.......................فُلول الظّلام............................
خلف قِناع الصّمتِ
أُخفي حُزنٍ عميق
أتأمل قوافِل الموتى ،
الذّاهِبين إلى الجحيم
ذاكِرة مُتشظِّية في الأنحاء
والفضاءات
كائنات بشرية هائلة بِثياب الحياة
ميّتةٍ بلا عزاء
أطلال وأشلاء
نِصفها قتلى
والبقية تُحيُّ فينا ظلال الألم
كلها ترفل في الجحيم
في هذا الواقع الرّديءُّ
الموبوء بالتوتُّر والإنكسار
مدفوع بلُهاثِ اللظى
تضاءلتْ الإبتسامات
يُغرّد خارج أسراب الحياة
يُهرول إلى حتفه
كقطار أعمى
لا شأن له بالحياة
تحت وطاءتها المُستعرة
والرّكض خلف لُقمة العيش
تتساوى الأضداد
وتنتقي الفوارق بين المُتضادات
تتصارع عليها البرابرة والذئاب
فتهُدّها ، وتُدمِّرها
لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه
تتناقلهم الألسنة والشِّفاه
وتُسجل حتماً في دفتر الخُلود الإنساني
الثّورة التي آوت باريس زعِيمها
وأُهدَتْ الآيات الشّيطانِيّة صرختها
لم تكن سِوى................
حِصان طراوِده ،
يستظلُّ تحتها فُلول الظّلام
هيئتها مُزرِيَة ، ومُتجِّمة
لا تعرف الإبتسامات والحِوار
منظِرها يجلبُ السأم والمللْ
العابرين على جِراحَنا
لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذِمّه
يلبسون الحقّ بالباطِلِ
ويكتُمون الحقّ وهم يعلمون
كلما لاح في الآفاق بصيص أمل
أو شُعاعٍ من نور ،
يُوحي بالأمن والسكينة
أشعلوا فتيل الحرب ،
وأجّجوا لهيبها المُستعر
يبحثُوا عن وجهها
في لوحة العائدين
هكذا أنكشفتْ الصّرخة المُبهمة ،
قبل أن تغفو على صدر العرش
كآخر نسر خُرافي
على أكفّ حُلمٍ
تكسّرت أجنحته
...........مع حُلول الرّبيع .
جمال العامري