القادر “ELKADER” هي مدينة في مقاطعة كلايتون، أيوا، بالولايات المتحدة الأميركية سميت على اسم الأمير عبد القادر الجزائري. بدأ تاريخ المدينة في عام 1845، عندما اكتشف المطور العقاري تيموثي ديفيز، الموقع على طول نهر تركيا وبدأ ببناء أربع مطاحن للدقيق، وكان ديفيس قد قرأ عن الثورة التي قادها الأمير عبد القادر ضد الفرنسيين لتحقيق استقلال الجزائر، في الصحف الأمريكية المتعاطفة مع الثورة ضد الحكم الاستعماري، ولذلك قرر تسمية بلدته الجديدة على اسم الأمير بحسب صحيفة البيان.
أشهر معالم المدينة التي بلغ عدد سكانها حوالي 1200 نسمة ، هو الجسر الذي يقطع نهر تركيا ويقال أنه أكبر جسر حجري مقوس غرب نهر المسيسيبي.
كما تضم المدينة عدة مبان حكومية شيدت بالحجر الرملي الذي يستخرج محليا، إضافة إلى دار أوبرا مجددة تعود إلى العصر الفيكتوري ومول نهر تركيا، وفندق من 29 غرفة تم حويله إلى مخازن أثرية، ومنتزه يحمل اسم معسكر (مسقط رأس الأمير عبد القادر).
اشتهر الأمير عبد القادر في القرن 19 بقيادة الكفاح الجزائري من أجل الاستقلال وحماية غير المسلمين من الاضطهاد. حتى أن ابراهام لنكولن مدحه في العديد من خطاباته. في شهر سبتمبر من كل عام تستضيف مدينة القادر وفدا من كبار الشخصيات العربية في “منتدى مشروع عبد القادر التعليمي” بهدف بناء جسور التواصل بين الأميركيين والمسلمين عبر العالم.
في هذه المدينة الهادئة التي ينحدر معظم سكانها من ألمانيا والدول الاسكندنافية لا تجد أية إشارة مرور ، والحياة الدينية فيها تتمحور حول الكنائس الكاثوليكية واللوثرية، ولكنها مع ذلك تحمل اسم بطل مسلم.
في عام 2008 مع تعيين عمدة جديد لمدينة القادر، وأرسلت الحكومة الجزائرية دعوة لمسؤولي المدينة لزيارة الجزائر ومسقط رأس الأمير عبد القادر، وقبلت السيدة كاثي جارمس وهي متطوعة في المتحف التاريخي المحلي وملكة جمال أيوا السابقة، الدعوة وانتقلت إلى الجزائر بصحبة زوجها العسكري حيث زارا قبر الأمير عبد القادر وتعرفا عن المزيد من التفاصيل حول سيرته وكفاحه.
بعد أسبوعين من عودتها الى ايوا، ضربت مدينة القادر فيضانات شديدة لتصل بمياه نهر تركيا إلى مستوى تاريخي غمر الجسر ثم جزء كبير من وسط المدينة، ودمر حوالي 30 منزلا وتسببت في أضرار في الممتلكات قدرت بحوالي 8 ملايين دولار. وأجرت السيدة كاثي اتصالا هاتفيا بالمسؤولين في الجزائر لطلب المساعدة المادية ولو بمبلغ بسيط، ولم تتوقع حينها مدى سخاء وكرم الحكومة التي تبرعت لها تحت قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بـ 150 ألف دولار لإعادة الإعمار.
في شهر نوفمر من عام 2008، ألف الكاتب جون جورج كايزر، من ولاية فرجينيا. كتابا عن سيرة الأمير عبد القادر، وأراد أن يعلن عن إطلاقه في البلدة التي تحمل اسمه. وبالاتفاق مع السيدة كاثي، أطلق مسابقة لكتابة مقال حول الأمير لطلاب المدارس الثانوية المحلية وعقد منتدى لتجديد الاهتمام بهذه الشخصية البارزة. وقال المؤلف في مقابلة مع الصحف المحلية، أن هذا المنتدى جاء لمنح الطلاب نظرة أخرى عن ديانة الاسلام مختلفة عن التي تنشرها وسائل الإعلام، فالخوف والجهل هو مزيج قاتل على حد تعبيره.ومن جانبه، نقل موقع النيويورك تايمز عن الطالب بوب سبيلبوور، المقيم في مدينة القادر والفائز في مسابقة أفضل مقال عن الأمير عبد القادر عام 2011 قوله أن هذه المسابقة غيرت نظرته تجاه المسلمين وأصبح لا يتحمل سماع زملائه يتحدثون عن المسلمين بأنهم إرهابيين وقال أن البحث في سيرة الأمير فتحت بصيرته وعرفته بالمسلم الحقيقي. وفي الدورة الخامسة للمنتدى عام 2013، كان من المتوقع حضور أحد أحفاد عبد القادر، من دبي ولكنه ألغى رحلته بعد تفجيرات بوسطن. ويعرض المنتدى السنوي السابع الذي سينطلق في 19 سبتمبر 2015 في دار الأوبرا مجموعة من الفعاليات والتحف التاريخية الجزائرية ومأكولات المحلية الجزائرية للتعريف بثقافة وتاريخ هذه الدولة وبإنجازاتها التاريخية.
تم النقل