عالم يأتي قبل عالم الحياة الدُنيا
عالم الذر
يسمى عالم الذر أيضاً بعالم الأشباح، وحسب روايات أهل البيت فإن الروح قبل أن تدخل إلى الجنين وهو في بطن أمه تكون شبحاً في عالم الذر، فكل الناس كانوا أشباحاً في عالم الذر...
يختلف المفسرين حول الفرق بين الروح وبين الشبح، فبعضهم يقول بأنهما ذات الشيء وبعضهم يقول أنهما أمرين مختلفين ولكل وظيفته، وأقوى الروايات تقول بأن الأرواح في عالم الذر تكون أشباحاً ولكن ما إن تدخل إلى الجسم فإنها تصبح روحاً
في عالم الذر كل الأمور متشابهة في عالمنا من النواحي الإجتماعية، فالأشباح تتآلف وتختلف فيما بينها وفي هذا الأمر طُرح سؤال على أحد الأئمة ( أعتقد الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام ) عن سبب كوننا نميل لبعض الأشخاص رغم أننا نراهم للمرة الأولى وأشخاص آخرين ننفر منهم رغم أننا نراهم للمرة الأولى أيضاًفكان جوابه أن الأرواح في عالم الذر تكون أشباحاً فما تآلف منها تآلف في الدنيا وما اختلف منها اختلف في الدنيا...
توجد بعض القصص حول طبيعة ذلك العالم منها قصة موجودة في كتاب ( عجائب عالم الملكوت ) وهي تحكي عن رؤية هذه الأشباح من قبل بعض الناس...
ملخص الرؤية أن الأشباح ليس لديها أسماء فهي لم تُخلق بعد في جسم آدمي حتى تمتلك إسماً فالأسماء من خواص عالم الدنيا والأشباح تمتلك علماً غزيراً جداً ومقدرات كبيرة ولكن عندما تدخل في الإنسان فإنها تصبح محدودة بمحدودية الإنسان ففي طفولته لايعلم شيئاً ويظل يتعلم ويتعلم ويرى بعض العلماء أن هذا هو أحد التفاسير للآية ( وقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين )...
الإنسان لا يتذكر شيئاً من عالم الذر لأن جسمه ( وهو من عالم الدنيا ) مسيطر عليه تماماً ولكن هذا لا يمنع من حصول بعض الهفوات، كمثل قصة التآلف والاختلاف، ومثلاً أن تدخل مكان معين لأول مرة وتحس في داخلك أنك رأيت ذلك المكان مسبقاً وكأنك تراه للمرة الثاني رغم أنك في حياتك لم تأتِ إليه...
كتاب عالم عجائب الملكوت به تفاصيل أكثر حول عالم الذر وأمور أخرى مثل روح القدس والملائكة والعوالم وغيرها... كتاب جميل وقيم وينصح بقراءته
سمع أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل لما أخرج ذرية آدم من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له وبالنبوة لكل نبي، فكان أول من أخذ له عليهم الميثاق بنبوته محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، ثم قال: إن الله عز وجل قال لآدم أنظر ماذا ترى، فنظر آدم عليه السلام إلى ذريته وهم ذر قد ملأوا السماء، قال آدم: يا رب ما أكثر ذريتي، ولأمر ما خلقتهم فما تريد منهم بأخذ الميثاق عليهم، قال الله عز وجل: يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ويؤمنون برسلي ويتبعونهم، قال آدم: يا رب فما لي أرى بعض الذر أعظم من بعض، وبعضهم له نور كثير خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم، قال آدم: يا رب أتأذن لي في الكلام، قال الله عز وجل: تكلم فإن روحك من روحي وطبيعتك خلاف كينونتي، فقال آدم عليه السلام يا رب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد، وقدر واحد، وطبيعة واحدة، وأرزاق واحدة، وأعمار سواء، لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تباغض ولا تحاسد ولا اختلاف في شيء من الأشياء، قال الله عز وجل: يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك تكلفت ما لا علم لك به، وأنا الله الخلاق العليم، بعلمي خالفت بين خلقي، وبمشيتي يمضي فيهم أمري وبتدبيري وتقديري صايرون، لا تبديل لخلقي إنما خلقت الجن والإنس ليعبدوني، وخلقت الجنة لمن عبدني وأطاعني منهم وأتبع رسلي ولا أبالي، وخلقت النار لم كفر وعصاني ولم يتبع رسلي ولا أبالي، وخلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيكم أحسن عملاً في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم، ولذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار، وكذلك أردت في تدبيري وتقديري وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسادهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجعلت منهم الشقي والسعيد والبصير والأعمى والقصير والطويل، والجميل والعالم والجاهل، والغني والفقير، والمطيع والعاصي، والصحيح والسقيم، ومن به الزمانة ومن لا عاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن أعافيه ويصبر على بلائي، فأثيبه جزيل عطائي، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته، فلذلك خلقتهم لأبلوهم، وأنا الله الملك القادر ولي أن أمضي جميع ما قدرت على ما دبرت، ولي أن أغير من ذلك ما شئت إلى ما شئت، وأقدم من ذلك ما أخرت، وأؤخر ما قدمت من ذلك، وأنا الله الفعال لما أريد لا أسأل عما أفعل وأنا أسأل خلقي عما هما فاعلون.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله قال للماء كن عذباً فراتاً أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وقال للماء كن ملحاً أجاجاً أخلق منك ناري وأهل معصيتي، فأجرى الماءين على الطين ثم قبض قبضة بيده وهي يمين فخلقهم خلقاً كالذر، فأجرى الماءين على الطين ثم قبض قبضة بيده وهي يمين فخلقهم خلقاً كالذر، ثم أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وعليكم طاعتي؟ قالوا: بلى، فقال للنار: كوني ناراً فإذا نار تأجج وقال لهم: قعوا فيها فمنهم من أسرع ومنهم من أبطأ في السعي ومنهم من لم يبرح مجلسه فلما وجدوا حرها رجعوا فلم يدخلها منهم أحد، ثم قبض قبضة بيده فخلقهم خلقاً مثل الذر مثل أولئك، ثم أشهدهم على أنفسهم مثل ما أشهد الآخرين. ثم قال لهم: قعوا في هذه النار فمنهم من أبطأ ومنهم من أسرع ومنهم من بطرف العين، فوقعوا فيها كلها، فقال: اخرجوا منها سالمين فخرجوا لم يصبهم شيء وقال الآخرون: يا ربنا أقلنا نفعل كما فعلوا، قال: قد أقلتكم فمنهم من أسرع في السعي ومنهم من لم يبرح مجلسه مثل ما صنعوا في المرة الأولى فذلك قوله: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وأنهم لكاذبون}
وعن أبي عبدالله عليه السلام، قال: إن بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال: إني كنت أول من آمن بربي، وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، فكنت أنا أول قال بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله
منقول من أحد المنتديات