( مقطع من " الأسود يليق بك " كتبته بوجع شاهق . . وبحرقة الحقيقة ) :
______________________
بدأت مشاكلها حين راحت تصرّح للصحافة الحرّة، بأنّ ثمّة جزائر للقلوب وأخرى للجيوب، وإرهابًا سافرًا وآخر ملثّمًا،
وأن كبار اللصوص هم من أنجبوا للوطن القتلة، فالذين حملوا السلاح ما كانوا يطالبون بالديمقراطيّة، بل بديمقراطية الاختلاس ، وبحقّهم في النهب،
إذ لا سارق اقتيد إلى السجن. في ذلك الحين، بدأ الغربان ومتعهّدو الدماء يحومون حول صوتها النازف، ويشجّعونها على رفع النبرة،
ويزوّدونها الأسماء.. وأعواد الكبريت! كانوا يريدونها حطب المحرقة،
لكنّ «جان دارك» التفتت ساعة المعركة فما رأت رجلًا. وجدت نفسها وحيدة مثل «حامل الفانوس في ليل الذئاب»
في مواجهة وحوش جاهزة للانقضاض على أيّ أحد، دفاعًا عن غنيمتها. الكلّ أدرك فحوى الرسالة
«كن صامتًا.. أو ميتًا». كلّ حكم يصنع وحوشه، ويربّي كلابه السمينة التي تطارد الفريسة نيابة عنه..
وتحرس الحقيقة باغتيال الحقّ.
" الأسود يليق بك "