بين الأمس واليوم .. رفة عين لا أكثر ولا أقل، وحكاية دوري أبطال أوروبا لكرة القدم نسردها لكم كما ألف بدايتها صحافي فرنسي من ليكيب، فكرة وضعها لوحده وملايين البشر تابعوها بشغف وانبهار.
ينتظرونها كل عام، ويفضلونها حتى على كأس العالم، كيف لا وهي التي تعطيهم متعة مشاهدة أكبر عدد ممكن من كل نجوم الكون في فرق تحركها العقول الأوروبية.
يندمج نجوم القارات التي قررت أن لا تنحاز أو تلك التي تصنفت راضية ان تكون مع المتخلفين تحت مسمى العالم الثالث مع العالم الذي نراه بالصور والأفلام.. وعليه فقد باتت الفرصة مهيأة لاندماج "المتخلفين" مع "المتحضرين" في فريق واحد بلون واحد.
كيف ومتى بدأت الحكاية التي رسم أول خطوطها العريضة الصحفي الفرنسي جابريال هانوت العام 1955 وهو الذي كان يعمل في صحيفة ليكيب، ومن هناك اقترح ان تلعب بطولة للأندية الأبطال تحت فكرة ان تلعب الفرق أبطال الدوريات في بلادهم وتكون المباريات على نظام الذهاب والإياب.
ولأنهم متحضرين، لم يرفعوا دعاوى على ذلك الصحفي، ولم يعتبرونه مجنونا فقد أخذوا المبادرة .. وبسرعة بدأوا التنافس الشريف موسم 1955-1956 بعد شهر واحد من أول اجتماع للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في فيينا يوم 2 أذار- مارس 1955.
تخيلوا اجتماعا ثم قرارا يفضي لبطولة لو أردنا إقامتها لاحتجنا دهورا .. !!.
وهذا ما يجعلنا دائما متفرجين.. والآن قارئين مستمتعين بتاريخ عز تليد، عثرت على بداياته بالصدفة في متحف التاريخ البريطاني.. ومن ثم بات هذا التاريخ حاضرا لديكم .. نقدمه في 12 حلقة:
بطاقة النهائي الأول
1956-5-13
بارك دي برنس باريس
40 الف متفرج
ريال
مدريد (4) : دي ستيفانو، ريئال 2، ماركيتوس
ريميس (3) : ليبلوند، تامبلين، هيدالغو
كانت ميزة وحدثا كبيرا أن تستضيف العاصمة الفرنسية أول نهائي للبطولة، فقد سلطت الأضواء على الدوري الفرنسي وبات الفرنسيون يتخذون لأنفسهم مكانة جيدة في الأسواط الكروية.. ويبنون قصورا في الهواء.
وبهذه المنافسة التاريخية تقدموا 2-صفر أول 12 دقيقة بواسطة ليبلوند وتيببلين، وتمكن بعدها دي ستيفانو من تقليص النتيجة 2-1 قبل أن يسجل هيكتور ريئال الهدف الثاني.
وقبل أن تكتمل العقارب لتشير لساعة كاملة من اللعب، احرز ميشيل هيدالغو (اصبح مدرباً لفرنسا وقادها لبطولة أوروبا 84) التقدم لريميس من جديد، ولسوء حظ الفريق الفرنسي فإن الليث الأبيض تعادل مرة أخرى بواسطة ماركيتوس فنشأت حالة تعادل جديدة لم تستمر طويلاً، لأن ريئال أختتم عداد أهداف اللقاء بالهدف الثاني له والرابع لريال مدريد.
ريال
مدريد يتقدم لأول مرة وينهي المباراة لصالحه.. وربان السفينة مينوز حمل الكأس أمام نظر الرئيس برنابيو الذي سمى اسم الملعب الخاص بالفريق الملكي على اسمه، وكان ذلك بداية سيطرة بيضاء على اللقب.
بطاقة النهائي الثاني
1957-5-30
ستاد برنابيو مدريد
127 الف متفرج
ريال مدريد (2) دي ستيفانو وخنتو
فيورنتينا (صفر)
كان من الممكن لانجلترا أن تدخل تاريخ هذه المسابقة من بابها الواسع مبكراً بواسطة مانشستر يونايتد، فقد وصل الفريق لمراحل متقدمة فيها.. تعادل مع ريال مدريد في نصف النهائي لكن المحصلة الإجمالية كانت خسارتهم 3-5.
وحتى ريال مدريد نفسه صادف عقبة أمام رابيد فيينا النمساوي، وفي النهائي وأمام أكثر من 100 الف من مشجعيهم استعرض "البيض" مهاراتهم وتفنن نجوم فيورنتينا الإيطالي في الدفاع عن شباكهم نظيفة فتسلل الإحباط لنفوس خصمهم قبل أن يمنحهم الحكم الألماني ليوهرن ركلة جزاء أثارت جدلا في الدقيقة 72 ومنها سجل دي ستيفانو الهدف الأول.
هذا الهدف استفز همة الطلبان للهجوم، ما جعل البيض يعتمدون على الهجمات المضادة ومنها سجل خينتو الهدف القاتل.
بطاقة النهائي الثالث
1958-5-28
ستاد هيتسيل بلجيكا
67 الف متفرج
ريال مدريد (3) دي ستيفانو، ريئال، خينتو
اي سي ميلان (2) شيفينو، غيريللو
قدم ريال مدريد عروضاً ساخنة فاز على إثرها على انتفيرب البلجيكي وعلى اشبيلية وفاز على فاساس بودابست المجري 4-2 بالنتيجة الإجمالية في نصف النهائي، ومن ثم كان الوصول للنهائي الذي كان يقام لأول مرة على أرض محايدة.
ولأول مرة يتطلب الأمر وقتاً إضافياً، وكانت مباراة دفاعية بحتة من جانب ميلان ما تطلب إيجاد طرق خاصة لسحبهم للأمام.
وفيما بقي الشوط الأول أبيضا شهد الثاني تسجيل أربعة أهداف بدأها لميلان النجم الأوراغواني شيفينو بعد أن استعرض مهاراته في المراوغة لكن دي ستيفانو ردعليه بعد ربع ساعة، و تقدم غيريللو من جديد لميلان لكن ريال مدريد سجل عن طريق ريئال وفرض وقتا اضافيا سجل فيه خينتو هدفاً في الدقيقة 107 ليعطي أول هاتريك من الألقاب لريال مدريد
.
بطاقة النهائي الرابع
1959-5-2
ستاد نيختر بشودغارت
80 الف متفرج
ريال مدريد (2) ماتيوس ودي ستيفانو
ريميس - صفر
دعي مانشستر يونايتد للمشاركة لكن مأساة ميونخ (تحطم طائرة الفريق) القت بظلالها فأثارت جدلاً باروقة
اتحاد كرة القدم وكان ويلفرهامبتون قد خرج مبكراً من المسابقة على يد بطل المانيا شالكة.
وضعت القرعة بشكتاش ورابيدفيينا معاً فاشترك اتليتكو مدريد في تحد جديد لريال مدريد فيما كان متحديه ريميس قد هزم بشكتاش التركي فتعين عليه اعادة سيناريو أول نهائي.
في مباراة اللقب سجل ماتيوس الهدف الاول وحافظ دي ستيفانو على تسجيله هدفاً بكل نهائي خاضه بعدما سجل الهدف الثاني.
بطاقة النهائي الخامس
1960-5-18
غلاسكو بارك غلاسكو
137 الف متفرج
ريال مدريد (7) دي ستيفانو 3، بوشكاش 4
انتراخت فرانكفورت (3) كريس، شتاين 2
كانت مباراة لا تنسى في تاريخ النهائيات "الكلاسيكية" لهذه البطولة، فقد كانت مفاجأة ومفخرة .. أوجدت مقاماً رفيعا وهيبة ومجداً لهذه المسابقة عبر تاريخها الطويل، فقد تواجد 137 ألف مشاهد في غلاسكو باسكوتلندا.
وبات هذا أول نهائي تم تسجيله وعرضه على شاشات التلفزيون ليصل لأكبر عدد ممكن من الناس، وقد رأى الناس هذه النوعية المميزة "النخبة" التي كانت يحظى بها ريال مدريد آنذاك.
كانت مساهمتهم الفنية والتقنية ظاهرة للعيان، وبدا دي ستيفانو وبوشكاش يدافعان عن سمعتهما العريضة التي لم تملأ اسماع الأوروبيين وحدهم بل اسماع العالم كله، والمدهش أن الألمان كانوا البادئين بالتسجيل عن طريق كريس في الدقيقة 18 وكان ذلك بمثابة إثارة للعاصفة التي لم تهدأ.
بدأت عاصفة الفريق الملكي عن طريق دي ستيفانو بعد عشر دقائق فقط وبعد دقيقة واحدة سجل الثاني.
وقبل نهاية استراحة ما بين الشوطين خاض بوشكاش أول نهائي وفيه سجل أول سوبر هاتريك بدأه بعدما اخترق الدفاع الألماني ليسجل الهدف الثالث 3-1 واتبعه بهاتريك في الشوط الثاني "اولها كان من ركلة جزاء" ليصل الرقم إلى 6-1.
وفي هذه الثلث ساعة وقع الحارس لوسي ضحية للصدمة وتمكن شتاين من تقليص النتيجة الى 6-2 بعد تسجيله هدفاً لفرانكفورت وبعدها بدقيقة فقط كان بوشكاش يتعاون مع دي ستيفانو ليسجل الأخير "هاتريك" هو الأخر.
وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة كان شتاين يسجل هدفاً ثالثاً لفرانكفورت عندها تم إقفال عداد التسجيل وقام الربان "زاراغا" بترك اللقب "الكاس" لميجيل ميندوز "نجم النهائي الأول" المدرب الجديد الذي أصبح اسطورة ريال مدريد والذي سجل رقماً قياسياً باحرازه 31 هدفاً في 7 مباريات خاضها ليصل للنهائي، وقد سجل بوشكاش 12 هدفاً منها وبعدها غاب 5 سنوات عن اللقب
.
المصدر هـــــنــــا