عندما يعتزل اي لاعب من كرة القدم فان مشاعر المنافسة توضع جانبا وتنسى لفترة ولو لقصيرة، فيقف الجميع وبكل روح رياضية ليصفق لمسيرة اللاعب الذي قدم كل مالديه من اجل زيادة المتعة والمنافسة؛ وعندما يصاب اللاعب باصابة خطيرة فان الجميع يقف ليشجعه ويدعمه من اجل ان ينهض.

وفي هذا الاطار، استوقفني حفل اعتزال وتكريم راؤول جونزاليس من نادي شالكه الالماني بعد ان قدم موسمين ولا اروع مع النادي وساعده في مبارته الاخيرة مع النادي الالماني من حجز المركز الثالث في الدوري بهدف و صناعة اخر وليضمن النادي بذلك المشاركة في دوري الابطال الموسم القادم.

لقد كان حفلا مليئا بالمشاعر والعاطفة، المدرجات ممتلئة، الحضور الرسمي كبيرا و الجمهور لم يتوقف عن الهتاف باسم اللاعب..حتى ان الرقم سبعة تم حجبه لاجل غير مسمى في شالكه تكريما للمهاجم الاسباني.

انا شخصيا لا احب الريال، ولا احب كل مايمثله النادي من غطرسة واساليب كروية تعتمد على قتل المتعة في عالم الكرة...ولكنني لااستطيع الا انني اعترف بانني احب راؤول جونزاليس وكل ماقدمه في مسيرته الحافلة وما قدم لكرة القدم، و اذكر ان مجرد وجوده في الكلاسيكو كان كافيا لجعل المباراة اكثر امتاعا وتشويقا.

خرج راؤول من الباب الخلفي من نادي ريال مدريد في عهد مورينيهو، خرج من دون ان يتم الاحتفال به كما يليق بمسيرته وانا مثل الكثير من الناس اعتقد ان مورينيهو كان سببا رئيسيا في خروج الاسطورة بهذا الشكل. فقد اصبح المدرب البرتغالي مهووسا بالسيطرة والتاكد ان لا احد في النادي اكبر منه، فبدا براؤول ثم خورخي فالدانو والان عينه على كاسياس!!

شالكه قدم درسا لريال مدريد في كيفية التعامل مع اللاعبين الذين بذلوا لناديهم كل شيء وحتى لو خلال موسمين فقط...لقد احترموا اللاعب ومسيرته..ولكني احسست انهم يحتفلون بمسيرته كلاعب في الريال وليس في شالكه فقط...لعل الريال يتعلم شيئا!!

يجب ان يدرك الريال ان هناك شيئا اكبر من كبريائه و ملكيته المزعومة..وهذا الشيء هو اللمسة الانسانية في عالم يملئه المنافسة الشديدة