الحشد عراقي..من تكونون..؟بقلم: د.علي الشلاه
كثيراً ما يخرج علينا بعض (الساسة) و(الاعلاميين) لا سيما الذين يؤثثون بصورهم الأنيقة وسائل الاعلام العربية النفطية باطروحات نظرية مكررة يدرسها طلبة السنة الأولى في كليات السياسة والاعلام والعلوم العسكرية، تلك الاطروحات التي تتحدث عن البلدان المستقرة ومؤسساتها زمن السلم، من دون أن يتذكروا ان العراق قد ابتلي بدوامة الحروب والارهاب منذ عقود عديدة، ومن دون أن يتذكروا أيضاً بأنهم قبل عامين فقط كان يرفضون المؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية، وكان بعضهم يسمي الجيش العراقي في الموصل (قوات غريبة) ثم صار يدعو لاخراجها من المدن والمحافظات الساخنة وصاروا يرددون مع الجوقة النفطية مصطلح جيش المالكي، وعندما بدأت تجربة الحشد الشعبي قامت قيامتهم للنيل منها بحجة دعم الجيش والقوات المسلحة واستخدموا كل ما بحوزتهم من أكاذيب ليسيئوا الى النصر الذي تحقق بمشاركته الفاعلة في تكريت في صورة تجسد عقليات مرتبكة أقل مزاياها نكران الجميل لمن حماهم وحمى ذويهم، وحين نشبت معركة الرمادي وفرّ من فرّ منهم عادوا على أعقابهم يتوسلون الحشد الشعبي لتحريرها من عصابات داعش الارهابية أو هكذا صاروا يزعمون!
ان الحشد الشعبي ومتطوعيه الأبطال هيئة وطنية رسمية عراقية أسست بأمر ديواني في حزيران 2014م وهي تعمل تحت سقف العراق وعلمه وتأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة، وليست مجاميع قادمة من حيث لا يعلم أحد، يتم تمويلها من جهات مشبوهة تريد تقسيم العراق والمنطقة كلها الى دويلات صغيرة لكي تكون أكبر دولة في المنطقة بحجم (اسرائيل) على أن تبنى هذه الدول على الملل والنحل كما بنيت الدولة العبرية ممولة المشروع.
لقد أدرك العراقيون أطر اللعبة –المؤامرة- وكان حشدهم بأفق وطني وهو اليوم معقد الآمال مع الجيش العراقي والقوات الأمنية، أما أولئك المراهنون على داعش فهم واهمون وسيكون مصيرهم قتلى بيد ارهابييها أو متهمين أمام العدالة العراقية.
أيها العراقيون جميعاً الحشد ابنكم الشرعي فاحتضنوه وادعموه لكي يحتضنكم ويدعمكم ويدافع عنكم ولا تستمعوا للمتخاذلين والمدلسين ممن باعوا وطنهم لأبناء تورا بورا الغرباء.