لكي سيدتي
أريد أن أكتب لك كلاماً لا يُشبهُ الكلامْ وأخترع لغةً لكِ وحدكِ أفصّلها على مقاييس جسدك .
* أريد أن أهديكِ كنوزاً من الكلماتْ لم تُهْدَ لامرأةٍ قبلك.. ولنْ تُهْدَى لامرأةٍ بعدكْ. يا امرأةً.. ليس قَبْلَها قَبْلْ وليس بَعْدَها بَعْدَ
أريدُ .. أن أجعلكِ اللغة..
*
أريد فماً جديداً تخرج منه الكلماتْ كما تخرج الحوريّات من زَبَد البحر وكما تخرج الصيصَانُ البيضاء من قبَّعة الساحر..
أريد أصابعَ جديدة.. عاليةً كصوراي المراكبْ وطويلةً ، كأعناق الزرافاتْ حتى أفصّل لك سيدتي قميصاً من الشِعرْ.. لم تلبسه قبلي. أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة غيرَ كلّ الأبجدياتْ. فيها شيء من إيقاع المطرْ وشيء من غبار القمرْ
وشيء من حزن الغيوم الرماديّة
وشيء من توجّع أوراق الصفصاف تحت عَرَبات أيلول.
وعندما قلتُ لكِ:
"أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أخترع أبجديةً جديدة لمدينةٍ لا تقرأ.. وأنشد أشعاري في قاعة فارغة وأقدّم النبيذ لمن لا يعرفون نعمة السُكْرْ.
لماذا أنتِ؟ لماذا أنتِ وحدك؟ من دون جميع النساء تغيِّرين هندسةَ حياتي
وإيقاعَ أيّامي وتتسلّلين حافيةً.. إلى عالم شؤوني الصغيرة وتُقفلين ذلك ذلك الباب وراءك سيدتي .!.
لماذا؟ أعطيكِ، من دون جميع النساء مفاتيحَ مُدُني التي لم تفتح أبوابَها.. لأيّ طاغية ولم ترفع راياتها البيضاء.. لأيّة امرأة.. وأطلب من جنودي أن يستقبلوك بالأناشيد والمناديل.. وأكاليل الغار.. وأبايعكِ.. أمامَ جميع المواطنين وعلى أنغام الموسيقى، ورنين الأجراس أميرةً مدى الحياة.