ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ( ﺍﻟﻤﻼ ﻋﺒﺪ ﺁﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﺑﻲ )
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﻩ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ ,
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ – ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺫﻱ ﻗﺎﺭ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻪ
ﻭﻟﻜﻮﻧﻪ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﺣﻔﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻟﻜﻲ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﺔ
,ﻭﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﻔﻴﺪﻩ ﺍﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﻳﺎﺟﺪﻱ ﻗﻒ ﻫﻨﺎ ﻭﺍﻧﺎ ﺳﻮﻑ ﺍﺷﺮﺏ ﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺍﻋﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ,
ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﻌُﺪ ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺰﻟﻘﺖ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﻏﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺧﻼﻝ ﺷﺮﺑﻪ ﻟﻠﻤﺎﺀ ,
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺳﻤﻊ ﺑﻀﺠﺔ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻔﻞ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻟﻴﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻧﺰﻟﻘﺖ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﻗﺪ ﻏﺮﻕ ﻭﻣﺎﺕ
ﻓﻤﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﺼﺪﻣﻪ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠّﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻗﻮﺍﻩ
ﻭﺍﻧﺸﺪ ﺑﻴﺘﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻮﺫﻳﻪ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻞّ ﺑﻪ
ﻭﻗﺎﻝ :
ﺻﺪﺭﻱ ﻣﺎﻳﺴﻊ ﻫﻤﻲ ... ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻱ
ﻭﺩﻟﻴﻠﻲ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺤﺘﻔﻲ ... ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻱ
ﻳﻼﻫﻲ ﺍﻧﺘﻪ ﺍﻟﮕﻠﺖ ﻛﻞ ﺣﻲ ... ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻱ
ﺷﺠﻨﻴﺖ ﻭﺗﻌﻜﺲ ﺍﻵﻳﻪ ﻋﻠﻴﻪ