حزينٌ هو من قلبه المكسور،
يواري حزنهُ خلف كتابه المقهور،
يتظاهر بالقراءة حتى لا يسألوه ما بك ؟
لأنه يعي تماماً انهم لن يفهموه
ولن يصلوا قيد الوجع الذي يُكبّله ويخنقه بإحكام ليحرروه من قبضته
. في حضرة فخامة الحزن الذي يربت على كتفيه،
يعلن يأسه من وجوده من طبعه الأناني الذي يستحوذ مشاعره الهشّة ويمنعه من الكلام،
يأكله كما تأكل النار الأغصان المتماسكة لينثرها شظايا حُطام،
يصمت .... يبكي بخلسة خلف أنيسه المهزوم
وهو يشهد جريمة دموع تنزل وهي ترتجف برد الخوف خشية ان يلمحوا وجهه الباكي
فيتورط بشرح يستعصي عليه وصفه...!
حتى ان القوة التي تولد من عجزه الطاعن لا تطول يد الإنتقام من شعورٍ مستبد
لا يريد منه سوى منحه شرف الاستسلام.
فتحتار قلة حيلته: هل تتمرد عليه؟
أم ترضخ لجبروته وتُبادله الاحترام؟