(إذا كان مقدراً لك أن تعتذر ذات يوم، فلماذا لا تعتذر اليوم؟)
يظن معظمنا أن مجرد الاعتذار كفيل وحده بمداواة الجراح التي نجمت عن الخطأ.
إلا أن تقديم اعتذار سليم - وخاصة في بيئة العمل – لا يتوقف عند قول: "أنا أسف". عندما يتم الاعتذار بشكل سليم فإنه يوطد العلاقة ويعزز المكانة. وإذا تم بشكل سقيم فإنه يؤدي إلى نتيجة عكسية.
العجيب أن أغلب الأفراد والمؤسسات، يفشلون في جني الفوائد الجمة التي تصاحب الاعتذار السليم. فما هو السبب؟
يشعر أغلب الناس بحرج شديد عندما يجدون أنفسهم في فئة المخطئين. وعندما يعتريهم هذا الحرج، فإنهم ينكرون مسئوليتهم عما اقترفوه ويحاولون التقليل من خطورة الجرح الذي سببوه. وفي بعض الحالات يلقي المخطئ باللوم على الضحية.
فكيف يمكنك الاعتذار بطريقة سليمة؟
يتكون الاعتذار السليم من: الاعتراف بالخطأ والندم على ارتكابه وتحمل المسئولية تجاهه.
ولكن ليس من الضروري أن تتوفر العناصر الثلاثة في كل اعتذار لكي يكون كاملاً. ويرجع السبب في صعوبة الاعتذار إلى أننا لا نفصل بين مشاعر الاعتراف والندم والمسئولية.
مع أن الاعتذار ليس على هذ القدر من الصعوبة. فمن الممكن أن نعتذر عن الأخطاء التي يظن الآخرون أننا اقترفناها في حقهم، دون أن نشعر بأننا اقترفناها فعلاً، ومع ذلك نبادر بالاعتذار عنها.
وهذه هي طريقة الاعتذار السليمة:
- استخدم كلمات واضحة ودقيقة في تعريف خطأك.
- اعتذر عن الضرر الذي لحق بالطرف الآخر وعما شعر به من ألم.
- إذا كان الخطأ مهنياً فاعتذر كمدير أو موظف، وإذا كان شخصياً فاعتذر كإنسان.
- لا تكتف بالقول: "أريد أن أعتذر إليك". بل قدم اعتذاراً واضحاً ولا تختبئ وراء الكلمات والشعارات.
لا يتم الاعتذار - فقط - عندما نعرف أننا أخطأنا. من الممكن أن نعتذر لنجعل الآخرين يشعرون بتقديرنا لهم وقبولنا لهم كبشر. ولهذا يجب أن نبادر دائماً بالاعتذار، سواء كنا على صواب أو على خطأ.
صحيح، أنه لا يمكننا ضمان قبول اعتذاراتنا، لكن يمكننا دوماً التحكم في صدق وجودة الاعتذار الذي نقدمه، فنبذل كل ما نستطيع لإخراجه بأصدق صيغة ممكنة.
فهذا يجعلنا نشعر بقدر من الراحة النفسية، بدلاً من الانشغال بالمسألة ليلاً ونهاراً. لأنه إذا كان مقدراً لنا أن نعتذر ذات يوم، فلماذا لا نعتذر اليوم؟