لبغداد نكهة الحضارة وعنفوان البقاء، للعراق صدى الثقافة وحروف الجمال المكلَّلة بالشعر والموسيقى، هذا ما أفصح عنه الوفد العراقي المشارك في انطلاق الأسبوع الثقافي العراقي الجزائري يوم أمس الأول الاثنين على هامش احتفالات مدينة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية العام 2015 ، قاعة احمد باي في قسنطينة التي ازدانت بحضور واسع شهدت كرنفالا عراقيا خالصا لم يتورَّع فيه الشعر والموسيقى عن زرع البهجة والسرور في وجوه الحضور، هي ليلة عراقيَّة أحكمت الجمال والبهاء على وجوه الجميع.
الجنائن المعلَّقة
شرع الحفل بحفاوة بالغة من ممثِّل وزارة الثقافة الجزائري مرحِّباً بالوفد العراقي قائلاً ان" السعادة تغمرنا بوجود العراق وما ادراك ما العراق، فعمره الحضاري من عمر الإنسان الأول الذي أبى إلَّا ان يكون متحضِّرا كما تكون الحضارة، سعيدون جميعاً بوجود العراق وصدفة اللغة العربية التي عانقت قاف العراق مع قاف قسنطينة" فيما قال والي مدينة عاصمة الثقافة العربية ان" الوفد العراقي جاء وهو يحمل حضارة ممتدَّة لآلاف السنين، حضارة سنّت دعائم الإنسانية وقوانين العدالة الاجتماعية، فليس بمقدورنا ان ننسى الجنائن المعلَّقة لبلاد بابل، العراق ظلَّ وفيَّاً لجميع القيم الإنسانية على مدى الدهر، ادعو الله ان يعيد للعراق أمنه واستقراره وهزيمة الإرهاب ".
عناق الحضارتين
سفير العراق في الجزائر عدي الخير الله قال في كلمته المقتضبة ان"وشائج العلاقة بين البلدين قديمة وأصيلة وتكاد تكون وجهات النظر بين البلدين متطابقة تماماً في شتى القضايا ذات الاهتمام المشترك" واشار الخير الله الى ان"تاريخ قسنطينة بثقافتها وحضارتها تعانق العراق بذات الخصائص" وخلص السفير عدي الخير الله الى ان"العلاقة بين البلدين هي علاقة شعب بشعب وهي عادة ماتكون أقوى من اي علاقة اخرى ونعيشها في كل لحظة حيث نتذكر ثورة الجزائر الكبرى التي عشناها بكل احاسيسنا" ولمح الخير الله الى ان"الثقافة هي عطاء لكل الشعوب ونشكر حسن الضيافة والحضور البهي" من جانب آخر أكد رئيس الوفد العراقي د.احمد الجبوري في كلمته بأننا "جئناكم مهنئين من مدن الثقافة والفكر والأدب في العراق بمناسبة اختيار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تغمرنا فرحة الأخوة النابعة من عناق الشعبين، ننقل اليكم تحايا العراق رغم ما يمرُّ بنا من جرح عظيم وهو الإرهاب لكن العراق مازال يصنع الشعر والجمال رغم أزيز الرصاص ".
شعر وغناء
ألهب شعراء العراق حماس الجمهور الكبير بالتصفيق والإعجاب لسيل الصور الشعريَّة الموحية بالرفعة وحسن السبك، بدأ القراءات الشاعر نجاح العرسان الذي قاطعه الجمهور مراراً وتكراراً بتصفيق حار، فيما اعقبه الشاعر مضر الآلوسي الذي صاغ حروفه بلغة شعريَّة ساحرة أجبرت الحضور على طلب إعادة بعض المقاطع الشعريَّة الجميلة، اختتم مهرجان الشعر نذير المظفر الذي اصطحب الجميع بنزهة صوريَّة رائعة، المقام العراقي بنكهة النهر والنخيل كان مسك الختام حيث غرّد المطرب والعازف العراقي الكبير محمد زكي بأعذب المقامات العراقيَّة التي تمايل معها الحضور طرباً في حين شارك بعض افراد الوفد العراقي برقصة الجوبي التي أضفت الجمال والبهجة على أجواء الحفل الكبير، وبعد الختام اقام الوفد العراقي مؤتمراً صحفياً حضره سفير العراق ورئيس الوفد للإجابة عن اسئلة الصحفيين المتعلِّقة بالمشاركة الفنية والثقافية.
المصدر
http://www.imn.iq/news/view.67854/