تعريف بالنبي (دانيال) عليه السلام



كتبه/ حاتم بن فالح المدرع


دانيال هذَا يُقَال فيه دانيا - بِحَذْف اللام - كمَا حكَاهُ صَاحب العين ، وإِن كَانَ خلاف المَشْهُور ،
و((دانيال)) بالإنجليزية: Daniel
وبالعبرية : דניאל
تقسيم الإسم: داني-ئيل
معناه (قضا الله) أي حَكَم؛ و (ئيل) تعني (الله) كـ(بيت ئيل) التي تعني (بيت الله) و (دان) تعني قضى وهو من القضاء أي الحكم وليس القضاء مُلازِم القدر.
وهُوَ مِمَّن آتَاهُ الله الْحِكْمَة والنبوة ، وَكَانَ فِي أَيَّام بخْتنصر ، قَالَ أهل التَّارِيخ : أَسَرَه بخْتنصر مَعَ من أسره وحبسهم ، ثمَّ رَأَى بخْتنصر رُؤْيا أفزعتهم وَعجز النَّاس عَن تَفْسِيرهَا فَفَسَّرَهَا دانيال فَأَعْجَبتهُ فَأَطْلقهُ وأكرمه ، وقبره بنهر السوس.
ويعد اليهود دانيال أحد الأنبياء السبع عشرة ولكل نبي منهم سفر في توارة اليهود وهم بزعم اليهود : أشعيا ، وأرميا ، ومرائي أرميا ، وحذقيال ، ودانيال ، وهوشع ، ويوئيل وعاموس وعويديا وبولس أيونان وميخا وناحوم وحبقون وصفينا وحجي وزكريا وملاحي ..




دلائل نبوة دانيال
قال في مسالك الأبصار في ممالك الأمصار:
قال ابن عباس: حُبس دانيال في جُبُّ بابل. ألقاه فيه بُختنَصَّر. وألقى معه أسدين فأوحى الله إلى نبي من بني إسرائيل كان بالشام فقال : " انطلق فاستخرج دانيال من الجب ". فقال: يا صاحب الجُبِّ! فأجابه دانيال: قد أسمعتَ! ماذا تريد؟ قال: أنا رسول الله إليك، لأستخرجك من موضعك. فقال دانيال: (الحمد لله الذي لا ينسى مَن ذَكَره! والحمد لله الذي لا يَكِلُ من توكّل عليه إلى غيره! والحمد لله الذي يُجزي بالإحسان إحسانا! والحمد لله الذي يجزي بالإساءة غفرانا! والحمد لله الذي يكشف ضرنا عن كربنا)واستخرجه وإن الأسدين لعن يمينه وشماله يمشيان معه حتّى عزم عليهما دانيال أن يرجعا،
وعن ابن عباس، قال: من قال عند كلّ سبع: " اللَّهُمَّ ربَّ دانيال وربَّ الجبِّ وربَّ كل أسد مستأسد! احفظني واحفظ عليّ " لم يضره السبع.أ.هـ
وفي كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال حديث رقم (4995)
عن علي قال أتى بختنصر بدانيال النبي صلى الله عليه و سلم فأمر به فحبس وضرى أسدين فألقاهما في جب معه فطين عليه وعلى الأسدين خمسة أيام ثم فتح عليه بعد خمسة أيام فوجد دانيال قائما يصلي والأسدان في ناحية الجب لم يعرضا له قال بختنصر : أخبرني ماذا قلت فدفع عنك ؟ قال قلت : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي لا يكل من توكل عليه إلى غيره الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع عنا الحيل الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا الحمد لله الذي يكشف ضرنا عند كربنا الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة. ( رواه ابن أبي الدنيا في الشكر ) وسنده حسن
قال في فيض القدير شرح الجامع الصغير:
روي أنه لما وجد خاتم دانيال وجد عليه أسد ولبؤة بينهما صبي يلحسانه وذلك أن بختنصر قيل له يولد له مولود يكون هلاكك على يده فجعل يقتل من يولد فلما ولدت أم دانيال إياه ألقته في غيضة رجاء أن يسلم فقيض الله أسدا يحفظه ولبؤة ترضعه فنقشه بمرأى منه ليتذكر نعمة الله .




بشرى دانيال بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
قال بن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (3/97):
روى سعيد بن المسيب أن سلمان الخير كان خالط الناس من أصحاب دانيال بأرض فارس قبل الإسلام فسمع ذكر النبي عليه السلام وصفته فإذا في حديثهم أنه ياكل الهدية ولا يأكل الصدقة في أشياء من صفتها.ا.هـ قال ابن حجر في تغليق التعليق (3/267) (وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح أَيْضا إِن كَانَ سعيد سَمعه من سلمَان).
جاء في سفر دانيال 2/31- 45 قال دانيال النبيّ عليه السلام حين سأله بختنصر عن تأويل رؤيا رآها ثم نسيها: "رأيت أيّها الملك صنماً عظيماً قائماً بين يديك رأسه منذهب، وساعداه من الفضة. وبطنه وفخذاه من النحاس وساقاه من حديد، ورجلاه من خزف،ورأيت حجراً لم يقطعه يد إنسان قد جاء وصَكَّ ذلك الصنم فتفتت وتلاشى وعاد رفاتاً. ثم نسفته الريح فذهب وتحوّل ذلك الحجر فصار جبلاً عظيماً حتى ملأ الأرض كلّها. هذا ما رأيت أيّها الملك.
فقال بختنصر: "صدقت. فما تأويلها؟"
قال دانيال: "أنت الرأس الذي رأيته من الذهب. ويقوم بعدك ولداك اللذان رأيت من الفضة وهم دونك. ويقوم بعدهما مملكة أخرى وهي دونهما وهي التي تشبه النحاس. والمملكة الرّابعة تكون قوية مثل الحديد الذي يدق كلّ شيء. فأما الرجلان التي رأيت من خزف فمملكة ضعيفة وكلمتها مشتتة. وأما الحجر الذي رأيت قد صَكَّ ذلك الصنم العظيم ففتته فهو نبيّ يقيمه الله إله السماء والأرض من قبيلة شريفة قوية، فيدق جميع ملوك الأرض وأممها حتى تمتلئ منه الأرض ومن أمته. ويدوم سلطان ذلك النبيّ إلى انقضاء الدنيا.فهذا تعبير رؤياك أيّها الملك"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصّحيح 5/277: (فهذا نعت محمد لا نعت المسيح فهو الذي بعث بشريعة قوية ودق جميع ملوك الأرض وأممها حتى امتلأت الأرض منه ومن أمته في مشارق الأرض ومغاربها وسلطانه دائم لم يقدر أحد أن يزيله كما زال ملك اليهود وزال ملك النصارى عن خيار الأرض وأوسطها)
وقال ابن القيم في هداية الحيارى ص 83. (ومعلوم أن هذا منطبق على محمد بن عبد الله حذو القذة بالقذة، لا على المسيح ولا على نبي سواه)



يوضح الأستاذ إبراهيم خليل - الذي كان قسيساً فأسلم - تحقق هذه النبوة التي أخبر بها دانيال على النحو الآتي:
1- سنة 701 ق. م مملكة بابل. ويرمز لها بالرأس من الذهب في عهد نبوخذ نصر.
2- سنة 612 ق. م مملكة الكلدانيين في عهد ميداس، ويرمز لها بالفضة.
3- سنة 326 ق.م المملكة الإغريقية في عهد الإسكندر المقدوني. ويرمز لها بالنحاس.
4- سنة 53 ق. م الإمبراطورية الرومانية في عهد بومباي. ويرمز لها بالحديد.
5- سنة612م الإمبراطورية البيزنطية في الغرب.والإمبراط� �رية الساسانية في الشرق.
6- سنة 637م الإسلام. وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وتقويض الإمبراطورية البيزنطية والفارسية.




فَعَل الصحابة رضي الله عنهم مع قبر النبي دانيال عليه السلام.
ثبت أن دانيال النبي عليه السلام وُجِدَ على سرير في بيتمال الهرمزان، وأن الفرس يستسقون به فيسقون، مع أنهم عُبَّاد نيران ليسوا بأهل كتاب، لكن لا دليل فيه على أنه يدعى ويقصد للاستسقاء ولا لغيره بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وقد كان جسد دانيال النبي عليه السلام عند أهل "تستر" على سرير في بيتمال الهرمزان، وكان عنده مصحفه، وكانوا إذا قحطوا أخرجوه فأمطروا، فكتب عامل عمر إليه يخبره بذلك فأمره أن يحفر بضعة عشر قبراً ويُدْفَن ليلاً في أحدها؛ ليعفى أثره ويخفى خبره، والقصة مشهورة ذكرها ابن إسحاق في مغازيه
وَقد عَمَّى الصَّحَابة ُبأَمْرِ عُمَرَ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ قبْرَ دَانيالَ وَأَخْفوْهُ عَن ِالنّاس،
وهذه بعض الرويات الدالة على ذلك:
روى ابن أبي شيبة من طريق أبي عمران الجوني عن أنس أنهم لَمَّا فتحوا تستر قال : كانوا يستظهرون ويستمطرون به ، فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب عمرإنّ هذا نبي من الأنبياء ، والنار لا تأكل الأنبياء ، والأرض لا تأكل الأنبياء ، فكتب : أن انظر أنت وأصحابك - يعني أصحاب أبي موسى - فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيركما . قال : فذهبت أنا وأبو موسى فَدَفَـنَّاه .
ورواه أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في كتاب " الأموال " وتمام الرازي من طريق قتادة قال : لَمَّا فُتِحَت السوس وعليهم أبو موسى الأشعري وجدوا دانيال ، وإذا إلى جنبه
مال
ٌ موضوع من شاء أن يستقرض منه إلى أجل ، فإن أتى به إلى ذلك الأجل وإلاَّ بَرِص . قال : فالتزمه أبو موسى وقَبَّلَه وقال : دانيال ورب الكعبة ، ثم كتب في شأنه إلى عمر ، فكتب إليه عمر : أن كفنه وحَنّطه وصَلّ عليه ، ثم ادفنه كما دُفِنت الأنبياء ، وانظر ماله فاجعله في بيت
مال
المسلمين . قال : فَكَفَّنَه في قباطي وصَلى عليه ودفنه
فلم يجعلوا مَالَه ولا شيئا من آثاره للناس ، بل دَفنوا جُثمانه وجَعلوا مَالَه في بيت مال المسلمين.
قال ابن كثير في تفسيره 3/97: وقد رُوينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لَمَّا وَجَد قبر دانيال في زمانه بالعراق أمَر أن يُخْفَى عن الناس ، وأن تُدْفَن تلك الرقعة التي وجدوها عنده فيها شيء من الملاحم وغيرها.
وروى أبو يعلى ومن طريقه الخطيب البغدادي في " تقييد العلم " والضياء في " المختارة " ، وروى ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق خالد بن عرفطة قال : كنت عند عمر ابن الخطاب إذ أُتِي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس ، فقال له عمر : أنت فلان ابن فلان العبدي ؟ قال : نعم . قال : وأنت النازل بالسوس ؟ فضربه بقناة معه ، فقال العبدي : ما لي ؟ فقرأ عليه : (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) إلى قوله : (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) ، فقرأها عليه ثلاث مرات ، فَضَرَبَه ثلاث مرات ! ثم قال له عمر : أنت الذي انْتَسَخْتَ كِتاب دانيال ؟ قال : نعم . قال : اذهب فامْحُه بِالحميم والصوف الأبيض ، ولا تَقْرأه ولا تُقْرئه أحدًا مِن الناس
ورواه عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعي قال : كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذاك الضَّرْب ، فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يُرْفَع إليه ، فقال الرجل : ما أدري فيما رُفِعْت ؟ فلما قَدِم على عمر عَلاه بالدِّرَّة ، ثم جعل يقرأ عليه (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) حتى بلغ : (لَمِنَ الْغَافِلِينَ) قال : فعرفت ما يريد ! فقلت : يا أمير المؤمنين دعني ، فو الله ما أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلاَّ حَرقته. قال : ثم تركه.
قال ابن حجر : وهذه جميع طرق هذا الحديث وهي وإن لم يكن فيها ما يُحْتَجّ به لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلا . اهـ .
وقد روى خالد بن سنان عن أبي العالية قال لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب فدعا له كعبا فنسخه بالعربية فانا أول رجل من العرب قراه قرأته مثل ما أقرأ القرآن قال خالد: فقلت لأبي العالية ما كان فيه قال: سيرتكم وأموركم،ولحون كلامكم وما هو كائن بعد قلت: فما صنعتم بالرجل قال: حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة فلما كان بالليل دفناه،وواسينا القبور كلها مع الأرض لنعميه عن الناس لا ينبشونه فقلت وما يرجون منه قال: كانت السماء إذا حبست عنهم ابرزوا السرير فيمطرون فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟قال: رجل يقال له دانيال فقلت منذ كم وجدتموه مات؟قال: منذ ثلاثمائة سنة،قلت ما كان تغير منه شيء قال: لا: إلا شعرات من قفاه أن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع.
ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعيمه قبره لئلا يفتتن به الناس، ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به،




بعض ما جاء في سفر دانيال من كتب الأنبياء الملحقة بالتوراة
أن ( بُخْتَنَصَّر ) ملك بابل رأى رؤيا أزعجته وتطلب تعبيرها ، فجمع العرافين والمنجمين والسحرة وأمرهم أن يخبروه بصورة ما رآه في حلمه من دون أن يحكيه لهم ، فلما أجابوه بأن هذا ليس في طاقة أحد من البشر ولا يطلع على ما في ضمير الملك إلاّ الآلهة ، غضب ، واغتاظ ، وأمر بقتلهم ، وأنه أحضر دانيال النبي وكان من جملة أسرى بني إسرائيل في ( بابل ) وهدده بالقتل إن لم ينبئه بصورة رؤياه ، ثم بتعبيرها ، وأن دانيال استنظره مدة ، وأنه التجأ إلى الله بالدعاء هو وأصحابه ( عزريا ) و ( ميشاييل ) و ( حننيا ) فدعوا الله لينقذ دانيال من القتل ، وأن الله أوحى إلى دانيال بصورة ما رءاه الملك فأخبر دانيالُ الملكَ بذلك ، ثم عبر له ، فنال حظوة لديه
انظر الإصحاح الثاني من سفر دانيال .




سبب دفن أمة محمد صلى الله عليه وسلم للنبي دانيال صلى الله عليه وسلم
قال ابن كثير في البداية والنهاية: قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب أحكام القبور حدثنا أبو بلال محمد بن الحارث بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري حدثنا أبو محمد القاسم بن عبدالله عن أبي الأشعث الأحمري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن دانيال دعا ربه عز و جل أن يدفنه أمة محمد فلما افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دل على دانيال فبشروه بالجنة فكان الذي دل عليه رجل يقال له حرقوص فكتب أبو موسى إلى عمر بخبره فكتب إليه عمر أن ادفنه وابعث إلى حرقوص فإن النبي صلى الله عليه و سلم بشره بالجنة. وهذا مرسل من هذا الوجه وفي كونه محفوظا نظر والله أعلم.




بعض أخباره
إِن أول من فرق الشُّهود دانيال النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - شهد عنْده بِالزِّنَا عَلَى امرَأَة ففرقهم وسألهم ، فقالَ أحدهم : زنت بشاب تَحت شَجَرَة كمثرى . وَقَالَ الآخر : تَحت شَجَرَة تفاح . فَعرف كذبهمْ» .
هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة أبي إِدْرِيس فِي قصَّة سوسن قَالَ : «كَانَ دانيال عَلَيْهِ السَّلام أول من فرق بَين الشُّهُود ، فَقَالَ لأَحَدهمَا : مَا الَّذِي رَأَيْت وَمَا الَّذِي شهِدت ؟ قَالَ : أشهد بِاللَّه أَنِّي رَأَيْت سوسن تَزني فِي الْبُسْتَان بِرَجُل . قَالَ : فِي أَي مَكَان ؟ قَالَ : تَحت شَجَرَة كمثرى . ودعا الآخر قَالَ : بِمَ تشهد ؟ قَالَ : أشهد أَنِّي رَأَيْت سوسن تَزني بالبستان تَحت شَجَرَة التفاح . قَالَ : فَدَعَا الله عَلَيْهَا فَجَاءَت من السَّمَاء نَار فأحرقتهما وَأَبْرَأ الله سوسن» .




تسمية المولود بـ"دانيال"
يجوز التسمية ب دانيال؛ لأنه اسم نبي من أنبياء الله، وقد أفتى بذلك العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك، وإليك نص الفتوى:
السؤال
لدي مولودة وأريد أن أسميها (دانيال)؛ وذلك نسبة للنبي (دانيال)، فهل يجوز؟.
الجواب
الحمد لله، الأسماء التي يتسمَّى بها الناس، ويسمون بها أولادهم منها ما هو مستحب كتسمية المولود عبد الله، أو عبد الرحمن، وكذلك التسمية بأسماء الأنبياء فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" رواه مسلم(2132) من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-.
وصح عنه أنه قال: "تسموا بأسماء الأنبياء" رواه أبو داود(4950)، والنسائي(3565) من حديث أبي وهب الجُشَمي -رضي الله عنه- .
ومنها ما هو مكروه أو خلاف الأولى، كالتسمية بما يتضمن التزكية للمسمى مثل بر وبرة وإيمان وهدى ورباح، ومنها ما هو جائز كالتسمية بالأسماء المعروفة المشهورة مثل علي وعمر وعثمان، ومن أسماء النساء دعد وسعاد وزينب.
ومن الأسماء ما هو محرم كالأسماء المعبدة لغير الله كعبد النبي، وعبد الحسين، وقد أجمع العلماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله، ومن الأسماء الحسنة ما كان معبداً لاسم من أسماء الله كعبد العزيز وعبد الملك وعبد الرحيم وعبد الجبار، ومن أحسن الأسماء ما كان مطابقاً لواقع الإنسان كحارث وهمام، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الأسماء: "وأصدقها حارث وهمام" ومن الأسماء المستكرهة التسمية بالأسماء الدالة على معانٍ مكروهة مثل حرب ومرة، وأما ما سألت عنه من تسمية المولود أو المولودة باسم النبي دانيال فلا بأس به خصوصاً إذا كان المولود ذكراً، أما إذا كان أنثى فلا ينبغي أن تسمى دانيال؛ لأنه لا يليق أن تسمى الأنثى باسم نبي من الأنبياء، لأن الأنبياء كلهم رجال، كما لا يليق أن تسمى الأنثى بعمر وعثمان لأن هذه من أسماء الرجال، فلو سميت بها الأنثى لكان بذلك لبس وتوهيم للسامع، والله أعلم

منقول للأمانه