اقتحم مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين سيطروا على مدينة تدمر قبل أيام قليلة المتحف الملحق بالمدينة والذي يضم ما تبقى من آثار نفيسة، بحسب مصادر سورية.
وقال المدير العام للآثار والمتاحف في الحكومة السورية، مأمون عبد الكريم، في اتصال مع وكالة الأسوشييتد برس إن المسلحين دخلوا المتحف مساء الجمعة ثم أقفلوا الأبواب ووضعوا حراسا منهم عليها.
ومضى عبد الكريم قائلا إن مقتنيات المتحف لم تتعرض للإتلاف حتى الآن، مشيرا إلى أن غالبية آثار المتحف نقلت إلى دمشق.
وأوضح أنه لم يتبق شيء تقريبا في المتحف، "نشعر بالفخر لأن كل محتويات المتحف نقلت إلى أماكن آمنة."
وتعود مقتنيات المتحف التي لا تقدر بثمن إلى ألفي عام.
ولفت عبد الكريم إلى وجود قطع كبيرة، مثل تابوت يزن ثلاثة أو أربعة أطنان لم يتمكنوا من نقله.
ويقول بعض الخبراء إنهم يخشون من أن يعمد تنظيم الدولة الإسلامية إلى نهب مقتنيات المتحف وبيعها في السوق السوداء.
وهناك مخاوف من أن ما تبقى من آثار، قد يتعرض للتدمير لأن التنظيم "يعتبر أن المجسمات شرك بالله وتعود إلى العصر الجاهلي".
واستولى تنظيم "الدولة الإسلامية" على متحف تدمر الواقع في محافظة حمص الأربعاء الماضي
خسارة للإنسانية
وتعرض متحف تدمر ومآثرها إلى التدمير والنهب خلال الصراع في سوريا المستمر منذ أربع سنوات.
وأثارت سيطرة التنظيم على الموقع المصنف ضمن التراث العالمي، بجوار مدينة تدمر الحديثة، قلقا دوليا
وقالت منظمة اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة، إن تدمير هذا الموقع سيكون بمثابة "خسارة كبيرة للإنسانية."
وجاء سقوط مدينة تدمر في سوريا بعد أيام قليلة من استيلاء "الدولة الإسلامية" على مدينة الرمادي، أحد أكبر المدن العراقية.
ونقل عبدالكريم في مؤتمر صحفي بدمشق، شهادات بعد سكان المدينة وقال "إن مقاتلي التنظيم دخلوا المتحف يوم الخميس و حطموا تماثيل مصنوعة من الجص، استخدمت لتمثل الحياة في عصور ما قبل التاريخ."
ودمر التنظيم العديد من المواقع الآثرية في العراق، آخرها مدينة نمرود القديمة، أحد أعظم الكنوز المعمارية التاريخية في العراق.
كما أحرق أيضا مكتبة الموصل، التي كانت تضم أكثر من 8000 مخطوط قديم، واستخدم عناصر التنظيم المطارق لتحطيم التماثيل في متحف الموصل وفي موقع معروف باسم "بوابة نركال"
المصدر: BBC