في زحمةِ الأشياءْ ..
الكلُّ ينظرُ حولَهُ إلا أنا ..
الكلُّ يرقُبُ ينتظِرْ ..
منهم من امتهنَ العِواءَ و منهمُ من يستَتِرْ ..
تمضي بعيداً أرجُلي خوفاً من العَدوى و أعيُني نحو السّماءْ ..
في زحمةِ الأشياءْ ..
كم تسقطُ الظّنونَ في انتصارٍ للعدالةِ لا خيالٌ مُعتبرْ ..
كم ترحلُ السّنونَ في انكسارٍ لا اعتبارٌ للوجودِ إذا انكسرْ ..
لا نجاةٌ لا مفَرّْ ..
لا وجودَ لبعضِهِم غيرَ التحافٍ للفضاءْ ..
في زحمةِ الأشياءْ ..
كم تؤرّقُ ذِكرَياتْ ..
و إذا انتفضتَ لعودةٍ أمسى يُخالِجُكَ الشَّتاتْ ..
حُلُمٌ إذا ما راوَدَكْ ..
تتهيّأُ الأشباحُ تغزو ناظِرَيكَ ترى على حقيقتهِ المَماتْ ..
تنوي المقيلَ و ثَمَّ يأذَنُ أن يُغادِرَكَ الهناءْ ..
في زحمةِ الأشياءْ ..
لا خياراتٌ لديكْ ..
ذاكَ ما يؤلِمُ حقّاً ..
و تقولُ صِدقاً ..!
لا وجودَ لصدقِهِم ..
لا وجودٌ لا وجودْ ..
ربّاهُ أتعَبني صُدودْ ..
و أنا الذي قد كنتُ رمزاً للصّمودْ ..
خارت قِواي ..
أمسيتُ أنظرُ مصرَعي ..
و أُحِسُّ في نَفَسي عَزاءْ ..
و هُنا حظِيتُ بمن تربّصَ بي و يرقُبُني عَداءْ ..
في زحمةِ الأشياءْ ..
تشُدُّكَ الحكايا ..
تغرقُ حتّى أُذُنَيكَ في أدقِّ الباقياتِ كمن تعَطَّشَ للهدايا ..
ثمُّ تسألُ مُهجَتَكْ ..
ماذا تبقّى لم أنَلْه ..!
و السّاقِطاتُ بجُعبتي جميعُ ما فيها دنايا ..
ألمٌ شقاءٌ و عناءْ ..
كَذِبٌ أحاديثٌ هُراءْ ..
باختصارِ القولِ يا هذا , غُثاءْ ..
في زحمةِ الأشياءْ ..
يطوفُ عقلُكَ يومَ أن كان فَتيّاً ..
و تعودُ تسألُ خافقاً أهوَ القَدَرْ ..!
حَكَمَ القضاءُ بأنّهُ أمسى شَقيّاً ..
ثمَّ تُمعنُ ما تبقّى من نَظَرْ ..
ترجو المسافرَ أن يعودَ ليلتقيكْ ..
يعودُ من أدراجِهِ يُلقي رِحالاً في يَدَيكْ ..
و تعودُ دَمَعاتي تَساقطُ من سعادةِ أعيني و يُضيءُ في فَرَحي انتماءْ ..
كيف يمكن له أن يعود لي ...
في زحمةِ الأشياءْ ..
تمرُّ بي لَحَظاتْ ..
و يكونُ حُلُواً أن تخالَ الكونَ يشدو نَغَماتْ ..
خريرُ الماءِ تلحَظُهُ فتقولُ يوماً كان يا هذا نَقاءْ ..
حِسُّ الطّيورِ يغزو مسمَعيكَ و تُشرقُ الدّنيا يطيبُ لكَ الهواءْ ..
تربِطُ على جِراحِكَ التي هيَ باقياتْ ..
و تظلُّ تغرقُ في سُباتْ ..
و يُطلُّ ألَقٌ من أمَانٍ موجِعاتْ ..
يُغافلُ القَسَماتِ دمعٌ قد تهيأَ قَطَراتْ ..
كانَ يوماً طيفُهُ مُرافقٌ لهامتي ..
كم تراقصَ بانسجامٍ و قامتي ..
كم شدى طَرَباً تربّعَ في الجِوارِ بساحتي ..
أوجعتَ يا رحيلُك ..
أدمعتَ أعيُنَ يومَ أن صَهَلَتكَ خيلُك ..
و نزعتَ من صدري احتواءْ ..
دونَ أن ترمي سلاماً أو تقولُ إلى اللقاءْ ..
منقول