كتب - هيثم الأشقر: أكد عدد من الفنانين أن الدراما الرمضانية لا تتناسب وأخلاقيات الشهر الفضيل، مشيرين في تصريحات لـ الراية إلى أن للدراما دورًا مهمًا في نشر القيم والأخلاق الحميدة، منتقدين الرسائل والقيم السلبية التي تتضمنها الغالبية العظمى من المسلسلات الدرامية التي تُعرض في شهر رمضان، والتي تتناول العديد من العادات والسلوكيات التي لا تتناسب مع أخلاقيات الشهر الفضيل.
وأشاروا إلى أن الطقس الديني لشهر رمضان لم يمنع بعض صناع الدراما من تناول عدد من القضايا الجريئة من خلال أعمالهم الفنية، كالمخدرات، والخيانة الزوجية وغيرها، مؤكدين على أن الدراما الاجتماعية والترفيهية، أصبحت تطغى على الدينية، وتلك التي تحمل قيمًا إنسانية، وأخلاقية، فأصبح المشاهد محاصرًا بالاختيار بين سيئ وأسوأ، كما بات فريسة لبعض الأعمال التي تركز على العلاقات الأسرية السيئة والجرائم، وتلك التي تعتمد على الإساءة والإسفاف والاستهزاء بالإنسان.
وطالبوا بأن يكون هناك وقفة حاسمة مع هؤلاء الذين يقدمون دراما مسفة تهدم أخلاقيات وقيم وعادات مجتمعنا، موضحين أننا نفتقد إلى ضوابط رقابية فعّالة على الأعمال الدرامية التي يجب عرضها على شاشات الفضائيات.
علي حسن: الدراما التاريخية والدينية الأنسب لرمضانرأى الفنان علي حسن أن الدراما التي تبث على القنوات الفضائية جميعها لا تصلح للعرض خلال شهر رمضان، مشددًا على أن الدراما الدينية، والتاريخية هي الأنسب للعرض، لا سيما أن رمضان شهر للعبادة والتقرب إلى الله.
وأشار إلى أن الطقس الديني لشهر رمضان لم يمنع بعض صناع الدراما من تناول عدد من القضايا الجريئة من خلال أعمالهم الفنية، كالمخدرات، والخيانة الزوجية وغيرها، بعدما كانت تقدم الدراما قضايا تخدم الأسرة والمجتمع، ولا نخجل من مشاهدتها أمام زوجاتنا، وأبنائنا، لافتًا إلى أن حالة الانحدار الأخلاقي التي أصبحت تسيطر على الدراما العربية، سببها وجود الدخلاء على الوسط الفني، وسيطرة المادة على حساب الأخلاق، حتى إن القنوات الفضائية تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، حيث إنها أصبحت تتهافت على شراء المسلسلات لضمان تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، دون النظر للقيمة الفنية والأخلاقية للأعمال المقدمة.
وأضاف قائلاً: أنا لست ضد تسليط الضوء على سلبيات المجتمع، ولكن الإشكالية تكمن في طريقة الطرح والمعالجة، فكل مجتمع يحمل بين طياته العديد من المشاكل السلبية، ولكننا في الدراما العربية، نقتبس قضايانا من الدراما الغربية، وهذا يرجع لعدم وجود كتاب دراما قادرين على تقديم معالجة فنية، تجمع ما بين القيم الأخلاقية، والمضمون الفني الجيد.
وتابع: أعيب على القائمين على الدراما العربية تهميش الدراما الدينية، والاهتمام بالألوان الدرامية المستهلكة، والتي لا نرى فيها أي جديد.
غازي حسين: الدراما لا تتقيد بالمحاذير والذوق العامأكد الفنان غازي حسين على ضرورة العمل على إنتاج أعمال هادفة تعالج وبشكل جذري أهم القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع وأن تتناسب مع روحانيات الشهر الفضيل وتقدم الرسائل والعبر التي تسهم في تغيير حياة المتلقي نحو الأفضل اجتماعيًا ودينيًا على اعتبار أن شهر رمضان هو شهر للعبادة والمغفرة والإقلاع عن العادات السيئة، ولذلك يرى ضرورة أن يتم الطرح برؤية وأفكار جديدة، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة أن تتجرأ الدراما الخليجية بشكل خاص على تناول الموضوعات التي تهم الناس، ومناقشة كل قضايانا بصراحة، كي نضعها أمام الجميع بحثاً عن حلول حقيقية لها، مشيرًا إلى أن الدراما الخليجية بصفة عامة خلال الأعوام العشرة الأخيرة تحظى بمتابعة كبيرة من الجمهور الخليجي والعربي.
وأضاف قائلاً: الدراما الخليجية تحديدًا، في السنوات الأخيرة أصبحت لا تتقيد بالمحاذير التي تتعلق بصورة وثيقة بالعادات والتقاليد والذوق العام، خصوصًا في الحوارات والسلوكيات، والدراما يجب أن تعبر عن الواقع، وتكشف ما يحدث بهدف الإصلاح، بعيدًا عن الإسفاف والانحدار الأخلاقي، لكنني في النهاية، وعلى رغم كل شيء، أرى أن الدراما الخليجية خطت خطوات كبيرة نحو الأفضل وإن كانت لا تزال تحتاج إلى المزيد.
صلاح الملا: الدراما الرمضانية مكررة ولتعبئة الفراغقال الفنان صلاح الملا إن تكرار نفس المواضيع والأفكار من قبل بعض كتاب الدراما هو الذي أوصلنا لتلك المرحلة، فالدراما العربية بشكل عام تمر بأزمة كبيرة، من حيث المضمون، والمستوى، فمعظم الأعمال التي تعرض في شهر رمضان، تدور حول نفس المواضيع، ولا يوجد تجديد، أو طرح مختلف للقضايا التي تواجه مجتمعاتنا، وضرب مثالاً على ذلك الدراما الخليجية التي دأبت على تشويه صورة الرجل الخليجي، من خلال تجسيده في صورة الإنسان المتسلّط الذي يتعامل بقسوة مع أهل بيته، مطالبًا بأن يكون هناك مشروع يهدف إلى تطوير الدراما العربية شكلاً ومضموناً، لا أن ننتج أعمالاً فقط لتعبئة فراغ البث التلفزيوني في رمضان.
وشدد الملا على ضرورة أن تحاكي الدراما الرمضانية وتلامس الكثير من المواضيع والهموم التي نعيشها خلال حياتنا اليومية، وهو ما حرص عليه أثناء اختياره للمشاركة في مسلسل "في أمل" الذي سيطل من خلاله على جمهوره في شهر رمضان المقبل.
أكد الفنان علي سلطان أن الدراما الاجتماعية العربية، لا تصلح للعرض سواء في الموسم الرمضاني أو خارجه، مطالبًا بأن يكون هناك وقفة حاسمة مع هؤلاء الذين يقدمون دراما مسفة تهدم أخلاقيات وقيم وعادات مجتمعنا، موضحًا أننا نفتقد إلى ضوابط رقابية فعّالة على الأعمال الدرامية التي يجب عرضها على شاشات الفضائيات، مشيرًا إلى أن سيطرة ذلك اللون الدرامي سوف تؤدي إلى شبه انهيار في ثقافة وهوية المشاهدين وتجعلهم أكثر عرضة لأفكار الثقافة الغربية التي لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا.
علي سلطان: نفتقد لضوابط رقابية على الدراما
واستنكر علي سلطان حذو المسلسلات الخليجية حذو الدراما العربية الأخرى، فأصبح لا يخلو أي مسلسل من المخدرات، والصراعات، والخيانات الزوجية، حتى إن بعض الفنانات الخليجيات أصبحن لا يخجلن من الظهور بملابس غير محتشمة، وبمكياج صارخ، وتناسين أنهن من المفترض أن يكن قدوة لبناتنا في أفعالهن وسلوكياتهن.
وأضاف قائلاً: أحمل مسؤولية انحدار المستوى الأخلاقي بالدراما الخليجية للتليفزيونات الحكومية، التي تخلت عن دورها المنوط به في إنتاج مسلسلات تناسب عادات مجتمعنا، وأعطت كل الصلاحيات والإمكانات المادية في أيدي المنتجين المنفذين، فنحن الذين أعطيناهم الإبرة، والمخيط لينسجوا لنا وعينا وأفكارنا.