تتعرض مختلف شرائح المجتمع الموصلي الى تهديدات يومية واساليب ترهيب مختلفة، وتمارس عمليات القتل والاعتقال بحق الابرياء المحاصرين في المدينة، ناهيك عن جرائم اخرى ترتكب نتيجة استخدام المشتقات النفطية الرديئة التي تسبب الحرائق، وعمليات السرقة المنظمة لموارد المدينة الاقتصادية.
معاناة المسيحيين
الامراض المزمنة وقلة المال وخشية تعرض بناتي الخمس على الطريق الموصل باقليم كردستان من قبل عصابات "داعش" دفعني الى اعلان اسلامي مع اعتزازي بمسيحيتي، هذا ما تقوله "ام ايشو" التي تقطن في احد ازقة منطقة العربي شمالي الموصل والتي رفضت التفريط بمنزلها وعائلتها والخوف على بناتها الخمس من الاجبار على النكاح المفروض على الاقليات شريطة الخروج من الموصل".
وتتابع "ام ايشو" بانها تود الان الخروج باي ثمن من الموصل بسبب فرض اتاوات شهرية مقدارها 500 الف دينار لبقائهم في المدينة لعناصر "داعش"، ومع ذلك فان "داعش" يفرض علينا الذهاب الى الجوامع وتوزيع الخيرات ودفع ايجار لمنزلي الذي اقطن فيه وهو منزلي الشرعي والقانوني لان شعار الارهابيين "لا عقار لنصراني في ارض الخلافة حتى وان اعلن اسلامه".
بينما يطالب "صباح بهنام" الرجل المسن والمصاب ببتر في احدى قدميه بعد اصابته بتفجير عبوة ناسفة زرعت قرب منزله"، بخروجه من الموصل لما يتعرض له من اهانات لدينه وهو الدين المسيحي الذي امر الله به ونزله على النبي عيسى (ع) ويضيف بانه قد اعلن اسلامه وهو الان يقطن في حجرة بعمارة فرض عليه "داعش" السكن فيها مع عائلته وسط الموصل بعد مصادرة منزله بالقوة واعلن اسلامه، ويطالب الحكومة بالاسراع في عملية تحرير الموصل من اجل انقاذ عشرات العوائل المسيحية التي سقطت في قبضة "داعش".
تهديد الملاكات الطبية
ولم ينجو الموظفون والملاكات الطبية والتمريضية من صحة محافظة نينوى من تهديدات جديدة وجهت لهم من عناصر عصابات "داعش" تأمرهم بالعودة او مصادرة ممتلكاتهم واعتقال ذويهم.
وقال الدكتور عزت عبد تحولة لـ "الصباح": ان الارهابيين منحوا مدة لا تقل عن سبعة ايام لعودة جميع الموظفين في المؤسسات الصحية والملاكات الطبية بعد تهجيرهم من مدينة الموصل الى اقليم كردستان، مبيناً ان"داعش" اعلن العفو بحق جميع الملاكات الطبية ومنحهم مهلة لا تزيد على سبعة ايام لعودتهم من محافظات الاقليم وبغداد واعادتهم الى خدمتهم في دائرة الصحة ". وأوضح تحولة ان "داعش" اعلن أن امتناع الاطباء المعروفة اسماؤهم لدى عناصره بعد انتهاء المدة المقررة عن العودة ستترتب عليه مصادرة جميع عقاراتهم وممتلكاتهم وفصلهم عن خدمتهم، فضلا عن اعتقال اغلب عوائلهم واقربائهم المتواجدين في منازلهم ".
المشتقات الحارقة
وظهرت جريمة جديدة في سلسلة جرائم "داعش" فقد تسببت المشتقات النفطية السورية الرديئة التي تفرض توزيعها العصابات الارهابية بين اهالي مدينة الموصل باسعار باهظة الثمن بعد سحب وسرقة المنتوجات النفطية العراقية وتهريبها الى سوريا بالكثير من الحوادث المميتة.
وقال مدير ردهة مستشفى السلام العام الدكتور منير عبد الله لـ "الصباح": ان طوارئ مستشفى السلام تسلمت ثلاث جثث لنساء نتيجة الحروق بسبب استخدامهن النفط الابيض السوري في مجال الطبخ نتيجة شحة اسطوانة الغاز التي وصل سعرها الى (60) الف دينار بسبب "داعش"، حيث ارتفعت اسعار المنتوجات النفطية بشكل مفاجئ منذ سقوط محافظة الانبار بيد عصابات داعش الارهابية بينما وصل سعر لتر النفط الابيض العراقي الى (1800) دينار والنفط السوري الى الف دينار والبانزين الى (2500) دينار والبانزين المحسن الى نحو ثلاثة آلاف دينار، فيما وصل سعر برميل النفط الابيض الى (700) الف دينار.
نهب الواردات
واكد اهالي الموصل ان معمل سمنت بادوش الخاضع لسيطرة عصابات داعش يواصل الانتاج بنحو منتظم دون توقف، وتسرق وارداته من قبل عناصره.
واكدوا في احاديث لـ "الصباح" "ان المعمل ينتج شهريا مئات الالاف من الاطنان من السمنت بقيمة مالية قدرها مليارات الدنانير "، مشيرين الى ان "الارهابيين يقومون بنقل انتاج المعمل الى جهة مجهولة ولا احد يستطيع ان يعرف اين تنفق عائداته المالية"، مشيرين الى ان "داعش" يستغل جميع مشاريع محافظة نينوى في تمويل احتياجاته العسكرية ونفقات عناصره من دون الاكتراث بمصالح المواطن الموصلي القابع تحت سيطرته منذ شهور عدة".
المصدر
شبكة الاعلام العراقي