حمايل خان حليم سلمان
التاريخ مليء بقصص الكفاح التحرري وقفت فيه نساء مجاهدات قهرن الخوف من اجل المبادئ والدفاع عن الحق ومواجهة الظلم والاستبداد بجميع أشكاله، وحتى يكون التاريخ شاهداً للأجيال على نماذج حية من الأسماء النسائية المهمة، نستشهد في هذا المقال في قراءة متواضعة شفافة لحجم المسيرة النضالية والجهادية الطويلة التي خضبت بالدماء والدموع والحياة الشاقة القاسية والأليمة للسيدة الراحلة (حمايل خان) والدة الرئيس مسعود بارزاني وعقيلة القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني.
الفقيدة هي ابنة محمود آغا الزيباري رئيس واحدة من أكبر العشائر الكوردية في كردستان قاطبة، وهي واحدة من النساء اللاتي فضلّن العمل التحرري والانخراط في المهمات القتالية الشاقة الى جانب زوجها الزعيم الكوردي الملا مصطفى بارزاني، اقترنت به العام (1946) وهي تعرف جيداً بأن مسار حياتها سيتغير وستكون أمام مرحلة مليئة بالصعوبات والمشقات لكنها رضيت بقدرها، مؤمنة بالرسالة التي حملها وجاهد من أجلها الراحل الخالد ملا مصطفى بارزاني.
وهنا لابد من القول، وحسب معرفتنا للحركات التحررية في العراق والمنطقة، فقد مثلت السيدة الفقيدة (حمايل خان) نموذجاً جهادياً للمرأة المؤمنة بقضية شعبها، حيث رافقت البارزاني في حله وترحاله وكانت له العون والسند، تشد عزمه وتساعده في المضي قدماً نحو تحقيق الهدف المنشود والرسالة الواعدة، وكما وقفت وراء شريك حياتها الراحل القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني، فهي لم تترك ابنها الرئيس مسعود بارزاني، فقد أعطته عصارة خبرتها وتجاربها وساندته وشدّت من عزيمته من خلال النصح والتوجيه.
سافرت مع زوجها الى كوردستان الشرقية، وهناك كانت شاهداً على تأسيس واعلان جمهورية (مهاباد) في (22) كانون الثاني من العام (1946)، وكذلك كانت الفقيدة من الشهود على تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في (16) آب من السنة نفسها، وفي ذات اليوم أهدت الزعيم الخالد البارزاني ابنه مسعود الذي قاد المسيرة من بعد والده الفقيد.
خلال حديثي مع أحفاد عائلة بارزاني، يستذكرونها بالحب والاحترام العاليين، ويشيدون بصبرها وجلدها ولا يفوتهم ان يتذكروا مواقفها مع افراد (البيشمركه) حيث كانت السباقة لتلبية احتياجات أسرهم وزوجاتهم أيام النضال المسلح ضد الأنظمة الديكتاتورية.
الفقيدة (حمايل خان) كانت شاهداً حياً على حجم الكوارث التي تعرض لها ابناء العراق جميعاً إبان حكم نظام الدكتاتور صدام البائد من جنوبه الى كردستانه، وتقاسمت مع بارزاني الخالد نماذج حية من التضحية والفداء على طريق النضال المستديم منذ أربعينات القرن الماضي الى ان اختطفتها يد المنون.
(حمايل خان) كبيرة في حياتها وكبيرة في مماتها