اعوذ بالله من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيمقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ((لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا)) اكد سبحانه على الاحسان للوالدين حيث عد في مواضعمن القرآن الكريم إحسان الوالدين تاليا للتوحيد و نفي الشرك فأمر به بعد الأمربالتوحيد أو النهي عن الشرك به كقوله: "و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدينإحسانا":الإسراء:23و قوله: "و إذ قاللقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم و وصينا الإنسانبوالديه":لقمان: 14 و غير ذلك من الآيات.اذاً لابد ان نعرف كيف نتعامل مع الوالدين ومن اجل ذلك نقول هلالاحسان الى الوالدين من القيم المثلية او من القيم الرقمية نوضح المراد منالمثلية الزيادة والنقيصة فيها تكون رذيلة مثلا.الشجاعة فان الزيادة فيها يكونتهور والنقصان يكون جبن اذاً الحد الوسط بين الزيادة والنقصان هو الشجاعة وكذلكالكرم وغيرها من هذه القيم المثلية او(المثالية ) اما القيم الرقمية لايوجد فيهاحد وسط مثلا. العدل ليس فيه حد وسط وانما يكون الانسان اما عادل واما غير عادلاذاً الاحسان للوالدين من القيم الرقمية فالانسان اما ان يكون محسن او غير محسنلايستطيع ان يقول انا محسن وغير محسن فلابد ان يعرف كيفية التعامل مع الوالدين فلايقول مابالهم واياي وان كانت افكارهم خاطئة علينا ان نخاطبهم بحترام وكل ادب ألاتلاحظوا شيخ الانبياء (ابراهيم )((عليه السلام )) يخاطب ازر وان كان عمه (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَالَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا)وكذلك قال(يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّالشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا) يقول يا أبت مع ان آزر كافر انظر الى ادب الخطاب.وضح الفكرة بادب واحترام لان عقوق الوالدين يُذهب الاعمال (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)ونفهم من تلك الآيات عقوبة العقوق شديدة وليست اخروية فقط بل دنيويةعقوق الوالدين من العقوبات المعجلة ورد في الاحاديث: قال رسول الله ص ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتهاو لا تؤخر إلى الآخرة عقوق الوالدين و البغي على الناس و كفر الإحسانوكثير مثل هذا.جعلنا الله واياكم من المحسنين