حبٌ ابكم
أعجبت بشخصيته المتزنة وأناقته التي أضافت لوسامته جمالاً ورونقاً جذاباً . بدأ يشغل بالي واهتمامي ، عرفت مواعيد خروجه وعودته للبيت . تحملني قدماي نحو النافذة انظر اليه حينما يترجل من سيارته وهو يطرق بابهم . أجهل كل شئ عنه منذ أن سكن بقربنا. زاد فضولي بكثرة الاستفسار عنهم لدى أمي ، وأحثها مرات لزيارتهم كجيران جدد ولكن المعنى بقلبي . أريد أن اعرف أي شئ عنه عن عمله ، حياته ، أخذ يتملك فكري اقتحمني حتى في احلامي لم تهتم أمي بأسئلتي الملحة. وكانت ترد عليّ دائماً ( هذا مو شغلج) كم تمنيت على الاقل ان يراني وانا أراقبه وتمر أشهر وانا على هذا الحال قررت ان أقف له ولو عند بابنا.
فقد كنت اتمتع بجمال ومحط أنظار الطلاب والاساتذة في الجامعة لم أكن اعبأ بما يدعونه حب او اعجاب كل من تقدموا لخطبتي. تمنيت ان الفت نظره فقد قرب موسم الدراسة ذاك يعني انني لن أراه بعد اليوم.
وقفت امام المرآة وأنا أتحلى أجمل فساتيني. استجمعت شيئاً من شجاعتي حين فتحت باب الدار منتظرة إياه خرج وهو ينظر نحوي ، رفع يده بإشارة تحية رددت عليه بمثلها دون تردد.
دخلت فرحة غرفتي بشعور جديد أحسست بضربات قلبي السريعة . تساءلت مع نفسي أهذا هو الحب؟.
- نعم ذلك جعلني ان أعود للمرآة ثانية وأنا أتملى نفسي هل أعجبته حقاً ؟ حين ضلت الفرحة تغمرني تمنيت ان انتظره ثانية . انتبهت أمي عليّ وهي تراقبني بين الحين والآخر وترمقني بنظرات تحسسني بعدم رضاها . سمعت صوت سيارته هممت .. كان بودي ان افتح الباب مرة أخرى! لكني تراجعت في اللحظة الأخيرة . عدت أدراجي لكن قدماي استدارتا مرة أخرى نحو الباب ثانية كان واقفاً ينظر نحوي مبتسماً وهو يومئ بانحنائه من رأسه. استدرت وأنا اغلق الباب خلفي. وبحركة لا إرادية عانقت أمي كان فرحي إعلان عن حبي ردت أمي عليّ. اطمئني سوف اقوم بزيارتهم انتظرت عودتها وانا مشحونة بقلق ممض. فقد أوصيتها ان تسأل عن كل شئ.
ومن درفة النافذة رأيت أمي عائدة . نزلت مسرعة وانا افتح الباب.
طالعتني بوجه متجهم وهي تقول : هو مدرس في معهد الصم والبكم ..
توقفتّ لحظة وبحسرة طويلة قالت : انه أصم وابكم.
راقت لي ..
فنقلتها ..