[COLOR="#FF0000"]عالمات مغبونات[/ COLOR]
في عام 1912، نشر عالم الفيزياء البريطاني وليام رامسى أطروحة عن "الوزن الذري" لعنصر الراديوم، وزعم فيها أنّه غير مسبوق إلى المعلومات الجديدة التي تضمّنتها أطروحته. (الراديوم عنصر مشعّ إكتُشِف عام 1898، و"الوزن الذري" هو وزن ذرة واحدة من العنصر).
والحقيقة التي يحفظها التاريخ هي أنّ عالمة الفيزياء الشهيرة "ماري كوري" (أشهر النساء قاطبةً في حقل العلوم) هي أوّل من توصّل إلى "الوزن الذري" لعنصر الراديوم، ونشرت بحثاً حول ذلك قبل صدور أطروحة "وليام رامسي" بعامين على الأقل! وقد أرسلت العالمة المذكورة رسالة إلى "لورد راذرفورد" (عميد المجمع العلمي البريطاني في ذلك الوقت) إحتجّت فيها على كلام "وليام رامسي" في أطروحته.
وفي عام 1934، تكلّمت الكيميائيّة الألمانيّة "ادا نوداك" عن إمكان "شطر" الذرات إلى وحدات أصغر، وهي الفكرة التي تضمنتها نظرية "الإنشطار النووي" التي وضعها الكيميائي الألماني "أوتو هان"، والغريب بحق أنّ "هان" هاجم في البداية فكرة "نوداك" ووصفها بأنّها "خيال جامح". والغريب كذلك أنّ "هان" منح جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1944، عن نظريّته حول الإنشطار النووي، دون أن يَرِدَ أي ذكر لـ "المظلومة نوداك"!
ولن نذهب نستقصي شواهد التاريخ كلها على غبن الرجل للمرأة في حقل العلوم، وسرقة أعمالها في بعض الأحيان. لكن يكفي أن نذكر الواقعة التالية كدليل على ذلك: فقد منح الأمريكي "جيمس واتسون" جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1962، لإكتشافه التركيب الكيميائي للحامض النووي في نواة الخليّة الحيّة. والحامض النووي هو المسؤول عن نقل الصفات الوراثيّة، وله شكل مميّز أُطلق عليه "واتسون" إسم الحلزون المزدوج. والحقيقة أن عالمة البللوريات "روزاليند فرانكلين" – والتي عملت كمساعدة لـ "جيمس واتسون" في أبحاثه على الحامض النووي– هي أوّل من أدخل تعبير "الحلزون المزدوج". وعلى الرغم من إعتراف "واتسون" بذلك, فإن التسمية لا تزال ملتصقة بإسمه في جميع المصادر العلميّة التي تشير إلى الحامض النووي، دون أدنى ذكر لـ "المغبونة روزاليند".
المصدر ممهدات
http://www.momahidat.org/catessays.php?cid=21