شارك الشاعر ولغوي اللبناني المسيحي (جورج شكور)الأمين العام المساعد لاتحاد الادباء والكتاب اللبنانيين المسيحي الأرثوذكسي،في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الحادي عشر وهو يحمل في داخله العشق الازلي للإمام الحسين (عليه السلام) وهو يتنقل بين اورقة العتبة الحسينية المقدسة حيث زار متحف الامام الحسين وانشد شعرا وسط باحته وتجمهر حوله الزائرين مساهمين في لوعته وصور عشقه التي عبر عنها شعرا
للشاعر شكور ملحمة شعرية فى شهيد كربلاء الامام الحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلام فى بيروت طبعتها شركة (ساب انترناسيونال)، تقع الملحمة فى مجلد فاخر يتضمن 50 صفحة من القطع الصغير وتقدم للملحمة الشاعرة اللبنانية (فاطمة غدار خليفة) بقصيدة تمتدح فيها المؤلف وشعره فى الامام الحسين (عليه السلام).
يحاول شكور فى هذه الملحمة التى تزيد عن 80 بيتاً أن يقدم الصورة الانسانية العامة لشخصية الامام الحسين (عليه السلام)ليؤكد أن هذا الامام (عليه السلام) لم يكن لفترة تاريخية محددة فى إطار زمنى خاص وإنما هو ماض وحاضر ومستقبل.
ويحافظ الشاعر شكور فى ملحمته (الحسين عليه السلام)علي شروط العنونة الجيدة الثلاثة: التكامل العضوى، الاايجاز، وقوة التعبير، ليحول مضمون الملحمة إلي مسرح للسرد والبطولة والاايحاء بحيث يمتزج التاريخ والمثل والا›وصاف والشخصيات والحوارات والحكم.
ويستحضر الشاعر فى مطلع ملحمته ضمير البشرية جمعاء بقوله:
"علي الضمير دم كالنار موار - ان يذبح الحق فالذباح كفار"
لينتقل فى البيت الثانى إلي جود الامام الحسين (عليه السلام) وسخائه فى التضحية ومن ثم إلي تركيز الشهادة، لينطلق الشاعر إلي رحابة الاامام الحسين منذ كان طفلاً يقبل ثغره ثغر النبى (ص) ويبثه أنفاس روحه بتفاوح الا›زهار فى الا›سحار، مروراً بحياته فى كنف والده الامام على بن أبى طالب صاحب "نهج البلاغة" و"ذو الفقار"، وصولاً إلي ساحة كربلاء حيث يصف الشاعر رد الاامام الحسين ب"لا" لبيعة يزيد بأنها "كالسيف صارمة".
وينتقل الشاعر إلي زيارة الاامام الحسين لقبر جده (ص) ليصور تلبية الاامام لنداء رسول الله (ص) بقوله:
"أقدم حسين حبيبى أهلك اشتعلوا - شوقاً إليك غداً للشوق أبصار"
ويخالف الشاعر المسيحى موقف كبار شعراء الشيعة بمن فيهم الشريف الرضى والجواهرى ممن قالوا: "إن كربلاء كرب وبلاء" فيتساءل فى أحد أبياته:
"يا كربلاء أأنت الكرب مبتلياً وأنت جرح علي الايام نغار؟
"لا، لا، وثيقة حق أنت شاهدة ان فى الخليقة أشرار وأخيار"
ويختتم الشاعر شكور بمخاطبة الوجدان الانسانى لافتاً إلي أن الامام قدم حياته بسخاء فداء للعشق الالهى، معتبراً أن الذين اشتركوا فى قتله حرموا من عطر نسيم الحسين (عليه السلام).
علي الضَّمير دَ مٌ كالنَّار مَّوارُ إ ن يُذبَح الحَقُّ فالذّ باحُ كفَّارُ
دَمُ< الحُسين> سَخِي فى شَهادتِهما ضَاعَ هَدراً به للهَدى أنوارَ
وللشَّهادة طَعمٌ لم يُذ قهُ سَويالشُّمِّ الا›لي أقسَمُوا إن يُظلَمُوا ثاُروا
قال الائمَّة وائتمَّت بِهم أُمَ مٌقال الخصُومُ وصدقُ القول إصرارُ:
أمَا< الحُسينُ> رَبيبٌ للنَّبىِّ أمانَ ما لهُ فى فؤادِ الجَدِّ إيثارُ ؟
سَمَّاهُ رَيحانةَ الشُّبَّان حاليةً علي الجنان شذا الرَّيحان مِعطارُ
وقبَّلَ الثَّغرَ يَحبُو روحَهُ نسمًا كما تفاوحُ فى الاسحار أزهارُ
أمَا<الحُسينُ> وَريثٌ< للعلىِّ>فتي الفتيان مَن نَهجُهُ فى السِّرِّ أسرارُ؟
وسيفُه< ذوالفقار> الفَذُّ ذو شُطَبٍشَهمُ التَّطلّع فيما الغيرُغدَّارُ
خليفةالمصطفَي< يومَ الغدر>وقد أتاهُ من الغيب:بَلّغ أنت تختارُ
فقال:مَن كنتُ مَولاهُ علىُّ لهُمَولًي وبايعَ بالآلاف حُضَّارُ...
أكبَرتُ عن أدمُعي يومَ الحُسينو للشهادةِ البكر أعراسٌ وإكبارُ
فى ثوبه احتشد ت دُنيا وقد نهضت أحلامُ أُمَّته إذ ضَجَّ إنذارُ
هذا< يزيدُ> دَعىُّ الحُكم ينذ رُهُ وهل يبايعُ بالا› حكام فجَّارُ؟!
رَدَّ<الحسينِ > ب<لا>كالسّيف صارمةٍ وسَيّدُ الحقّ ب<اللاَّءات>زَأَّارُ
سمعت جدّى رسول اللهِ حرمها فلاخلافةَ فى< سُفيان> تشتارُ
المبدأ الحر سرٌّ لا أُدنِّسُهُ مُقدَّسٌ وحُماة السِّرِّ أَحرارُ
حارَ<الوليدُ> فما غدرُالحسين سوي غدرٍ برأسٍ به يستَكبر الغارُ
خسرتُ دينى وجنّات النَّعيم إذا خَسرتُهُ ما أنا والله جز ا رُ
إن لم يبايع فلا إثمٌ ولاجُرُمٌو لاجُناحَ عليه الحُرُّ جبَّارُ
سارَ<الحسين> إلي تُرب النَّبي تُقًيمُ ستُلهمًا سرَّهُ للقَب رإسرارُ
صَلَّي مَليًّا فأغفَي راوَد ته رؤًىأن جدُّه قال ما فى القول إضمارُ:
إنِّى أَراکَ ذ بيحَ <الطَّفَّ> منُطَرَحًا فى<كربَلاء> ومنك الدَّ مُّ فوَّ ارُ
ظَمآن وَيلك لا تُسقَى، وهُم بِهِ مُإلي شفاعتى السَّمحاء أو طارُ
يَرجونها؟لا،ورَبِّى لن أجُود بها يومَ القيامةِ ،لا، لم ينجُ أشرارُ
أقدم،<حُسينُ>،حَبيبى،أهلُك اشتعلو اشوقا إليکك،غَدَا للشَّوق أبصارُ
مَدارجُ الجنَّة العليا توَزَّعُها روحُ الشَّهيد، وأبرارٌ وأطهارُ
قال<الحُسينُ>:<مشيناها خُطًي كتبَت> إلي الجهاد، وإلاَّ هدَّ نا العارُ
نَحنُ النُّسورُ، سَماءُ الله مَسرَحُنا أَرواحُنا، فَوقُ، إن ضاقت بناالدّارُ
مَضَي إلي مَكَة البَطحاءِ مُعتزماً لم يَثنه ناصحٌ ، لم تُجد إعذارُ
<لاخارجاً أشراً،لامُفسداً بَطراً>بل هَمُّ أُمَّته فى البال دَ وَّارُ
منَ العراق أتَتهُ الكتبُ ، قائلةً:إنَّا فداك، فأقد م نحن أنصارُ
سَرَى<الحُسين> برَكبٍ لايُماثلَهُ رَكبٌ، فكيف التقت شمسُ وأقمارُ؟!
وظلّ يستطلعُ الا›خبارَ مُبتهجاًحتَّي أتَتهُ بما لم يَهَو أخبارُ:
قلوبُهُم معَهُ فى السِّرِّ خافقةٌ عليهِ أَسيافُهُم فى الجهر جُهَّارُ
دَرَى<يزيد> بما دارَ الزَّمان بهِ فدارَمنه علي الثُّوَّار سَمسارُ
هذ ا يُعلِّلهُ بالمُغرياتِ، وذاب المُرهبات، وجَيشُ الجَورَ جرَّارُ
تُشرَي شُعوبٌ إذا جاعت،وإن جزَعَت فالظُّلمُ مُرتَهَبٌ، والمالُ غرَّارُ
لكنَّما شُهَداءُ الحقِّ مِن كبَرٍو الشامخُ الحُرُّ لايُغريه د ينارُ
يا<كربَلاءُ>،أأنت الكربُ مُبتلياً وانتِ جُرحٌ علي الا›يام نَغَّارُ؟
لا،لا، وثيقةُ حقٍّ أنت شاهِدةٌ أن فى الخليقةِ أشرارٌ وأخيارُ
وجولةُ البطل،إن طالت،لها أجلٌو الحقُّ،جولتُه فى الدَّهر أدهارُ
كلُّ الزَّعاماتِ،إن شيدَت علي ظلُمٍ كالبُطل وَلَّت،وصرحُ الظُّلم ينهارُ
وَوَحدَها نَسَماتُ الرُّوح باقيةٌ علي الزَّمان،كأنَّ العُمرَ أعمارُ
يا<كربَلاءُ>،لديکِ الخُسرُ مُنتصرٌ والنَّصرُ منُكسرٌ، والعد لُ معيارُ
وفيك قبرٌغَد ت تَحلو مَحجَّتُهُ يهفو إليه من الا›قطار زوَّارُ
فأينَ قَبرُ< يزيدٍ>، مَن يُلمّ به غير التُّراب،و فوقَ التُّراب أحجارُ؟
يومَ<الحسين>بك الا›يام شامخةُ و قد تشابهُ فى التاريخ أدوارُ
ذكرتني كأسَ سُمٍّ راحَ يجرعُها<سقراطُ> حُرًّا، ولم تأسره افكارُ
ذكرتني رأس<يوحنّا>به حملتُ إحدَي العواهر، والطُّلاَّمُ عُهارُ
ذكرتَنيه <يَسُوعَ>الحقّ،مُرتَفعاً علي الصَّليبِ،وفي كفَّيه مِسمارُ
ظمآنَ قبلك لايُسقي،وإن كرُموا آناً عليه، فَكم فى الخلَّ إمرارُ !
إنَّ العقائد ما هانت، وما وهنت وإن أحاطَ بها خَطبٌ و أَ خطارُ
زَينَ الشُّباب، لكم تهواك أشعارُ وفيك تحلو أحاديثٌ وأسمارُ!
فى<كربلاءَ> سَكبتَ العمرَ مَلحمةً بالدَّمِّ خُطَّت،وخطَّت عنك أسفارُ
رامحتهم،وصَهيلُ الخيل حمحمةٌ سايفتهُم،وصليل السَّيف بتَّارُ
ضجَّت لهيبتك الصَّحراءُ مُجفلةٍ كأنّما هبَّ فى الصحراء إعصارُ
لكن هويتَ،وما فى الا› فق كوكبةٌ إلاَّ عليك بَكت،والدَّمعُ مِدرارُ
لم تُكمِل الشَّوط لكن ظلَّ مُلتفتاً ألي مثالك فى الفُرسان مضمارُ
قد جذَّ رأسُك بالا›سياف،واقتُطعت رُؤوسُ قومك،قَلبُ الحقد قهّارُ
ياويحهنّ علي الا›رماح ،داميةً تخالُها النَّخلَ، لاحت منه أثمارُ
والنَّائحات بهنَّ الآهُ لاهبةٌ خُدودُهُنَّ،عليها الدَّمعُ حفَّارُ
رَقّت لهُنَّ دُروبُ البيد،باكية ونكسَت رأسَها فى الدَّ وِّ أَديارُ
حتّي بلغنَ بلاط البَغى،وانكشفت عن غَىِّ غاصبه الجزَّار أستارُ
رأسُ< الحسين> به تلهو بمخصَرةٍ كفّا<يزيد> كأن لم يشفه ثارُ
غَبن البطولة،آهٍ،زينبٌ هتَفَت تَرمى الكلام كما تصطکّك أشقارُ
أو كالرِّماح،وقد حُرَّت بها حممٌأ وكالسّهام إذا ما شُدَّ أو تارُ
ترنوُ لرأس أخيها،الطّرفُ مُنكسرٌ الي<يزيد>،بها للطَّرف أظفارُ
وَلهي وتهتفُ:ما للبُطل محترئاً قوتلت،بُطلُ،وما أقساک،أقدارُ !
مهلاً ،<يزيد> ولاتَغرُرك مَنزلة كلُّ الطُّغاةِ،إذا عدُّوا لا›صفارُ
ألي خطابك قد أُلجئتُ مُرغمةً صَغارُ قدرك لم يُكبرهُ إنكارُ
أستعظمُ الا›مرَأن آتى مُقرِّ عة:قدرُمتهم مَغنَماً،من مغرَماً صاروا
تكيد كيدَك تسعي السَّعى مزدَهيًا وحولَ عُنقك كالحيّات أوزارُ
تشرى الضَّمائر ،اكن ظلَّ مُذَّكراً لاتنسها، ما لا›هل البيتِ أسعارُ
لالن تُميتَ لنا وحيً اولا نَسَبًا باقٍ لنا فى قلوب الحبِّ تذكارُ
نهزُّ عرشك فى الجلّي نُزَلزل هُلنا النَّعيم،لك الويلاتُ والنّارُ
يوم<الحُسين> هُمُ الا›حفادُ أنهارُ فى العالمينَ، لشهُم دَفق وتيّارُ
مُذ ضيمَ لُبنان،واغتّر الغزاةَ به كانوا الفداءَ،ورَدَّ الا›رض ثُوَّارُ
ورَدَّدُوا قَولةً،والدَّهرُ رَدَّدها:ما ضاع حَقٌّ به صك وإقرارُ
<القدسُ>عاصمةٌ فى الا›رضِ قائمةٌ وقى السَّماء لها بالروُّح إعمارُ
والجدير بالذكر ان الشاعر اللبنانى جورج شكور يكشف عن مشروعه الجديد «ملحمة السيدة زينب(عليها السلام)» يوضح شكور أن هذه الملحمة لا تزال مشروعاً يقول: "أحتاج إلى المراجع اللازمة".. لا يتردد شكور بطلب المساعدة في الحصول على "أفضل وأنسب المراجع لتكون هي «المداميك» لهذه الملحمة".
عند ذكره للسيدة زينب(عليها السلام) يتوقف شكور يبدي تأثره لموقف السبايا في كربلاء وما عاناه مسير الموكب إلى الشام.. يعرب عن تألمه الشديد لما جرى على الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء وأهل بيته قبل وبعد استشهاده، يحز في نفسه مشهد يزيد وهو يلهو برأس الحسين(عليه السلام) أمام السيدة زينب والسبايا، يردد بيتاً من إحدى قصائده:
رأس الحسين به تلهو بمخصرة كف يزيد كأنما لم يشفه ثار
ينطلق للحديث عن المواقف البطولية والشجاعة التي تحلت بها عقيلة بني هاشم، يعبر شكور عن إعجابه ببلاغة السيدة زينب(عليها السلام) في كلامها وخطبتها في وجه الطاغية يزيد، يشبه كلماتها بأشفار السيوف والرماح والسهام التي تنهمر على يزيد:
غبنَ البطولةِ آهٍ، زينبٌ هتَفَتْ ترمي الكلامَ كما تصطك أشفارُ
أو كالرماحِ وقد حُرَّت بها حُمَمٌ أو كالسهامِ إذا ما شُدّ أوتارُ
ترنو لرأسِ أخيها، الطَّرْفُ منكسرٌ إلى يزيد بها للطَّرفِ أظفارُ
ويذكران جورج حنا شكّور (لبنان). ولد عام 1935 في شيخان -قضاء جبيل - لبنان.
نال شهادة الليسانس في الأدب العربي, من جامعة القديس يوسف.
اشتغل بالتدريس منذ كان طالباً, وتنقل بين كبريات المدارس الثانوية اللبنانية مثل الكلية العامة ومدرسة برمانا العالية, وثانوية مار إلياس بطينا, ثم تحول أستاذًا ورئيسًا لدائرة اللغة العربية في كلية الشرق الأوسط بلبنان.
أسس نادياً ثقافياً في قريته شيخان, وشارك في جمعيات فكرية وثقافية أبرزها المجلس الثقافي في بلاد جبيل.
بدأ ينشر شعره وهو دون السابعة عشرة من عمره سواء عبر الإذاعة, أو في الصحف والمجلات اللبنانية كالتلغراف, والنهار, والأنوار, والسفير, والأسبوع العربي, والنهار العربي والدولي وسواها.
له مشاركات في الأمسيات الشعرية والأدبية العربية, وقد مثل لبنان - مع سعيد عقل - في ذكرى الشاعر عزيز أباظة.
دواوينه الشعرية: وحدها القمر 1971 - زهرة الجماليا 1992.
مؤلفاته: كتاب البيان, كما كلف بالإشراف على نشر (الموسوعة الشوقية) التي تضم آثار أمير الشعراء أحمد شوقي الشعرية والنثرية.
ممن كتبوا عنه: الأخطل الصغير, وسعيد عقل.
المصدر