اِمْرَأَةٌ لَا تَعْرِفُ إِلَّا الحُبُّ
سَأَلَتْنِي حَبِيبَتِي مَرَّةً وَأَنَا أُرَاقِصُهَا وَهِيَ سَعِيدَةٌ
أَسْمَعُهَا وَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِــــنْ هَـذِهِ الأَسْئِلَةِ الغريبةِ
قَالَتْ لِــــي مُنْذُ مَتَى بَدْءَ الحُبِّ وَمَتَى إنتهىَ
وَمِنْ الَّذِي أَدْخُلُهُ حَيَاتِنَا وَمَنْ بِهِ للأسف لأهىَ
هَلْ يَا تُرَى لِلحُبِّ صَلَاحِيَّةٌ مِثْلَ بَاقِي أَشْيَائِنَا
أَمْ الحُبُّ لَا صَلَاحِيَّةً لَـــهُ وَيَنْتَهِي بِنِهَايَةِ حَيَاتِنَا
وَهَلْ عَـــــــــرَفَ الإِنْسَانُ الخِيَانَةَ مُنْذُ بَدْءِ خُلْقِهِ
أَمْ هِيَ عَارِضَةٌ جَاءَتْ مِنْ الشَّيْطَانِ لِتَدْمِيرِ خُلْقِهِ
وَمُنْذُ مَتَى يا ترى تَعَوَّدَ الإِنْسَانُ الحِنْثَ بِاليَمِينِ
وَنَسِيَ كَلِمَــاتِ حُبٍّ ً كَانَ يَقُولُهَا وَنَسِيَ الحَنِينَ
ظَلَّت فِي عُقُلِي هَذَه الأسّئلُه وَأَنَا أَرَى
أَنَّ البَعْضَ يَتَّخِذُ مِـنْ الحُبِّ مَطِيَّةً لِلهُوَى
وَيَلْعَبُ هو بِكَلِمَاتٍ الحُبَّ كَأَنَّهُ لَا يَدْرِي
أَنَّ القُلُوبَ تَعْشَقُ الصِّـدْقَ لِذَلِكَ تُعْطَى
ولما ظَهَرَتْ هِـيَ فِــي حَيَاتِي وَفِي خَيَّالِي
حُورِيَّةٌ خجوله لَا تَعَرُّفَ إِلَّا عَنْ الحُبِّ المثالىِ
تَغَارُ حَتَّى مِنْ نَفْسِهَا عَلَى حُبِّهَا
وَتُرِيدُ لِحَبِيبِهَا أَنْ تَغْلِقَ عَلَيْهِ قَلْبِهَا
وَهِيَ مَــعَ هَذَا صُنِعَتْ بِالحُبِّ لـــــــىِ دَائِمًا السَّعَادَةِ
وَظَلَّتْ تُعْطِي بِلَا حُدُودٍ وَلَا تَطْلُبُ لِنَفْسِهَا مِنِّي حَاجَّةً
فَأَعَادَتْ هِيَ لِلحُبِّ يُذِلَّكَ لِي قِيمَتُهُ وقدسيته
وَالجَمِيلُ فِيهَا أَنَّهَا قَدْ أَعَادَتْ مِـنْ جَدِيدٍ صِيَاغَتَهُ
مُحَمَّدٌ مُوسَى