بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله
ما يلقاه اليتيم من المجتمع بشكل عام من أذى نفسي و مادي كبيرين
يا ترى هل سألنا أنفسنا بحق:

ماذا فعلنا لأجل هذه الفئة المرهفة الحس من المجتمع ؟!!
هل تساءلنا ما واجباتنا تجاه اليتيم ؟!

اليتيم الذي جاءت الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية وما حملته الروايات عن الأئمة عليهم السلام في حقوقه و كيفية أداء الناس واجباتهم تجاهه.
كما أن من واجبك أن تصلي ، أن تشكر الله ، تعبده ، تصوم ، وتتعلم من الصوم مثلاً الفوائد الجمة فلـ اليتيم أيضاً واجبات عليك و منه أيضاً تتعلم الدروس .
جاء في الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً أتى إليه(ص)
يشكو من قسوة في قلبه فقال له الرسول الأكرم (ص) : (امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين).
و ما هذا الحديث إلا إحدى فوائد الإحسان والعطف على اليتيم إذ هو جزء لا يتجزأ من مجتمعنا وفرد عزيز كالإصبع في الكف الواحدة فهل تستطيع أن تقطع إصبعك من يدك؟

وقد يقول البعض ما الجديد في الموضوع ؟!

الجديد هو أننا رغم قراءاتنا المتعددة حول هذا الموضوع و مع تحضر الناس ورقيهم ما زال البعض كما هم غير متحضرين في تعاملهم
لتجعل نفسك أقرب إلى الإحساس بـ اليتيم ضع نفسك مكانه ..
فأول ما ستقوله "الله يحفظ والدينا و يطول بعمرهم"
أو
" اسم الله علي وعليهم" وغيرها من عبارات الخوف غير المباشر
ثم أعطِ نفسك مرحلة لإطلاق العنان لخيالك وأبدأ من نقطة الصفر منذ أن كنت صغيراً وأبدأ بالتفكير، كم من المواقف مرت عليك و كم من إحساس حنون و عطوف لم يكن ليوجد لولا والديك؟
توجع ، أوجع نفسك حتى تعزز في داخلك الاحترام لوالديك وتقدرهم أكثر
و لتعطف على من قال الله تعالى فيه : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه )
قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه: (خيرُ بيتٍ من المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسن إليه، وشرّ بيتٍ من المسلمين بيتٌ فيه يتيم يساء إليه)
و
قال صلى الله عليه وآله: (إذا بكى اليتيم اهتز العرش على بكائه فيقول الله تعالى: يا ملائكتي أشهدوا عليّ أنَّ من أسكته و استرضاه أرضيته في يوم القيامة)،وعنه صلى الله عليه وآله: (إذا بكى اليتيم في الأرض يقول الله من أبكى عبدي وأنا غيّبت أباه في التراب فوعزتي وجلالي إنّ من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنّة)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنَّ في الجنّة داراً يقال لها دار الفرح لايدخلها إلاّ من فرّح يتامى المؤمنين)
حث الإمام الصادق عليه السلام على التعامل مع اليتيم بحنان ورحمة فقال: (ما من عبد يمسح يَدَه على رأس يتيم ترحمّاً له إلاّ أعطاه الله تعالى بكلِّ شعرة نوراً يوم القيامة)
ولو أتى كل شخص منكم الآن و وضع رده و ذيله بآية أو حديث عن النبي وأهل بيته عليهم السلام لأوجدنا موسوعة لـ اليتيم يدافع بها عن نفسه أمام من يتصدى له بقسوة أو الذي يوصد عليه أبواب الرأفة والحنان و العون.
و ستكون هذه المجموعة من الأحاديث هي القوانين و الدستور الإلهي غير القابل للنقض أو الطعن فيه و هي الضوابط الحقة شاء من شاء ، و آبى من آبى .
و يكفي أن أمير النحل (سلام الله عليه) أوصى حتى عند رمقه الأخير من هذه الدنيا الفانية بـ اليتيم حيث قال :
"الله الله في الأيتام لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار"