وعـد العالم البيولوجي الياباني أكيرا اريتيانيAkira Aretiaanaبإعادة حيوان "الماموث" المنقرض منذ آلاف السينين إلى الحياة خلال 6 سنوات فقط وذلك عن طريق زرع الحمض النووي DNA لصغير ماموث عثر عليه مدفوناً داخل الثلوج في روسيا ببويضة فيل إفريقي وذلك بحسب ما نشر في صحيفة "ياميوري شيمبيون" اليابانية الواسعة الانتشار .
ويعمل العالم الياباني أكيرا اريتياني ضمن فريق علمي من اليابان وروسيا والولايات المتحدة، ويعكفون حالياً على إجراء تجارب في جامعة كيوتو باليابان، تشمل فحص حمض نووي مستخلص من خلايا ماموث محفوظ حالياً بأحد المختبرات في روسيا.
وكان العالم اريتياني قد نجح في استنساخ فأر عبر خلايا جمدت لمدة حوالي 16 عاماً باستخدام تقنية تساهم في حماية الخلايا من التلف حتى بعد عدة سنوات طويلة أثناء عملية الاستنساخ.
وصرح العالم اريتياني للصحيفة : إذا استطعنا استنساخ الأجنة فإننا بحاجة إلى التفكير حول كيفية ولادة الماموث، وما إذا كان سيتم عرضه للعامة قبل زراعة الأجنة في رحم الفيل الأم.
وأضاف: "بعد ولادة الماموث سندرسه بشكل دقيق لمعرفة العوامل التي أدت إلى انقراضه".
(( معلومات عن حيوان الماموث المنقرض ))
الماموث هو حيوان ضخـم عاش في فترة ما قبل التاريخ ، وكان يُشبه الفيل إلى حد كبير الا أنه اضخم منه في الحجم واطول منه في الارتفاع ، كما كان متوحشًا وبطيء الحركة حيث بلغ ارتفاعه أكثر من أربعة أمتار ونصف المتر عند الكتف. وكان له خرطوم، وناب طويل جدا ينحني إلى أسفل من الفك الأعلى ثم ينحني إلى أعلى ليصل إلى منتصف الخرطوم. وهناك أنواع معينة من الماموث عرفت بذات الفراء أو الماموث الصوفي، كان يغطي الشعر جسمها للوقاية من برد العصر الجليدي القارس.
يحتلُّ الماموث المرتبة العليا بين الأحافير المعروفة حيث وجدت أجسام لحيوانات ماموث كاملة ومحفوظة في الثلج في منطقة سيبريا. واعتقد الأهالي أنها بقايا لحيوانات خُلْد ضخمة. ووجد العلماء أن حيوانات الماموث كانت تأكل أوراق الصنوبر البرية وبراعم النباتات .
وجدت أحافير الماموث في أوروبا وأمريكا ويرجع تاريخ أقدم عظام ماموث وُجدت في غربي إفريقيا إلى نحو أربعة ملايين سنـه خلت. وقد انتشر الماموث في قارات أخرى حيث وصل إلى أمريكا الشمالية قبل مليون ونصف من السنوات. وكان الناس في عصور ما قبل التاريخ يصطادون الماموث من أجل الطعام. ووجدت صور للماموث منحوتة على جدران الكهوف في جنوبي فرنسا وانقرض حيوان الماموث قبل 10,000 سنـه مضت .
حددت الدراسات أنه ينتمي إلي الثدييات آكلة النباتات، ويتميز بضخامة الحجم إذ يبلغ ارتفاعه 420 سم، كما يبلغ وزنه 10 طن وهو من الحيوانات المعمرة ويعيش حتى 80 عام. ومن ناحية الشكل الخارجي للماموث، فهو يملك جـمـجـمـة مدبـبـه و أنياب طويلة ملتوية لولبية ويتجه طرفي النابين إلي بعضهما البعض.ويختلف الماموث المنقرض عن الفيل الحالي في عصرنا بشعره الطـويـل الأسود اللون الـذي يـكـسو جـسده، والذي قد يصل أحيانا إلي الأرض, وينمو هذا الشعر الطويل من خلال فراء بني كثيف يساعد الحيوان علي تحمل درجات الحرارة شديدة الانخفاض حيث يعيش في المناطق القطبية والمتجمدة في شمال الكرة الأرضية.
كما يتميز الماموث بوجود حـدبـة ضخـمـة خلف رقبته، إضافة إلي ان أذنيه صغيرتين بعكس الفيل الحالي .
وتمتلك حيوانات الماموث قدرة فريدة علي الحياة في المناطق الجليدية المتجمدة، لذا فقد استطاع أن يعيش ويتجول في مناطق مختلفة من العالم، خاصة خلال العصر الجليدي حيث كان الجليد يكسو جميع أنحاء الأرض، مما يفسر سبب انتشاره في مناطق جنوبية بعيدا عن المراكز المتجمدة في الشمال. واختلف شكل الماموث تبعا للمناطق المختلفة التي عاش فيها، فأقدم أنواع الماموث الذي عاش في صحاري سيبريا الجليدية منذ ملايين السنوات ، وعندما انتقل بعض أفراده إلي شمال أمريكا عبر جسر بهرنج تغيرت صفاتهم خاصة من ناحية الحجم الذي ازداد بشكل ملحوظ. وأطلق العلماء علي النوع الأخير الماموث الكولومبي، ووصل هذا النوع إلي وسط أمريكا والمكسيك.
وقد استطاع الماموث السيبيري أن يعيش حتى عصر قريب بعكس الأنواع الأخرى التي وجدت في فـرنسا وانجلترا وأمريكا والتي ظلت حية طوال العصر الجليدي فقط، ثم انقرضت عندما بدأت الحرارة في الارتفاع منذ ما يقرب من أربعة آلاف عام. وتطورت بعض أنواع الماموث مع انتهاء العصر الجليدي، وتركت فرائها الثقيل وبعض الخواص التي كانت تناسب الحياة في الجليد، وتضاءل حجمها حتى وصلت إلي الفيل العادي الذي نعرفه اليوم. أما علاقة الإنسان البدائي بالماموث فلم تكن جيدة، إذ اعتبر الإنسان أن صيد حيوان الماموث وسيلته لإثبات وجوده في صراع البقاء.
وقد اكتشف العلماء أول هيكل عظمي كامل للماموث في نهاية القرن الثامن عشر، كما استطاع العلماء الحصول علي بعض أجسام الماموث سليمة ومغطاة بالشعر بعد أن ظلت مدفونة طوال 23 ألف عام تحت الجليد. وفسر العلماء ذلك بان أجسام الماموث الضخمة كانت تغوص في الجليد خلال العصر الجليدي، فلا يستطيعون الإفلات منه ويموتون داخله مما حفظ أجسادهم. وقد شجع هذا الأمر العلماء علي أجراء بعض التجارب علي الماموث ودراسة الغذاء الذي بقي محفوظا داخل أمعاؤه. ولكن التجارب أخذت طريقا جديدا أكثر تطورا عندما أعلن علماء روس ويابانيون بدء التجارب حول استنساخ "الماموث" من سيقان سليمة وشعر كثيف اكتشفوهما له في شمال روسيا ووفرت هذه الأجزاء لهم القدرة علي استخراج الشريط الوراثي "دي ان ايه" سليما بعد أن فشلت المحاولات السابقة في الحصول عليه سليما. وستتم التجربة الجديدة في إعادة جد الفيل إلي الوجود من خلال حقن فيل آسيوي مماثل من الناحية الجينية للماموث بالجنين الصغير للماموث المخلق، ليكون هو الأم التي ستنجب الماموث الجديد.
صورة لجثة صغير ماموث سليمة
اكتشفت حديثا في ثلوج روسيا
اُكتشفت حديثا في روسيا جثة سليمة لصغيرة من حيوان الماموث وهي انثى وتبلغ من العمر ستة أشهر قال العلماء أنها قد ماتت قبل عشرة آلاف سنـه ويأمل بعض العلماء أن يكشف فحص" دي أن أي" DNA عن إمكانية استنساخ هذا النوع من الحيوانات المنقرض و الذي يعتبر العلماء أنه كان موجودا في الوقت الذي نشأت فيه الحضارة البشرية قبل ثمانية آلاف عام.
سبب انقراض الماموث
,
ظهرت عدة نظريات لتفسير هذا اللغز، من بينها اتهام البشر الذين وصلوا إلى أمريكا الشمالية من آسيا الوسطى بأنهم المسؤلون عن هذا الانقراض بسبب الإفراط في الصيد، والاعتقاد الشائع بوجود مرض غامض كان هو المسئول عن القضاء على الماموث .
لكـن دراسات جديدة أثبتت أن التحولات المناخية هي المسئولة عن انقراض حيوان الماموث.
*وفي بحث اخر
تمكن مجموعة من العلماء من التوصل للتسلسل الجينومي الكامل لحيوان الماموث المنقرض، ووجدوا في دراسة حديثة أن العوامل الوراثية قد تكون المسؤولة عن انقراضه.
وقام بعمل الدراسة فريق دولي من العلماء، وتعد الدراسة اختراقا في نوعها، وهي يمكن أن تساعد في فهم الكيفية التي انقرض بها هذا الحيوان العملاق، الذي يعد من أبناء عمومة الفيل الحالي.
كانت آخر حيوانات هذا النوع موجودة على جزيرة في القطب الشمالي تسمى Wrangel ( فرانغل) قبالة السواحل الروسية قبل نحو 4 آلاف سنة، وقبلها انقرضت أعداد كبيرة منها أيضا كانت موجودة في سيبيريا.
وفي هذه الدراسة الحديثة، التي نشرت نتائجها في مجلة Current Biology، قام الباحثون بمقارنة الحمض النووي لاثنين من حيوان الماموث الصوفي عثر على جثتيهما متجمدتين تحت الجليد، واحد منهما عاش في شمال شرق سيبيريا قبل 44800 سنة، والآخر في جزيرة Wrangel منذ 4300 سنة. وقال الباحثون في الدراسة: "من حيوان واحد فقط يمكن الحصول على معلومات عن باقي الفصيلة بأكملها".
وباستخدام الخلايا الجذعية لحيوان الفيل الإفريقي الحديث، وجد الفريق أن آخر حيوانات فصيلة الماموث الصوفي كانت تعيش على جزيرة Wrangel، وعلى الرغم من أن العوامل مثل تغير المناخ، أو التدخل البشري، غالبا ما توصف بأنها العوامل التي تؤدي لانقراض حيوان ما، إلا أن هؤلاء العلماء لا يزالوا غير متأكدين تماما من السبب الفعلي وراء انقراض الماموث.
وأظهرت البيانات الوراثية في نتائج الدراسة أنه قد حدثت اثنان من التقلصات الهائلة في أعداد هذه الحيوانات، واحد منهما منذ حوالي 300 ألف سنة، والأخر منذ حوالي 12 ألف سنة، في نهاية العصر الجليدي الأخير.
ولا يرجح العلماء أن عدم التنوع في الحمض النووي لهذه الحيوانات كان بالضرورة هو السبب في انقراضها، إلا أنهم يؤكدون أن الفحص الدقيق للبيانات يمكن أن يساعد في فهم الكيفية التي انقرضت بها هذه المخلوقات، وكيف انفصل الماموث عن فصيلة الفيلة الحديثة.
المصدر: تايم
منقول