نسيم المحبة هو اسمها المستعار في عالم
الانترنت لم تتخلَّ عنه لا في منتدى ولا في
دردشة ولا حتى في مقال تكتبه لمجلة ، هي
مدمنه إن صح التعبير على الانترنت فهي
تجلس عليه بالساعات الطوال المتواصلة تعرفت
على فلانة وفلان حتى أتى اليوم الذي تعرفت
فيه على شخص متميز في نظرها أسرها بسعة
اطلاعه وحفظه للنصوص الأدبية وكلامه
المعسول وكان يلقب بــ المدهش
هو من طلب التواصل معها عبر الماسنجر
وأخبرها أنه أضافها لديه علت وجهها الدهشة
وسألته كيف عرفت بريدي قال أنا متمكن
في برامج التطفل الهكر بدأ الخوف يدب في كيانها من أن يتطفل على بريدها وجهازها
قالت له أنا لا أضيف شبابا لدي في الماسنجر
فأخبرها أنه يعلم أن في الماسنجر لديها الكثير
من الشباب كما أنه لا خيار لها فقد أضافها
وقبلت هي الإضافة ، قالت مستغربة كيف قبلت
أضافتك وأنا لم أضف أحدا من حوالي شهر
قال أنا أضفتك وأنا قبلت إضافتك وأنا الآن
أستطيع أصف لك ما تلبسين وما تأكلين قالت
بعناد مشوب بالخوف أتحداك قال أنت تلبسين
كذا وكذا وأنت كنت تشربين تلفتت نسيم
المحبة يمينا ويسارا تبحث في غرفتها قامت
مفزوعة ، توجهت نحو الباب فوجدته مقفولا
توجهت نحو الشباك فوجدته محكم الغلق والستائر
مسدلة عليه ومما زاد رعبها أنها غيرت ملابسها
منذ وقت قصير قبل أن تشغل حاسبها الآلي
ولم يرها أحد من أهلها في لبسها الجديد فكيف
عرف هذا ما تلبس ، نظرت برعب نحو الشاشة
وقد امتلأ صفحة الدردشة الخاصة بابتسامات
متنوعة وكأنها تسمع ضحكة شيطانية من حولها...
توجهت نسيم المحبة نحو حاسبها تريد أن تطفئه
لكن الحاسب لا يستجيب لها ، بدأت تحذيرات
المدهش تكتب على صفحات الدردشة لا تحاولي
الهروب فأنا من يسيطر على جهازك ، الآن بدأ
الماسنجر يعمل ، تسمرت نسيم المحبة في
مكانها من الخوف بالفعل كان المدهش مضاف
لديها ، بدأت المحادثة الخاصة تعمل نظرت إلى
الصورة الجانبية التي وضعها المدهش فإذا به
شاب وسيم ، تغيرت الصورة لتحل مكانها
صورتها امتلأ وجه نسيم المحبة بالذعر فهي
لا تملك كاميرا ولم تضع لها أي صورة في
جهازها كما أنها على يقين أنها لم تتصور أبدا
بهذه الملابس .. نسيم المحبة أين أنت
أم أناديك بــ صُعقت كيف عرف
اسمها ، تغلبت نسيم على ذعرها وبدأت تكتب
وتسأل من أنت وكيف تعرف كل ذلك عني وكيف
استطعت التحكم بجهازي قال لها أنا
تغلبت نسيم على ذعرها وبدأت تكتب وتسأل من
أنت وكيف تعرف كل ذلك عني وكيف استطعت
التحكم بجهازي قال لها أنا كائن قريب منك حتى
أني أستطيع أن استنشق عبير عطرك ولو أردت
أن أتمثل أم الآن فسأتمثل أنا مغرمٌ بك منذ
أن سكنتم في بيتي وحللتم ضيوفا علي
زاد ذعر نسيم وشُلت يداها ، قامت مسرعة نحو
باب غرفتها وهي تصرخ بأعلى صوتها ومن
خلفها علت ضحكة شيطانية
بالتأكيد علمتم أن من كان يخاطب نسيم المحبة
ليس من البشر بل من الجن وقد يكون من مردة
الشياطين لا تعجبوا فالجن استوطنوا الأرض قبل
الأنس بألف عام ولديهم من العلم ما ليس لدى
الأنس كما أن الله خصهم بصفات لم تكن للأنس
فهم يروننا من حيث لا نراهم كما أنهم قد يتلبسون
بالأنسان ويسيطرون عليه
اتمنى تنامون !