ما بينَ ربيعٍ يمضي
و نواحٍ خريفٍ يأتي
لا شيء ..!
سوى قيظ ملهوفٍ
و ظلالِ غيومٍ مرهقة
و أنا ..
أجلسُ محتاراً في بيتي
أقلبُ أوراقي المألوفة
أراقبُ أحجارَ " النَّردِ"
مبعثرةً ..!
فوقَ بساطٍ في الغرفه
و شجيراتُ الوردِ هنا
تجثمُ واجمةً
تتمايل منهكةً
تتأرجحُ كالمُقَلِ الولْهى
رياحٌ تلتهمُ الشارعْ
و قمرٌ يبزغُ مُرتَهَناً
ما بين غيومٍ مرعوبه
" والبَرَدُ " يغتالُ الدفْ ..!
و أوائلُ ورد تحتضرُ
و تمرُ فصولٌ و فصول
تتأبّطُ أحزانَ الماضي
وها أنا ذا ..
أتوسَّدُ أحلامي ..!
و تنوءُ – معبأةً نفسي –
بِرُكامِ العُمرِ الممهورِ
بجَبروتِ الصبرِ ..!
وأباتُ .. أصرخُ .. اصرخْ
كَصُراخِ البُكمِ !!
فلجامُ الصمتِ .. يُوَرّقُني !
{حميد نجم }