عريٌ رطبٌ
يرفُّ على الزّجاجات
التي شاختْ
تنهُّدَ مراشفٍ خرساء
كالهجسِ الجريحِ
في دجى المغيبِ
تعب ُّاشلاء آهات
بهِ عبرتْ
أفقَ النّخيلِ
سعاراً راجفاً يُوهِنُ
اصابعَ السّعفِ العتيقِ
ويفركُ رحمَ الرؤى الخاويات
سحّت قيحها الدّامي
حطاماً من سَنا الحريقِ
ورعشةِ القيعانِ
تنضحُ أخيلةً عارية
تدورُ عمىً
من غبارِ خطاكَ
ونواقيسَ تنبضُ بالسّكونِ
تَفتَّحُ كالرّدى
في عيونِ الحياةِ
انعتاقاً يرنُّ
في غيابةِ النّذورِ
روّى عروقَ الظمأ البريءِ
وجذلَ الغبشِ الطعينِ
تكوّرَ في وجومٍ
يحفرُ في ركامِ الصفيحِ
يتلمسُ بأكفِ الغيابِ
جراحَ سدرةِ الغبارِ
وعصافيرَ باحاتِهاالخضراء
تنوءُ بمخاضِها السريّ
صرخةً تُدمي عذريّةَ القهقهات
وعويلِ الدّماءِ
قبل كلّ مغربِ شمس..
هاني النواف