اكتشف علماء الفلك جرما فضائيا جديدا غريبا جعلهم في حيرة من أمرهم مجددا حيال تحديد الخصائص الأساسية التي تشكل تعريفا لكوكب ما.
واطلق العلماء على الجرم اسم "هات بي واحد" وهو يدور حول أحد نجمين ثنائيين في كوكبة من النجوم تسمى "لاكيرتا" تبعد مسافة 450 سنة ضوئية.
ورغم أن قطر الجرم الغريب يعادل 1.38 مرة قطر كوكب المشتري ِإلا أن كتلته تعادل نصف كتلة المشتري فقط.
وهذا يجعل الجرم أكبر حجما بكثير وأقل كثافة مما عليه الكواكب في العادة، مما يثير التساؤلات حول كيفية تشكله.
ووجد العلماء أنفسهم أمام معضلة حيث أن معادلاتهم الرياضية التي تصف بنية كوكب ما لا تنطبق على هذا الجرم.
ويعلق "غاسبر باكوس" الخبير في الفيزياء الفلكية في "مركز هارفارد سميثسونيان" على هذا الكشف فيقول:" كثافة الجرم تعادل ربع كثافة الماء، أي أنه أخف من كرة عملاقة من الفلين! تماما مثل زحل، لو كان هناك حوض استحمام كبير لتضعه فيه لطاف كالفلينة ثلاثة أرباع المسافة عن عمق الحوض."
والجرم "هات بي واحد" هو من بين أكثر من 200 كوكب تم اكتشافها خارج المجموعة الشمسية، لكن قطره هو الأكبر بين الأجرام التي تم اكتشافها حتى الآن.
ويتميز هذا الجرم مثل بقية الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية بأنه يدور على مسافة قريبة من نجمه الأم، بما يعادل مرة كل 4.5 يوما من أيام الأرض.
كيف اكتشف الجرم
ورغم أن الجرم "هات بي واحد" بعيد جدا بحيث يصعب تصويره إلا أن العلماء يعرفون أنه موجود في مكانه بسبب الطريقة التي يعتم فيها جزء من النجم الأم الذي يدور حوله الجرم خلال دورانه حوله.
ووجد العلماء أيضا أن الجرم "هات بي واحد" أكبر بنسبة 24% مما سبق وتوقعوا. وكذا يسري الأمر على جرم آخر يدعى "إتش دي 209458 بي" حيث كان أكبر بنسبة 20% مما توقعوه له.
وقد اقترح العلماء عددا من النظريات لحل لغز مثل هذين الجرمين لكن لم يبد أن أيا منها ملائم، مما يبقي ِأمرهما في حكم الألغاز الفلكية.
وقد استخدم العلماء شبكة من التلسكوبات في ولايتي أريزونا وهاواي الأمريكيتين للعثور على الكوكب "هات بي 1".
ويدعى النظام النجمي الذي يدور الجرم "هات بي واحد" حول أحد نجميه بـ" أي دي إس 1640دي" ويمكن رؤيته باستخدام منظار.