يــا حسين
كان في مدينة أصفهان الإيرانية خطيب حسيني و هو من أهل المعرفة و العرفان و يُعرب باسم الشيخ حسام الأصفهاني .
يقول هذا الشيخ الخطيب العارف : في ليلة من الليالي رأيت سيدي و مولاي الإمام الحجة بن الحسن ( عليه السلام ) في منامي و قد سألته عن إشرافه و حضوره في مجالس جده الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقال لي : أنا أشرف عليها كلها وهي تحت نظري وأحضرها جميعها لكن هنالك مجالساً خاصة اُحب الحضور إليها و منها مجلس عندكم في مدينتكم !!
فسألته : وأين يكون هذا المجلس حتى أتشرف بالحضور فيه !!؟
فقال ( عليه السلام ) : المجلس الفلاني ( بيت ) في الزُقاق الكذائي الذي تُشرف عليه الحاجة ( ... ) .
يقول الشيخ : وفي اليوم التالي ذهبت إلى الزقاق الذي أرشدي إليه سيدي ومولاي ( عجل الله فرجه الشريف ) وبينا أنا ماشياً تجاه البيت وإذا بإمرأة عجوز طاعنة في السن تخرج منه ! فسلمت عليها وردت السلام ، فقلت لها : هل هذا بيت الحاجة ( ... ) ؟؟ فقالت : أنا هي فلانة ، تفضل ، ماذا تريد ياشيخ !؟ فقلت لها : أنا الشيخ حسام الأصفهاني ، الخطيب .
فقالت : نعم أعرفك ، - وهو بالفعل معروف عند كل الأصفهانيين - .
فقلت لها : أتشرّف أن أقرأ في مجلسك عشرة محرم الحرام القادمة . فقالت للأسف ياشيخ فأنا كلمت خطيباً واتفقت معه .
يقول : فقلت لها : اذن هل بإمكاني أن أحضر المجلس مستمعاً !؟
فقالت : المجلس أعددته للنساء فقط . فطلبت منها الإذن في حضوري ومشاركتي مستمعاً خارج المجلس - أي خلف الباب - ؟؟ فوافقت .
يقول : وفعلاً في كل أيام عاشوراء كنت أقرأ ساعات متعددة في مجالس مختلفة إلا ساعة هذا المجلس ، فكنت أحضره مستمعاً خلف الباب وأحس بالإفاضات التوفيقات تنزل عليّ . وبعد أيام عاشوراء شكرت الحاجة لقبلولها حضوري مجلسها ، وقلت لها : أنا مستعد أن أتكفل بكامل مصاريف مجلسك هذا من الإطعام و اُجرة الخطيب و الإعلان و كل مايتعلق بمجلسك !
فبكت وقالت : ياشيخ لقد اجحفتني ! فأنت لاتريد الخير لي مع أنني قبلت حضورك للمجلس !
فقلت لها : وكيف ذلك !!!؟ - مستغرباً مستفهماً على رأسي علامات العجب ! -
فقالت : أنا أخدم في البيوت طيلة أيام السنة لأجمع المال فقط لخدمة سيدي ومولاي أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) وأنت تريد تأخذ الثواب مني ! لا والله لاأتركه لغيري !
يقول الشيخ : عندها أدركت معنى كلام سيدي و مولاي الإمام الحجة بن الحسن ( عليه السلام )
( اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ )