القصة كاملة للشهيد مصطفى العذاري المصدر "الصباح"
اتكأ الجندي الشهيد مصطفى ناصر هاني العذاري الذي لم يكمل ربيعه التاسع والعشرين من عمره على جراحه وصبره متألما من هجوم داعشي ضمن قاطع الكرمة ليزحف مع آلامه الى احدى الحفر ويتمركز فيها ليصطاد الدواعش بكل سهولة رافضا اخلاءه من قبل زملائه، قائلا: اريد ان احقق امنيتي "الشهادة”، وفعلا نالها بعد ان عثر الدواعش على من جعل صدورهم مرمى لنيرانه واعدموه بطريقة بشعة.
يتحدث اخوه رائد ناصر الذي غطت الدموع خديه لـ”الصباح” عن بطولات الشهيد قائلاً: ان "الشهيد مصطفى من مواليد 1986 اعزب منسوب الى فوج مغاوير عمليات بغداد تعرض في يوم الرابع عشر من الشهر الجاري (آيار) الى اصابة بليغة في قدمه اليسرى ورفض اخلاءه من قبل زملائه، قائلا لهم: دعوني أريد أن اصطاد الدواعش رغم نزفه واحساسه بان عظمه تهشم كما وصف الحالة شقيقه رائد الذي سارع الى الاتصال بالجهات الامنية والتوجه فورا الى منطقة الكرمة والاتصال بأخيه الذي حدد مكان اختبائه في احدى الحفر بمنطقة الروفة ضمن قاطع الكرمة، وقد حصل على وعد بتحريره.
رغم انه كان يتواصل مع اهله عن طريق الرسائل خوفا من سماع صوت الهاتف الذي جعله صامتا في داخل الحفرة ذكر اخر كلمة قبل ان ينفد شحن الهاتف: سلموا لي على امي وأبي واخواني واخواتي (وابروني الذمة)، سأثأر للشهداء وانهض من حفرتي وافرغ كل ما امتلك من رصاص في صدور الجبناء، لاحقق امنيتي "الشهادة”.
رائد الذي لم ينم لحظة منذ اصابة اخيه اتصل بكل من يعرفه ومن خلال علاقاته تم التهيؤ لاقتحام المنطقة بالتنسيق مع الحشد الشعبي والقوات الامنية بعد مرور ثلاثة ايام على انقطاع الاتصال بالجندي مصطفى ناصر، لكن الصدمة الكبرى كانت بعد أن اتصل به احد اصدقائه قائلا له: (البقاء لله وانا لله وإنا اليه راجعون) ارسلت لك صورا اطلع عليها وافتخر باخيك الشهيد البطل مصطفى العذاري.
رائد لم يصدق ما قاله صديقه وبقي متمسكا بامل بسيط لا يتعدى 1 بالمئة ان شقيقه ما زال على قيد الحياة، ولكن اضطر الى ان يخبر اهله بعد ان تأكد من ان صور الاعدام الذي نفذ بحق اخيه مصطفى في مدينة الفلوجة صحيحة.
الحسرة رسمت على وجه اخيه الاخر حيدر الذي اكد ان الشهيد مصطفى قال خلال اخر اتصال الذي صادف خلال ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم"ع” ادعوا لي بان اقتل اكبر عدد ممكن من الدواعش الذين يسيرون من امامي، مؤكدا انه فقد الكثير من الدم وان أمنيته بـ”الشهادة” ستتحقق.
اخوته كانوا يشجعونه ويطلبون منه أن يكون ايمانه قويا ويصبر فان القوات الامنية (ستشن هجوما كبيرا على الكرمة لانقاذك وتطهير المنطقة من عصابات "داعش” الارهابية).
الحفرة التي اتخذها الشهيد مصطفى مكانا لاقتناص الدواعش مغطاة بقطعة حديد فيها منفذ لا يتجاوز 5 سم ليتنفس منه، الامر الذي ضاعف من معاناته، اضافة الى صموده لمدة ثلاثة ايام دون ان يشرب قطرة ماء او يتناول قطعة طعام، بحسب ما ذكر والده لـ”الصباح”.
وقال والد الشهيد الذي اجهش بالبكاء وبدت عليه ملامح الالم حزناً على فقدان ولده بعد ان سحب نفساً من سيجارته: "اخر مرة قبل التحاق الشهيد قلت له :(بوية مصطفى دير بالك على نفسك وعلى جماعتك احذروا من عدوكم”، اجابه: اريد استشهد وهاي امنيتي).
واكمل الحاج ناصر قوله: ان الشهادة اعلى درجات الكرامة والتضحية فهنيئا للشهيد مصطفى جنان الخلد.