بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
والإمام المهدي عليه السلام هو الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهو الذي يملأ الأرض ـ كما جاء في الأحاديث ـ قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
ونحن لو أردنا استقصاء ما قيل فيه من الشعر لاحتجنا إلى موسوعة كبيرة، فهناك دواوين لبعض الشعراء فيه (عليه السلام)، نذكر منها على سبيل المثال: (منتظم الدرر في مدح الإمام المنتظر) للشيخ عبد الغني الحر(1)، وللشيخ عبد الله ابن الشيخ ناصر، منظومة في أحوال صاحب الأمر (عليه السلام)(2) وللشيخ علي البلادي (جامعة البيان في رجعة صاحب الزمان) تقرب من أربعمائة بيت(3)، ومئات الشعراء افتتحوا قصائدهم الرثائية للحسين (عليه السلام) بالانتصار بالإمام المهدي (عليه السلام)، نذكر منهم:
1 ـ يقول السيد إبراهيم الطباطبائي المتوفى سنة 1319:
عــــــهـــــدتك يا بن العــــسكري تــــزجّها***عراباً عــــــــلى أبــــــناء ناكـــــــثة العهدِ
إلـــــى مَ ولـــــمّا تـــــستفزّك عـــــــزمـــة***تجشّم فيهـــــــا الحـــزن وخــداً على وخدِ
وكــــــم ذا وقــــلب الــــــديـــن صاد غليله***تلثَّم عـــــــــــرنين المهــــــنّد بالصـــــــــدِ
أطلــــــت نــــزوحاً والــــــعـــدو بــــمرصد***يجر أســـــــيافاً وسيـــــفك فـــــي الغـــمدِ
إلــــــى أي يـــــوم لم يــــــقم لك مــــوقف***به الـــــشوس تقعي والرؤوس بـه تُخدي
فليـــــــس بمعــــــذور فتى الحرب أو ترى***له وثبة مـــــــن دونــــــها وثـــــبة الأسد
أثـــــرها تســــــد البيد شعـــــواء غــــارة***سميراك فيها الرمح والصارم الهندي(4)
2 ـ ويقول السيد علي الترك المتوفى سنة 1324:
نهضــــــا فـــــقد نسيت لويُّ شـــعارها***فأزل بســــــــيفك عــــن لــويّ عارها
هـــــدأت على حسك الردى مـــــوتورة***فانـــهض فديتك طــــــالباً أوتارها(5)
3 ـ ويقول السيد محمد القزويني المتوفى سنة 1335:
أحـــــــلماً وكادت تــــــموت الســــــنن***لطول انتــــــظارك يــــا ابـــن الحــسن
وأوشــــــــك ديـــــــن أبــــــيك النـــبي***يُمــــــحى ويـــــرجع ديـــــن الوثن(6)
4 ـ ويقول الحاج حبيب شعبان المتوفى سنة: 1336:
اتــــــقـــعد مــــــوتوراً ورأيك حـــــازم***وفـــــــي يدك العليا مــــن السيف قائم
متـــــــــى تـــــملأ الدنيا بهاءً وبهــجة***وعــدلاً ولا يبقى على الأرض ظالم(7)
5 ـ ويقول السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1366:
مـــــن يملأ الأرض عـــدلاً بعدما ملئت***جــــــوراً ويـــــــوردنا تـــــياره العـذبا
متــــــى نــــــراه وقد حفَّــــت بــه زمر***مــــــن آل هاشـم والأملاك والنقبا(8)
6 ـ ويقول حجة الإسلام السيد ناصر الإحسائي المتوفي سنة 1358:
كـــــم قــد تؤمّل نفــــــسي نــيل منيتها***من المــــــعالي ومـــا ترجو من الأدبِ
كمـــــــا تـــؤمّل ان تحـــظى برؤية من***يُزيح عــــــنها عظيــــم الضر والكربِ
ويــــــملء الأرض عدلاً مثــل ما ملئت***بالظـــلم والجـور والإبداع والكذبِ(9)
7 ـ ويقول الشيخ محمد طه الحويزي المتوفى سنة 1388:
هــــــلّم بنـــــا يا ابــــن ثاوي الطفوف***وسل مــــــــن قــــــضى فــوق كثـبانها
ومـــــــن وســــــدَّته تـــــريب الجبــين***من شيــــــــــــب فـــــــهر وشـــــبَّانها
ألســــــــت المـــــعد لأخذ التـــــــــرات***وأخـــــ ـــذ الــــــــعداة بعــــــــدوانـــها
فحــــــتّام تغـــــــفي وكـــــم تشـــــتكي***إليك الظـــــــــبى فــــــرط هجــــــرانها
أصــــــــبراً نــــــويت بـــــلى أم طويت***حشـــــــــاك وحاشـــــــا بـــــــسلوانها
وهـــــــذي الشــــــــريعة تشــــكو إليك***عـــــــــــداها وتشــــــريع أديــــــــانها
فبـــــــــــادر اغاثتــــــها فــــــــهي قــد***دعـــــــــــت مــــــــنك محـــكم فرقانها
وصـــــــــن حـــــوزة الحقَّ فالمبطلون***تبانوا عــــــلى هــــــــدم بنـــيانـــــــها
وحــــــط دوحـــــــة الديــن فالملحدون***تــــــنادوا عــــلى جـــذ أغصانها(10)
ومئات الشعراء ختموا قصائدهم مستنهضين فيها الإمام المهدي (عليه السلام):
8 ـ يقول علاء الدين الشفهيني من شعراء القرن الثامن:
وإنّـــــي لمشتاق إلــــى نور بهجة***سنا فــــجرها يجـــلو ظلام فجورها
ظهـــــور أخــي دل له الشمس آية***من الغرب تبدو معجزاً في ظهورها
متـــى يجمع الله الشتات وتجبر الـ***ـقلوب التي لا جـــــابر لكـــسيرها؟
متـــى يظهر المهدي مـن آل هاشم***على سيرة لم يبــــق غير يسيرها؟
وتــــــنظر عيـــني بهـــجـة علويّة***ويسعد يوماً ناظــــــري من نظيرها
وتـــهبط أملاك الـــسماء كتــــائــباً***لنصرتـــــ عــــن قدرة من قديرها
وفتــيان صــدق من لوي بن غالب***تسير المنايـــــا رهبــــة لمســيرها
تخـــــــالهم فــــــــوق الخيول أهلّةً***ظهرن مــــن الأفلاك أعلا ظهورها
هنـــــالك تـــــعلو هــمّة طال همّها***لأدراك ثارٍ سالف من مثيرها(11)
9 ـ ويقول الشيخ عبد الحسين الأعسم:
بـــــأبي والعزيز مــــن أهـــل بيتي***افتديه وطــــــارفــــــي وتــــــلادي
خــــــاتـــم الأوصياء لخـــاتم رسـل***الله غــــوث الــولي حتف المعادي
طــــال حمل النوى بــــه فمـــــــتى***يــــــا فرج الله ساعة الميلاد(12)
أي يـــوم يــــشدو البشــــــير بـمن***لـــــم يحل في غــــيره ترنم شادي
وتــــــلاقى عـــــيناي مـــــنه محيـّا***بيــــــــن عينيه نـــــور أحمد بادي
مصلــــتا عضـــــبه لاصــــلاح هذا***الكــــــون بــــعد امتلائه بــــالفسادِ
غصبـــــوكم حـقّ الخلافة واغتروا***بظــــل اغتـــصابها المتمادي(13)
10- ومن قصيدة للسيد حيدر الحلي قال فيها:
أقائم بيـــــت الهدى الطاهر***كم الصبر فـــت حشا الصابر
و كم يتظـــــلم ديـــــن الإله***إليـــــك مـــــن النفــر الجائر
نهـــــزك لا مـــؤثرا للقعود***عـــــلى وثبــــة الأسد الخادر
ونوقـــــظ عــــزمك لا بائنا***بمقـــــلة مــــن ليس بالساهر
ونعـــــلم أنــــك عـما تروم***لـــــم يـــــك باعـــــك بالقاصر
ولم تخش من قاهر حيث ما***ســــوى الله فـوقك من قاهر
ولا بد من أن نرى الظالمين***بسيفـــــك مقطــــوعة الدابر
بيـــــوم به ليــس تبقي ظباك***على دارع الشرك والحاسر
ولو كنت تملك أمر النهوض***أخـــــذت لـــــه أهبــة الثائر
وأنـا وإن ضرستـنا الخطوب***لنعطيك جهد رضى العــــاذر
ولكــــن نرى ليس عند الإله***أكبـــــر من جاهــــك الوافر
فلـــــو تســـــأل الله تعجيلــه***ظهورك في الزمن الحـاضر
11- وقال السيد حيدر الحلي أيضا يستغيث بصاحب الزمان (عجل الله فرجه) في شدة وقعت على أهل العراق في عهد عمر باشا والي بغداد الذي أراد أخذ العسكري من جميع العراق ففرجها الله عنهم:
يا غمـــــرة من لنـــــا بمعبــرها***موارد المـــــوت دون مصـدرها
يطفـــــح مــوج البلا الخطير بها***فيغـــــرق العـــــقل في بصورها
وشـــــدة عنـــــدها انتهت عظما***شدائـــــد الدهـــــر مع تكثـــرها
ضاقـــــا ولـــــم يأتــــها مفرجها***فجـــــاشت النفـــس من تحيرها
وملـــــة الله غـــــيرت فغــــــدت***تشكـــــو إلــــى الله من مغيرها
لم صاحـــــب الأمر عــن رعيته***أغـــــضى فغضت بجورا كفرها
ما عـــــذره نصـــب عينه أخذت***شيعـــــته وهـــــو بــين أظهرها
يا غيـــــرة الله لا قـــــرار عـلى***ركـــــوب فحـــــشائها ومكــرها
سيفـــــك والضــرب إن شيعتكم***قـــــد بلــــغ السيف حز منحرها
مات الهــــدى سيدي فقم وأمت***شمـــــس ضحــــاها بليل عثيرها
لم يشف من هذه الصدور سوى***كســـــــرك صدر القنا بموغرها
فالله يـــــا بن النـــــبي فـــي فئة***ما ذخـــــرت غـيــركم لمحشرها
مـــــاذا لأعـــــدائها تقـــــول إذا***لـــــم تنجهـــا اليوم من مدمرها
كيـــــف رقـــاب من الجحيم بكم***حـــــررها الله في تبصـــــرهـــا
تـــــرضى بأن تستــرقها عصب***لم تلـــــه عـــن نايها ومزهرها
ما غـــــر أعـــــداءنا بـــــربـهم***وهـــــو مليء بقـــصم أظهرها
مهلا فللـــــه فـــــي بـــــريتــــه***عـــــوائ جـــــل قــــدر أيسرها
12- وقال الشيخ جعفر الخطي:
وألــــزمتني مــــدح امـرئ لو مدحته***بشعـــر بنــــي حــــوى ودع أشعاري
لقــــصرت عــــن مقــدار ما يستحقه***عــــلاه فإقــــلالي ســــواء وإكـثاري
إمــــام هــــدى طـــهر نقي إذا انتمى***إلى سادة غــــر الشمائــــل أطهـــــار
وبــــر لبــــر مــــا نسبت فــــصاعـدا***إلى آدم لــــم ينمــــــه غــــــيـر أبرار
ومنتــــــظر ما أخــــــر الله وقتـــــــه***لشــــــيء ســـوى إبراز حق وإظهار
له عــــــزمة تثـــــني القضاء وهمة***تــــــؤلف بين الشاة والأسد الضاري
وعــــــضب أغبّـتـه الغمود وينتضى*** لإدراك ثـــارات سبقــــــن وأوتــــــار
أبا القاسم انهض واشف غل عصابة***قضى وطــــــرا مــن ظلمها كل كفار
إلى م وحــــــتام المنــــــى وانتظـارنا***سحائــــــب قــــــد أظللنا دون إمطـار
ذوت نظــــــرة الصبـر الجميل وآذنت***بـيبس لإهمــــــال تمــــــادى وإنــظار
أبــــــح حــــــرم الجور المنيع جنابه***بجــــــر خــــميس يملأ الأرض جرار
بــــــه كــــل مسجور العزيمة مظهر***عــــــلى خشيــــــة الجـبار هيبة جبار
إذا انحطم الرمح انتضى السيف معملا***لا سمــــــر عــــــمال وابــيض بتار
13- وقال السيد محمد رضا النحوي:
أريحــــــا فقد أودى بها والوخــــــــد***وقــــولا لحادي العيس أيها فكم تحدو
طواها الطوى في كل فيفــــاء ماؤها***ســــــراب وبـرد العيش في ظلها وقد
تحــــــن إلى نجــــــد وأعــــلام رامة***وما رامــــــة فيهــــــا مــرام ولا نجد
وتلــــــوي علـــــى بان الغوير ورنده***ولا البان يلـوي البين عنها ولا الرند
وتعطــــــو إلى مــرخ الحمى وعفاره***وما بالحــــــمى والمرخ وار لها زند
وتصبـــــو إلى هند ودعد على النوى***ولا هنــــــد تشفــي ما أجنت ولا دعد
وتهفــــــو إلى عمـــرو وسعد ضلالة***وما عمــرت عمرو ولا أسعدت سعد
هــــــوى ناقتي خلفي وقدامي الهوى***وما قــصدها حيث اختلفنا هو القصد
فعوجا فهذا السر من(سر مــن رأى)***يلـــــوح فقد تم الرجا وانتهـى القصد
وهاتيــــــك ما بـــــين السراب قبابهم***فــــــآونة تخــــــفى وآونــــــة تــــبدو
فعـــــرج عليها حيث لا روض فضلها***هشيــــــم ولا مـاء الندى عندها ثمد
ورد دارهـــــا المخضلة الربع بالندى***ترد جنة للخلد طــــــاب بهـــــا الخلد
14- وقال سيد باقر العطار:
طلاب المعـــــالي بالرقاق البواتر***ونيــــل الأماني بالعـتاق الضوامر
وبالسابغيــــات المضاعف نسجها***وبالسمهريـــــات اللدان الشواجر
تلـــــوى بأيدي الشوس لينا كأنها***صلال الأفـاعي من خلال المغافر
وبالغــــارة الشعواء في ليل عثير***تـرى القوم فيها دارعا مثل حاسر
وبالعـــــزمة الغـراء لمع حد نجدة***تجـــــد بها الأعناق دون المناخر
ورب جـــــهول قـــد تعرض للعلى***ولـم يحض منها بالخيال المزاور
فقـــــلت لــــه خــفض عليك فإنها***مطامـــــح لــم تدرك سناء لناظر
فمـــــا كـل من جاب القفار بجائب***وما كـــل من خض الغمار بظافر
ولا كـــــل خفــــاق البروق بماطر***ولا كـــل زهر في الرياض بعاطر
ولـــــم يبلغ العـــلياء إلا أخو نهى***تـــــوطأ هـــامات الرجال البحاتر
ولـــــيس يلبـــــق التاج إلا لأصيد***تلفـــــع فــــي بردي علا ومفاخر
ولا يـــــرتقي الأعواد أعواد منـبر***ســـــوى صادح بالحق ناه وآمر
15- وقال السيد سليمان الحلي:
زعــــم الــــزمان عـــلـــــي***أبــــواب الشـدائد منه ترتج
كــــذب الــــزمان بــــزعمه***مــــن غـــمه لم الق مخرج
بالقــــائم المهــــدي عــــني***كــــل ضيــــق فــــيه يـفرج
يا ابــــن النــــبي ومـــن به***صبــــح الهــــداية قـد تبلج
فــــلأنت تعــــــــلم أنــــنــي***لك من جميع الناس أحوج
ولــــدي ما باتــت ضلوعـي***منــــه فــوق الجمر تشرج
وتنــــاهبت قلــبـــــي ضبـاه***فعــــاد فــــي دمــه مضرج
وعــــلي إن تعـــطف فكيف***الكــــرب عـنــــي لا يفـرج