في سوق 'خان الزيت'كان لقاؤنــا
من يومها زار السهاد سهـــــادي
جمدت عيونـي والتقت بعيونهــــا
سار الحنين ودب صوب فـــــؤادي
دقات قلبي أذ تنــــــادت للِّقــــــا
دقت كركــض مضمـــــر طــــرواد
وبدا الكلام يفــــوح مثل أزاهــــــر
ومشت تموج بقــــدها الميــــــاد
ورأيت من في السوق مثل جوارح
نظروا ألينا نظــــــرة الحســـــــاد
رقبوا خطانا في المسير كأنهــــم
عين الحسود تغــوص بالمنـــــــآد
ساءلتها من أين قــــالت أننـــــي
بنت اﻷباة وســــادة أجـــــــدادي
منهم صلاح وزمرة عشقــوا الردى
رضعوا المفاخر من ذرى اﻷكـــــراد
العــــز رمــح ثم قعقعة القنــــــــا
تحمي الحمى وترد كيد العــــادي
لبسوا دروع الحرب لمــــا دنســت
أرض الطهارة واكتست بســـــــواد
ومضـوا كبــاز في السماء محلقـــا
أو قل كليث قــــــــاد للآســــــــاد
والمنبر المحمول في ساح الوغـى
يمضي يشق طريقــــة بعنــــــــاد
وأتوا سراعــــــــا والمآذن كبــــــرت
ركبوا الصبــــاح وظهر كل جـــــــواد
وحكت فصولا من مكــــارم قومهـــا
وروت حكــــايــــا ســـؤدد وجــــلاد
وكأنمــــــا كنــــا افترقنــــا مــــرة
وكأننـــــــا كنـــــا على ميعـــــــاد
من وجههـا اللألاء صغت قصــائــدي
وشربت منه فمـــا ارتوت أكبـــادي
من شعرها المنساب مثل نسائــم
هبت بوجهــي من هبــوب الــوادي
وأرى بديع جمالهــــا كحمائـــــــم
تملا السماء روائـــــح وغــــــوادي
سامرتها طرفـــــــا من الليل الذي
بان الهلال مرنمــــــا كالحــــــادي
ساعات ليلة حبنــــا كقصيـــــــدة
قد عشت فيها فرحــة اﻷعيــــــاد
قـــــالت وقلت تعانقت كلماتنـــــا
كتعــــانق اﻷرواح للأجســــــــــاد
طفت البلاد مشارقـــا ومغاربــــــا
من مصر حتى جانبـــي بغــــــداد
أنا ما رأيــت كظبيــــة بجمالهـــــا
عذب الكــــلام ونبعــة للصـــــادي
حتى أذا حل الفــــــراق مؤذنــــــا
غنى الصباح كبلبــــــل غـــــــــراد
قـالت أراك تظــــن أن قبـــــابنــــا
تهــوى الظلام أو ارتضت ببعــــــاد
أني أراهـــا من دمانا أشرقـــــــت
هلت بشائر لحظـــة الميـــــــــلاد
سائد أبو أسد .