الفصل الثاني
( في ذكر جمل من مناهي النبي صلى الله عليه وآله )

عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الاكل على الجنابة ، وقال : إنه يورث الفقر.
ونهى عن تقليم الاظفار بالاسنان. وعن السواك في الحمام. والتنخع في المساجد.
ونهى عن أكل سؤر الفار.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين.
ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق.
ونهى أن يأكل الانسان بشماله. وأن يأكل وهو متكئ.
ونهى أن يجصص المقابر ، ويصلي فيها.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الارض فليحاذر على عورته ولا يشربن أحدكم الماء من مجاور عروة الاناء ، فإنه مجتمع الوسخ.
ونهى أن يبول أحدكم في الماء الراكد ، فإنه منه يكون ذهاب العقل.
ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أن ينتعل وهو قائم.
ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو القمر.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة.
ونهى عن الرنة عند المصيبة.
ونهى عن النياحة والاستماع إليها.
ونهى عن اتباع النساء الجنائز.
ونهى أن يمحى شيء من كتاب الله عزوجل بالبزاق أو يكتب به.
ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا ، وقال : يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها.

ونهى عن التصاوير ، وقال : من صور صورة كلفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار.
ونهى عن سب الديك ، وقال : إنه موقظ للصلاة.
ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم.
ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة ، قال : ويكون منه خرس الولد.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تبيتوا القمامة ف ي بيوتكم ، فإنها مقعد الشيطان.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يبيتن أحد كم ويده غمرة ، فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه.
ونهى أن يستنجي الرجل بالروث والرمة.
ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمر عليه من الجن والانس حتى ترجع إلى بيتها.
ونهى أن تتزين لغير زوجها ، فإن فعلت كان حقا على الله عزوجل أن يحرقها بالنار.
ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه.
ونهى أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب.
ونهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها.
ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عام ، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ونهى أن يقول الرجل للرجل : زوجني أختك حتى أزوجك أختي.
ونهى عن إتيان العراف ، قال : ومن أتاه وصده فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله.
ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة. وهي العود والطنبور.
ونهى عن الغيبة والاستماع إليها.
ونهى عن النميمة والاستماع إليها ، وقال : لا يدخل الجنة قتات يعني نمام. ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم

ونهى عن اليمين الكاذبة ، وقال : إنها تترك الديار بلاقع. وقال : من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقى الله عزوجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ويرجع.
ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر.
ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لايدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر.
ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله عزوجل.
ونهى عن تصفيق الوجه.
ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة.
ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز للرجال ، فأما للنساء فلا بأس.
ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو يعني تصفر أو تحمر.
ونهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك.
ونهى عن بيع النرد وأن تشترى الخمر وأن تسقى الخمر. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لعن الله الخمر وغارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه. وقال : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما ، فإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينة الخبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجمع ذلك في قدور جنهم فيشربه أهل النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود.
ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا ، وقال : إن الله عزوجل لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.
ونهى عن بيع وسلف.
ونهى عن بيعتين في بيع.
ونهى عن بيع ما ليس عندك.
ونهى عن بيع ما لم يضمن.
ونهى عن مصافحة الذمي.
ونهى أن ينشد الشعر وتنشد الضالة في المسجد.

ونهى أن يسل السيف في المسجد.
ونهى عن ضرب وجوه البهائم.
ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم ، وقال : من تأمل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك.
ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة.
ونهى أن ينفخ في طعام أو شراب أو ينفخ في موضع السجود.
ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والارحبة والاودية ومرابط الابل وعلى ظهر الكعبة.
ونهى عن قتل النحل.
ونهى عن الوسم في وجوه البهائم.
ونهى أن يحلف الرجل بغير الله ، وقال : من حلف بغير الله فليس من الله في شيء.
ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله عزوجل ، وقال : من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها كفارة يمين ، فمن شاء بر ومن شاء فجر.
ونهى أن يقول الرجل للرجل : لا ، وحياتك وحياة فلان.
ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب.
ونهى عن التعري بالليل والنهار.
ونهى عن الحجامة يوم الاربعاء والجمعة.
ونهى عن الكلام يوم الجمعة والامام يخطب ، فمن فعل ذلك لغا ومن لغا فلا جمعة له.
ونهى عن التختم بخاتم صفر او حديد.
ونهى أن ينقش [ صورة ] شيء من الحيوان على الخاتم.
ونهى عن الصلاة عند طلوع الشمس حتى ترتفع قدر رمح وعند غروبها وعند استوائها.
ونهى عن صوم ستة أيام : يوم الفطر ويوم الشك ويوم النحر وأيام التشريق.
ونهى أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم ، وقال : اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم.
ونهى عن التزاق في البئر التي يشرب منها.
ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته.

ونهى عن الهجران ، فمن كان لابد فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجرا لاخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به.
ونهى عن بيع الذهب بالذهب وزيادة إلا وزنا بوزن.
ونهى عن المدح ، وقال : احثوا في وجوه المداحين التراب.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له : أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مدح سلطانا جائرا واحتف به وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار ، وقال : قال الله عزوجل : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ولى جائرا على جوره كان قرين هامان في جهنم. ومن بني بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الارض السابعة وهو نار تشتعل ثم يطوق به في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلا أن يتوب. قيل : يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة ؟ قال : يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لاخوانه.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام. ومن خان جاره في شبر من الارض جعله الله طوقا في عنقه من تخوم الارضين السبع حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا به إلا أن يتوب ويرجع.
ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة مغلولا ويسلط الله عزوجل عليه بكل آية حية تكون قرينته في النار إلا أن يغفر له.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب. ألا إنه وإن مات على غير توبة حاجة القرآن يوم القيامة فلا يزائله إلا مدحوضا.
ألا ومن زنى بإمرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه ومات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاثمائة باب تخرج منه حيات وعقارب وثعبان النار يعذب بها إلى يوم القيامة ، فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار.

ألا وإن الله حرم الحرام وحد الحدود فما أحد أغير من الله عزوجل ، ومن غيرته حرم الفواحش.
ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ويلقى الله عزوجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب.
ونهى أن يختال الرجل في مشيته ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم وكان قرين قارون لانه أول من اختال فخسف الله به وبداره الارض ، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ظلم امرأة مهرها فهو عندالله زان ، يقول الله عزوجل يوم القيامة : عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي وظلمت امتي ، فيؤخذ من حسناته فدفع إليها بقدر حقها ، فإذا لم يبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثة العهد قال : تعالى : واوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا.
ونهى عن كتمان الشهادة ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق وهو قول الله عزوجل : ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه جنهم وبئس المصير. ومن ضيع حق جاره فليس منا ، وما زال جبريل ( عليه السلام ) يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت عتقوا. وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا.
ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزوجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تبارك وتعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان.

ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الاخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار ، ومن اختار الاخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله. ومن ملا عينه من حرام ملا الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط الله عزوجل. ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع شيطان فيقذفان في النار.
ومن غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لانهم أغش الخلق للمسلمين.
ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يمنع أخد الماعون جاره ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه فما أسوأ حاله.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله عزوجل منها صرفا ولا عدلا ولاحسنة من عملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله وكانت في أول من يرد النار. وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما.
ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب.
ألا ومن بات وفي قلبه غش لاخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب.
ونهى عن الغيبة ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اغتاب امرء مسلما بطل صومه ونقض وضؤوه وجاء يوم القيامة تفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف ، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله.
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد.
ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والاخرة ، فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من أغتابه سبعين مرة.
ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الخيانة ، وقال : من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي ويلق الله وهو عليه غضبان.

وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار.
ألا ومن اشترى ما أخذ خيانة وهو يعلم فهو كالذي خان. ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب.
ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتى بها.
ومن احتاج إليه أخوة المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة.
ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب ذلك عند الله أعطاه الله ثواب الشاكرين.
ألا وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم يقبل الله منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان.
ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عزوجل.
ونهى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم ، وقال : من أم قوما بإذنهم وهم به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته وركوعه وسجوده فله مثل أجر القوم ولا ينقص من أجورهم شيئا.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عز وجل أجر مائة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ومحا عنه أربعون ألف سيئة ورفع له من الدرجات مثل ذلك وكان كأنما عبد الله عزوجل مائة سنة صابرا محتسبا.
ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ولا يزال يخوض في رحمة الله عزوجل حتى يرجع.
ومن مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله عزوجل يوم القيامة مع خليله إبراهيم ( عليه السلام ) حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع.
ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الانصار : بأبي أنت وأمي يا رسول الله فإن كان المريض من أهل بيته أفلا يكون ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته ؟ قال : نعم.


ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الاخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص.
ومن يبطل على ذي حق حقه له وهو يقدر على أداء حقه فعليه خطيئة عشار.
ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلطه الله عليه في نار جهنم ومأواه النار وبئس المصير.
ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به عليه أحبط الله عمله وثبت وزره ولم يشكر له سعيه ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : يقول الله عزوجل : حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام.
ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة. ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء.
ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه ، فإن أقام حتى يدفن ويحثو عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاجر.
والقيراط مثل جبل أحد.
ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عزوجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر ، فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث.
ألا ومن أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ويدخل في شفاعته أربعين ألف مسئ من أمتي إلى الجنة.
ألا وإن المؤذن إذا قال : أشهد ألا لا إله إلا الله صلى عليه سبعين ألف ملك واستغفروا له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق.
وعند قوله : أشهد أن محمدا رسول الله يستغفر له أربعون ألف ملك.
ومن حافظ على الصف الاول والتكبيرة الاولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الاجر ما يعطي المؤذنين في الدنيا والاخرة.

ألا من وتولى عرافة قوم أتي يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فإن قام فيهم بأمر الله عزوجل أطلقه الله وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا شيئا من الذنوب وإن كبر في أعينكم ، فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الاصرار.
قال شعيب بن واقد : [ وقد ] سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث ؟
فقال : حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خط علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ).