يا ليلُ إقرأ لهم ما جال في خَلَدَي
من السلامِ الذي للآن لم يَفُدِ
،،
من التواريخِ إذ تقسو على رئتي
ظلماً ، تشبّثَ في أرقامِها جسدي
،،
يا ليلُ صحرائيَ الحُبلى بأسئلتي
والدمع كالهمِّ يتلو سورةَ المسدِ
،،
تُشيرُ نحو سهيلٍ بارتعاشِ فمٍ
مُجرّحٍ ، لأرى المجهولَ من بُدَدي
،،
يرنو إليّ سهيلٌ ، والمدى اتقدّتْ
دموعُهُ خلفَ عينِ الغيمِ من أمَدِ
،،
فقال يا طفل ما للجورِ يعبثُ في
تنهداتِكِ ؟ منذ الفقدِ والجَلَدِ
،،
أجبتُهُ ورحيلٌ لاحُ في نَفَسي
و رحلةُ الموتِ مدّتُ كفّها ليَدي
،،
هنا جَفلتُ ، فلم أعلمْ بفقرِ دمي
ونكبتي واحتراقي في الجوى الكَمِدِ
،،
تاهتْ معاني حروفي ، تهتُ في لغتي
ولم أعدْ أعرف المعنى من الزَبَدِ
،،
دوامةٌ من أفولٍ كبّلتْ جسدي
وعاثَ ربّانها في صدريَ النَكَدِ
،،
في لجةِ التيهِ أصواتي تكابدني
ونوحُ مُدّيَ لم يمدُد يدَ المَددِ
،،
أحسّ ضلعي يقدّ الصدرَ يرقبني
يمدّ وجهاً يرى غيماً بلا وتدِ
،،
يرى النزاعات تَترى تعتري أملي
وكلّما بانَ فرْحٌ من كِوى البلدِ
،،
نعى ليَ الثلةَ الـ ظلّت تمزّقه
منذ اشتجارِ خُطى الأزْماتِ للصَفَدِ
،،
هنا رفعتُ عيوني نحوَ شيبتهِ
وقلت يا وطني صبراً بلا عددِ
،،
فقال لي انظرْ إلى كل البلادِ ترى
أناسَهم مازتِ النجوى من الحسدِ
،،
ونحن تحكمنا الشيباتُ مذ مسكتْ
على النواجذِ ماتت بسمةُ الولَدِ
،،
أجابنا دامعاً من خلفِ غيمتِهِ
وصوتهُ يعزفُ الآهاتِ بالصَلَدِ
،،
يا من تركتم بلادَ الطهرِ مُشرعةً
أبوابها ، لذئابٍ تستبيحُ غدي
،،
عودوا لنخلكمُ المغداق من جسدٍ
حتى يقوم عراقٌ الكلّ للأبدِ
مرتضى التميمي