معركة المنصورة، معركة دارت رحاها في مصر من 8 إلى 11 فبراير من سنة 1250 بين القوات الصليبية (الفرنج) بقيادة لويس التاسع (بالفرنسية: Louis IX) ملك فرنسا، الذي عُرف بالقديس لويس فيما بعد،[6] والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ.[7] وفارس الدين أقطاي الجمدار وركن الدين بيبرس البندقداريأسفرت المعركة عن هزيمة الصليبين هزيمة كبرى منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر، وكانت بمثابة نقطة البداية التي أخذت بعدها الهزائم تتوالى عليهم حتى تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي.أخذ الانحطاط يتسرّب إلى جسم الدولة العربية بعد هذه الفترة، إذ أنه بعد نهاية المعركة كانت الجيوش المغولية قد دمرت بغداد وأسقطت الخلافة العباسية مما اضطر العرب لمواجهتهم، وجعل الدولة الإسلامية منهكة ثقافيا واقتصاديا بعد هزيمة الزحف المغولي، فساد الفقر والتخلف في فترات متقطعة واستمر الأمر على هذا المنوال حتى سقوط المنطقة العربية بيد العثمانيون الأتراك في القرن السادس عشر
الحملة الصليبية السابعة تغزو دمياط في سنة 1249م
الوضع العام قبل المعركةفي النصف الأول من القرن الثالث عشر كانت الدولة الأيوبية تحكم مصر والشام. في عام 1220م قام المغول بقيادة جنكيز خان بمهاجمة الدولة الخوارزمية، على بوابة العالم الإسلامي الشرقية، ودمروها مما أدى إلى تشرذم الخوارزمية وشرود أجنادهم الذين راحوا بعد زوال دولتهم يعرضون خدماتهم على ملوك الممالك الإسلامية المجاورة، وكان من أولائك الملوك السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب الذي رحب بهم واستفاد من خدماتهم خاصة في الشام.[8] في عام 641 هـ/1244م استولى الخوارزمية حلفاء الصالح أيوب على بيت المقدس. وكان بيت المقدس في أيدي الصليبيين منذ معاهدة سنة 1229م بين الملك الكامل وفريدريك الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة إبان الحملة الصليبية السادسة والتي بموجبها تعهد فريدريك بالتحالف مع الملك الكامل ضد أعدائه ووقف الحملات الصليبية في مقابل تنازل الملك الكامل عن بيت المقدس للصليبيين.[9]
هزيمة الصليبيين الفرنسيين في غزة.
في 17 أكتوبر 1244م شن الصليبيون هجوماً برياً ضخماً على مصر، ولكنهم هزموا هزيمة منكرة عند غزة [10] على يد الأمير ركن الدين بيبرس [11] وعناصر خوارزمية من جهة والصليبيين وملوك أيوبيين من سوريا متصارعين مع السلطان الأيوبي الصالح أيوب من جهة أخرى، انتهت بهزيمة الصليبيين وحلفائهم هزيمة كبرى، مما مكن المسلمين من فرض سيادتهم الكاملة على بيت المقدس وبعض معاقل الصليبيين في الشام.[12]كان لسقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين صدى قوي في أوروبا يشبه صدى سقوطها في يد صلاح الدين الأيوبي في سنة 1187م،[8] مما جعل الأوروبيين يدعون إلى قيام حملة صليبية كبيرة تمكنهم من استعادة بيت المقدس، وكان ملك فرنسا لويس التاسع من أكبر المتحمسين للحملة الجديدة. كان الصليبيون يُدركون أن مصر التي صارت تمثل قلعة الإسلام وترسانته العسكرية [13] ومصدر القوة البشرية الرئيسي للمسلمين،[14] وهي العائق الرئيسي الذي يعترض طموحاتهم لاسترجاع بيت المقدس، وأنهم لن يتمكنوا من احتلال كل الشام وبيت المقدس دون الإجهاز على مصر أولاً