كشفت دراسة مصرية تاريخية صدرت بمناسبة الاحتفال بعيد الحب ، تفاصيل واحدة من أقدم قصص الحب في التاريخ ، وهى القصة التي كادت أن تتسبب في ضياع كرسي العرش من أعظم ملوك مصر القديمة ، وهو الملك امنحتب الثالث .
ويقول الباحث والأثري المصري الدكتور محمد يحيى عويضه في دراسته الصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية إن امنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر الفرعونية والذى يعد أحد أعظم حكام مصر على مر التاريخ والذى اهتم بالرياضة والصيد والقنص وعرف بأنه صياد عظيم ” لكن قلبه وجد من يصطاده ” ووقع فؤاده اسيرا لدى واحدة من عامة الشعب ، واصر على الارتباط بها والزواج منها برغم أن اصراره على الزواج من محبوبته كاد أن يفقده عرشه الملكي .
وأضاف عويضه - وفقا للوكالة الألمانية (د ب أ) - أن محبوبة امنحتب الثالث هي ” تي ” التي لم تكن تحمل دماء ملكية لكنها وبفضل الحب الذى جمع بين قلبها وقلب أمنحتب الثالث صارت من أشهر ملكات مصر الفرعونية .
وأشار إلى أن امنحتب الثالث هو ابن الملك تحتمس الرابع و أمه هى ” موت ، ام ، تويا ” كانت من محظيات والده ولم تكن تحمل في شرايينها دماء ملكية ، وكذلك محبوبته ” تى ” التي لم تكن أميرة وكانت ابنة لأحد أعيان مدينة اخميم ، وكان من طقوس تولى العرش أن يتزوج بأميرة تحمل دماء ملكية .
كما أوضح انه نظرا لأن قلبه تعلق بمحبوبته ” تى ” فقد لجأ امنحتب الثالث الى كهنة الاله امون الذين قدموا له العون الذى مكنه من الزواج من محبوبته عبر اقامة معبد لامون اله طيبة وهو المعروف الان بمعبد الأقصر وبداخل هذا المعبد أقام حجرة للولادة الالهية ، وهنا جاءت رواية الكهنة بأن امنحتب الثالث هو نتاج لمعاشرة امون لأمه ” فصار ابن الاله ، وتخطى عقبة أن امه محظية لوالده ولم تكن سلسلة العائلة الملكية ، وأن عليه الزواج من اميرة تنتمى للعائلة الملكية ولأنه صار ابن الاله فقد صار من حقه الزواج بمن يريد دون أن يهدد هذا الزواج عرشه الملكى .
وارتبط الملك امنحتب الثالث بمحبوبته ” تى ” التى شاركته كثيرا من أمور الحكم ، وكانت بحبها له وحب الشعب لها سببا في استقرار ورخاء البلاد ابان حكمه ، فخلد عقد زواجهما بأن أمر بنقشه على الجعران الذى يطوف حوله المئات في كل يوم داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة في مدينة الأقصر .