لماذا تم خفاء ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) مع قدرة الله عز وجل على حفظه بطرق أخرى؟
الجواب :
أن حياة المعصومين انما هي امتداد لحياة الانبياء ... وصورة انعكاس لها ... وكل ذلك وفق الحكمة الربانية ...
حيث ان حجج الله (تعالى اسمه) هذا مسيرهم منذ وفاة آدم (عليه السلام) الى وقت ظهور إبراهيم (عليه السلام) كان هناك من الرسل والأوصياء مستعلنين ومستخفين ....
وكما الحال في خليله ابراهيم (عليه السلام) حينما ستر الربّ شخصه وأخفى ولادته عن نمرود ....
والسبب ان الإمكان في ظهور حجيته في ارضه متعذراً في زمانه ...
فكان نبي الله ابراهيم في زمن نمرود الظالم الذي يقتل أولاد رعيته وأهل مملكته ....
حتى شاءت الساعة الربانية أظهر الخليل نفسه ودلّهم على شخصه المتوج بالنبوةِ ...
وهكذا الحال حينما توفى الخليل (عليه السلام) .... كان هناك أوصياء وحجج الله في ارضه يتوارثون الوصية ، وأيضا منهم ما كان ظاهر في شخصه أو مستخفي عن أعين الظلام ، الى وقت النبي موسى ( عليه السلام) .... في زمن فرعون وحالة الخفاء لولادته المباركة وكان بإمكان ربّ العالمين أن يحفظ موسى بن عمران ... وهذا مولود ظاهراً, ولكن لم يحفظه إلا خفياً مستوراً...
ونفس الحال مع نبيه عيسى بن مريم (عليهما السلام) كان بإمكانه أن يحفظه على وجه الأرض سالماً من القتل, لكنه لم يفعل إلا بإخفائه....
وكل ذلك ضمن القاعدة العامة لحججه في ارضه وقوله تعالى { مَّا يُقَالُ لَك إِلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسلِ مِن قَبْلِك} فصلت : 43 .
أذن نقول ان الله لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.
المصدر :
الغيبة للشيخ الطوسي
كمال الدين ج1 للشيخ الصدوق
يوم الخلاص : كامل سليمان