمت هذه الوكالة في الأشهر الأخيرة أدوات معلوماتية جديدة أتاحت لها رصد هذا الهجوم بعد أربعة أشهر على إطلاقه وقد نفذ في وقت كانت الوكالة تدرس إجراءات أمنية جديدة تم تطبيقها فيما بعد.
ولم يتضح هدف القراصنة في الوقت الحاضر ما بين سرقة هويات وتجسس كما لم يتضح ما إذا كانت القرصنة طاولت الرئيس باراك أوباما أو مسؤولين كبارا في الإدارة الأميركية أو في وكالات الاستخبارات.
وتزايدت عمليات القرصنة في الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة واستهدفت بمعظمها الأنظمة المعلوماتية لمجموعات كبرى على الإنترنت مثل شركة تارجت للتوزيع وشركة أنتيم للتأمين الصحي ومجموعة سوني بيكتشرز إنترتينمنت لإنتاج الأفلام.
وفي العام الماضي تسلل قراصنة صينيون إلى الشبكة المعلوماتية لمكتب إدارة شؤون الموظفين وشركتين تتعاملان معه مستهدفين بصورة خاصة ملفات طلبات تصاريح أمنية سرية لعشرات آلاف الموظفين.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في فبراير: إن التجسس الصيني على شركات أميركية «لا يزال يطرح مشكلة كبيرة» مذكراً بأن بكين وموسكو تملكان أنظمة «متطورة جداً» لشن هذه الهجمات.
منقول