((وديعتي ))
مساءٌ غريبٌ دون صوتك
فضاءٌ أصمٌ لا بقايا لثَرْثَرَتُكَ
مكانٌ ضريرٌ لا ملامِحَ لظلِّكِ
ها .. .. روحي تلتفُّ بصمتها
محاولةً لمَّ شتاتها من عسف الرحيل
روحي على شبَّاكها ترمي ستائر بعدكِ
وأنتِ مرساتي قلبي مرفئي
المنديل الملوِّحُ حتى النوارس
يا سلطانةَ أحلامي
لكِ الشواطئ تبتكرُ الموجَ
لكِ الغصّاتُ تتراسَلُ زفرات ودمع
ورفرفة بصدرٍ كاد الوجيب يشقُّهُ
كاد الرحيلُ يذروهُ غبار
***
تركتُكِ هناكَ تهُشّينَ غبار المعارك
تلمّين التفاصيل حتى نلتقي
سيحدثني اتنظارك
الدمار سيروي
سيعدُّ مآسيه تباعا
ثمَّ أتعثَّرُ بالحزن كأي أمْ
***
وحدكِ المساءُ القليل
يرتبُ نومَكِ
النهار القائظ
يرافق صبركِ
المكان المشتعلُ
يتحضّرُ ليذيع َ
تفاصيل جرحكِ الصامد
***
وأنا بعيدة
أزورُ المتاحفَ ببلاهةٍ
وبغباءٍ أتساأل
عن تلكَ التي خلعت جسدها عارياً
وعلَّقَتهُ على قماش وزيت
مالذي تراهُ فيّا
مالذي أجدهُ فيها
سوى بعثرة الوقت
بين مطر لا يكف ُّ عن الثرثرة
وأشياء قريبة للواقع يغزوها السراب
هنا لا يلمسون جرحي
ببرود يمرون امام تعثّري
يتسولون شيء من الضوء
شيء من المعرفة
لم يبصرو العتمة الملقاة على منكبي
زاد من ظلام حتى آخر المطر
هنا حيث يقتنص التشابه كل شيء
حيث تضيق الروح
لا يعجبني أي شيء
هناك حيث التوحّدَ العماء
جميلة معظم الأشياء
قليل المطر
ريح المساء
خسوف القمر
أذان الفجر
صوت المدافع
بحرٌ غاضب يتصبب موجاً
إطار قديم للموت الجديد
شوك حافة الطربق
لكنه زوادة عشق تكفيني
كساء رطب لقيظ حكاية
مشهد قبل أخير لإغفائة بجفنيكِ
أصلي على طهرها
أصلي من أجلها
أصلي لأصل دون خسائر ممكنة
الى شفق يولد طازجا
من مقلتيكِ
هالا الشعار