بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أن الإمام المهدي المنتظر هو قلب العالم وروحه، ولولا وجوده المبارك لانتهى عالم الوجود بمشيئة الله تعالى وإرادته، وقد أشار الإمام الصادق لهذه الحقيقة بقوله: «لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت».
ما الفائدة من وجود الإمام المنتظر ما دام غائباً عن الأنظار؟!
إن آثار الإمام الروحية والمعنوية، وبركات وجوده وألطافه لا تنحصر في رؤيتنا المباشرة له، وإنما آثار ذلك ملموسة ومحسوسة ولا تحجب غيوم الغيبة وصول تلك الآثار والبركات والألطاف للوجود والناس.
إن رسول الله قد شبه ذلك بالشمس التي تحجبها السحب والغيوم حيث لا يمنع ذلك من آثارها المفيدة للكون والحياة.
هل الشيعة تنتفع بالقائم في غيبته؟!
قال : «إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن جللها السحاب».
فالشمس سواء كانت إضاءتها مباشرة أم غير مباشرة تبقى آثارها ومفاعيلها موجودة، ولا تستطيع السحب حجبها، وكذلك فإن أشعة وجود الإمام المهدي الروحية والمعنوية والعلمية تبقى موجودة ولا تستطيع غيوم وسحب الغيبة حجبها.
من فوائد وجود الإمام المهدي أيضاً هو حفظ الإسلام وحمايته من العبث والخطأ والسهو والنسيان، فالإمام يسدد الفقهاء وير شدهم إلى الرأي الحق كما ورد في بعض القصص المؤكدة، والفقهاء في عصر الغيبة هم الواسطة بين الناس والإمام، ولذلك ورد عنه: «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللَّه عليهم».
وورد عن أمير المؤمنين قوله: «لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته».
من فوائد الاعتقاد بخروج الإمام المهدي المنتظر في آخر الزمان هو الشعور بالأمل والتفاؤل بالمستقبل بان النهاية ستكون لإقامة دولة الحق والعدل والسلام على يد الإمام المهدي الموعود ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
أن الإيمان بالمهدي المنتظر واستذكار الوعد الإلهي بوراثة الصالحين وخروج المهدي المصلح والمنقذ للبشرية من الجور والظلم والمآسي والكوارث والمشاكل يعزز الأمل في النفوس، ويقوي الرجاء عند الناس بأن العاقبة للمتقين، أما من يغيب عن وعيه وإدراكه وذهنه دلك فإن اليأس والقنوط والإحباط يسيطر على قلبه وعقله، ويغيب عنه الأمل، ويشعر بالتعب والقلق.
تعزيز الأمل والرجاء في القلوب والعقول، واجتناب مسببات اليأس والإحباط والسلبية، واستذكار البشارة الإلهية للعاملين في سبيله، والداعين لرسالته، والمحامين عن دينه، والواردة في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.