تحرير مدينة الرمادي لن يكون سهلاً، سوف تبذل فيها الدماء الزاكيات، وستترمل فيها النساء والفتيات الجميلات، وسننتظر أبناءنا لكي يصلوا الينا ملفوفين بالعلم الذي ورثناه بألوانه الاربعة، وبكلمة التوحيد، وكل الذي فعلته دولتنا، بعد أن أستجمعت شجاعتها كلها، هو أنها حذفت على إستحياء نجومه الثلاث.أنها حرب ضروس، تصطك فيها الارواح بالاجساد، هي البديل عن الموت الجماعي، هي وقفة أبن الملحة، لكي يختار الحياة لمعلقات بابل، وأشور، وسومر، التي أندثرت في زمن العولمة.هي حربنا من أجل البقاء، أما إن نموت، أو نبيد، وتسيطر على بلادنا خفافيش الظلام المتوشحة بسواد العقائد النتنة، لذلك أصبحنا أمام خيار وحيد؛ هو ان نردهم الى ترابهم النجس، لكن بأرواح غاليةً وثمينةً جداً.هذا الدمار كتب على شعب الشهداء، الذي يحلم في يوم من الايام ان يكون أمة موحدة، لكي يبني دولته العريقة التي يعود جذورها الى باطن الأرض.قتل ١٧٠٠، وقتل الـ ٢٠٠ من النساء والاطفال، نزوح الـ ١٠٠٠٠٠ الف، حرق المنازل والحدائق، يمكن أن تجعلنا نصحو!، تراب الوجوه المصبوغة باللون الاحمر من دم الشباب، يمكن أن يجعلنا نشعر!، أو نفكر بصوت عالي ومسموع، أن أرواح الشهداء هي اللبنى الأولى لبناء وطن.الايام القادمة سوف تنذر بولادة جديدة، ووفيات جديدة، الحرب ليست سفرة على شواطئ دجلة الجميلة، ليست موسيقى هادئة على كورنيش الاعظمية أو أبو نؤاس، بل هي وقفة وطن، بوجه أقذر مخلوقات الكون العصرية.الرمادي سوف تسقى بالدماء الطاهرة، لكي تنبت أرضها من جديد، وتعلن عن تغيير قواعد اللعبة، وهذه المرة الارض لمن يحررها، والموت لمن حصد زرعها قبل ريعان شبابه.رسائل هذه المواجهة تختلف عن رسائل الحروب الاخرى، سوف يخطها أبن الملحة الغشيم، بحروفه المملؤة بالتفائل والحب، وتحيط بها نمنمات عبائة والدته السوداء، التي أفنت عمرها وهي تنتظر والده لكي يرجع من الحروب المستمرة، وتنشد نشيدها الوطني اليومي، في وقت الغروب ؛عنو عليه بهدوة الليلوتعثرت بمرابط الخيلاخبرك بعد مابياش حيل