في قديم الزمان كان هناك تاجر من العراق
وفي احدى رحلاته ضل الطريق
وبقي يبحث عن من يدله للطريق الى ان راى رجالا من بعيد
فلما وصل راهم (يقتسمون) يبصرون عن القسمة والنصيب
فطلب منهم ان يخبروه عن قسمته
قالوا له ما لك بهذا الشئ نحن مبتلون به فلا تحاول معرف قسمتك كي لا تتعب
الح عليهم الى ان قالوا له قسمته
وهي الزواج من بنت الجوال المصري
والجوال سابقا يقصد به (ساعي البريد)
اصابه الفضول لمعرفة هذه البنت
فذهب الى مصر وبقي يسال عن بيت الجوال الى ان عرفه
دق الباب فخرجت امراة شابة من البيت سالها هل هذا بيت الجوال
اجابت نعم من انت
قال انا ضيف
سالها انت ابنة الجوال
قالت لا انا مربية لابنته حيث ان زوجته توفيت قبل اسبوع
فلما ذهبت لتحضر له الماء دخل البيت وراى ان ابنة الجوال ماتزال طفلة حديثة الولادة
فقال ما هذا الكذب هل هذه قسمتي ونصيبي
ومن غضبه اخرج خنجره وطعن الطفلة وهرب
مرت الايام والسنوات
واصبح هذا الرجل شاهبندر التجار
ولديه من الخدم الكثير
لكنه كلما يخطب امراة تفشل الخطبة او تموت المراة قبل ان تزف اليه
واستمر الحال الى ان اصبح شيخا كبيرا
وكل يوم يقول في قرارة نفسه (انا قتلت قسمتي بيدي)
واقرابه وحواشيه تلح عليه للزواج وعدم الياس من رحمة الله
فقال لهم اخطبوا لي انتم اما انا فلن اخطب مجددا ولن افكر بالزواح ابدا
في احدى المرات خطبوا له امراة
وتمت الامور والتحضيرات على خير
وهو يتنظر هل ان امرا سيحدث وتموت الفتاة او تفشل الخطبة
وزفت اليه ولم تموت ولم يحدث شئ
ومرت الايام
قال في نفسه اذا لم تكن تلك الفتاة قسمتي
وان التبصير الذي فعلوه لي في الماضي كان كذبا
وفي يوم من الايام سالته الفتاة
ما سبب بقاءك الى هذا السن من دون زواج
روى لها قصته
وسالها ما هذا الجرح الذي في بطنك
قالت له كنت صغيرا فجاء الى بيتنا ضيف وطعنني في بطني
فعرف ان الفتاة التي تزوجها هي نفسها
ابنة الجوال
وكلشي قسمة ونصيب