د . يونس حنون
لا اعتقد ان هناك من اساء الى الاسلام بقدر البعض من شيوخ وائمة الفضائيات والانترنيت، هؤلاء الذين عينوا انفسهم حملة لرايات الجهاد المايكروفوني والمدافعين عنه كوة مروة، فاصبحت وسائل الاتصال التي يبتكرها العالم المتحضر لمنفعة بني البشر بالنسبة اليهم مجرد منصات لبث الاحقاد والتنافس لنيل جوائز اكاديمية الجهل والتخلف المختلفة كاقبح تكشيرة وازعج صراخ واكبر شعور بالدونية
وبفضل هؤلاء تحولت علاقة المسلمين بباقي البشرية الى مباريات للتهديد الفارغ وانزال اللعنات على غير المسلمين استنادا:
اولا": الى التوكيل الذي منحه لنا رب العالمين لارسال من نشاء الى جهنم وابقاء الجنة طابو باسمنا.
ثانيا": الى الصلاحيات التي ورثناها من اجدادنا لتقسيم العالم الى بلاد كفار ( وهي معظم دول العالم المتحضر) وبلاد ايمان وهي الدول التي يتمنى ثلاثة ارباع ساكنيها الهرب منها الى اراضي المجموعة الاولى تخلصا من الجهل والمرض والفقر والفساد وثقافات كراهية الاخرين التي تعج بها دول الايمان، ناهيكم عن الكم الهائل من النفاق الذي يملأها والذي يكفي لتاسيس الاف الاحزاب الدينية من ماركة ( ثأر الله وجند الله وجند بن لادن ) وشفاكم الله.
قبل ايام شاهدت احد هؤلاء المشايخ المتخلفه يدعو الرئيس الامريكي المنتخب اوباما الى الاسلام بقوله " اوباما اسلم تسلم "،،، هكذا ببساطة بعد ان عين نفسه اميرا للمؤمنين ومتحدثا باسم امة الاسلام الموحدة القوية التي تهتزأ منها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن خوفا،،، قالها بكل بجاحة مضيفا بالحرف الواحد : " فالعز في الاسلام و الذل كل الذل في غير الاسلام "،،، اي نعم شوف شلون الاوروبيين والامريكان مذلولين والعرب عايشين بعز ونعيم!! ورغم اننا نهب للولولة على ما نسميه اساءات يوجهها فرد في الدنمارك او هولندا لديننا ياتي صاحبنا فيقول بالحرف الواحد ايضا "دين الحق هو دين الاسلام ومادون ذلك اديان مزيفة باطلة منسوخة" !!!! ونطالب بعد هذا بحوار الاديان، على ماذا يتحاورون معنا ونحن نعتبر اديانهم مزيفة وباطلة؟ وطوال الدقائق التي كان هذا مخلوق يتقيأ احقاده ظلت سبابته اليمنى تصعد وتنزل محذرة متوعدة مهددة تعبيرا عن ما سيحل باعداء امة محمد المفترضين من ويل وثبور، وبقيت تعابير وجهه العبوس طافحة بالغضب والانزعاج وكأن بواسيره هايجة عليه، عمي ليش ما خليتلك تحميلة قبل ما تسجل ؟
داعية آخر لم يجد ما يثبت به نظريات التآمر على العرب والاسلام الا البيبسي كولا فيقول ان كلمة بيبسي بالانكليزية هي الاحرف الاولى لجملة
Pay Every Penny to Save Israel
ومعناها ادفع كل فلس لانقاذ اسرائيل، اسرائيل التي قامت دولتها عام 1948 بينما تاسست شركة البيبسي عام 1903، اوف شلون خبثاء اليهود يدافعون عن اسرائيل بخمسين عام قبل ان تظهر للوجود والله متخلفه هذه الامه ولهذا السبب استغلال الغرب لنا ابسط ما يکون.!!!
اما الفضيحة الكبرى فكانت ذلك المجاهد الذي يخطب في اتباع حماس في فلسطين ويبشرهم وبالحرف الواحد ايضا بقوله: " الفتوحات الدعوية والعسكرية التي ستفتح عواصم العالم باسره، وعما قريب ان شاء الله ستفتح روما كما فتحت القسطنطينية " والله العظيم هذا كلامه الحرفي امام الاف المصلين طبعا الجالسون امامه يهتفون الله اكبر بعد كل كرزلة يلقيها عليهم دون ان يخطر ببال احد ان يساله اين هي جيوش الفتح هذه واين تتدرب ومن سيقودها الى روما، هل هو القذافي ام عمر البشير ام احمدي نجاد ؟ ومن اين ستتقدم الجيوش نحو هدفها ؟ هل من البحر ام من البر ؟ ومتى هذه الـ(عن قريب) ؟ يعني شهرين، سنتين، عشر سنين ؟ وهل سيتم افتتاح روما بعد تحرير الجولان والقدس ام قبل ذلك ؟ ثم ليش روما ؟ اليس اعداء الاسلام امريكا وبريطانيا واسرائيل ؟ ليش عايفهم كلهم وراكض ورة روما ؟ ام هي عملية مخادعة تكتيكية لمفاجئة باقي الاعداء وتحقيق المباغتة ؟ نعم هذا هو السبب على الارجح.
اوجه كلامي الى الثلاثي المرح اعلاه واقول : انا عندي فلات فوت ومعفي من العسكرية فلا تحسبوا حسابي عند فتح روما، بس ممكن تجيبولي تي شرت مال نادي انترميلان وية الغنائم ؟
صدق المثل العراقي عرب وين وطنبوره وين