فيما قد يبدو كقصة فيلم الخيال العلمي "Avatar" للمخرج جيمس كاميرون، عرض علماء سويسريون تجربة لشخص يعاني من شلل جزئي يتحكم في روبوت بواسطة أفكار دماغه فقط.


ووفقا لما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن مجرد تفكير الشخص المشلول في تحريك إصبعه يتحرك الروبوت الذي يبعد عنه بمسافة 160 كم.
ويأمل العلماء أن تسمح تلك التكنولوجيا يوما ما للأشخاص المعاقين من التفاعل مع الأشياء المحيطة بهم من خلال ما يطلق عليه "الأفاتار".
يُشار إلى أن تجارب مشابهة أجريت في الولايات المتحدة وألمانيا لكنها تتضمنت عمليات زرع شرائح في العقل أو اعتمدت على أشخاص أصحاء.
كان فريق من العلماء بمعهد التكنولوجيا في لوزان السويسرية قد استخدم عصابة رأس لتسجيل إشارات عقل مارك أندريه دوس المتواجد بإحدى المستشفيات، حيث تخيل مارك أنه يحاول تحريك إصابعه المشلول وقامت عصابة الرأس بتسجيل الإشارات الناتجة عن تفكيره ثم أرسلتها لروبوت بعد فك شفرتها ليبدأ الروبوت في التحرك في المكان.
وقد ذكر مارك، الذي يعاني من شلل رباعي، أن التحكم في الروبوت ليس صعبا عندما يكون عقله في حالة جيدة لكن عندما يعاني من صداع يواجه صعوبة في التحكم.
وعمل العلماء على مواجهة مشكلة الصداع التي بدت كتحدي كبير منذ بدء التجارب، حيث ذكر جوزيه ميلان، قائد فريق البحث السويسري، أن العقل البشري قادر على أداء عدة مهام في وقت واحد لكن الذين يعانون من شلل يحتاجون إلى التركيز طوال الوقت حتى يمكنهم توجيه الروبوت، لكن بمرور الوقت يقل التركيز مما يؤدي إلى فقد الإشارة.
وللتغلب على تلك المشكلة قام العلماء ببرمجة الكمبيوتر الخاص المستخدم في توجيه الروبوت لفك شفرة الإشارات حتى يمكنه العمل بطريقة مماثلة للعقل الباطن، بحيث أنه عند التفكير في الحركة للأمام يقوم الكمبيوتر بتنفيذ الأمر حتى يتلقى أمرا بالتوقف أو يواجه الروبوت عائقا يمنعه من الحركة.
ويعد الروبوت نفسه تطويرا لمشروع سابق لكرسي كهربائي متحرك، ولكن تم تزويده بكاميرا وشاشة بحيث يتمكن الشخص المعاق من إرساله بدلا منه في حفلات الزفاف أو المناسبات لتظهر صورته على شاشة الروبوت ويصبح ممثلا لوجوده في المكان والتحرك والتحدث مع الناس من خلاله.