المونوريل
المونوريلات مجربة:
يومياً, يتم نقل مئات الآلاف من المسافرين في المونوريلات, إذ تتواجد الكثير من المونوريلات الخاصة بالسفر في اليابان إذ تتواجد فيها ثمانية أنظمة عبور مدنية شاملة, كما يتواجد بعضٌ منها في أستراليا وماليزيا وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة, ناهيك عن العديد من المونوريلات التي ما تزال قيد الإنشاء أو ضمن التخطيط المتقدم.
وبصورةٍ مدهشة, يعد نظام مونوريل حديقة (Walt Disney World) التي تقع قرب مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأكثر استخداماً بين جميع المونوريلات, إذ تمّ تسجيل رحلاتٍ تواجد فيها أكثر من 100 ألف مسافر يومياً على القضبان التي تمتد لـ14 ألف ميل (وهو مقدار سفر أكبر بكثير من معظم أنظمة سكك الولايات المتحدة الخفيفة). ومن المؤكد أن هذا النظام لا يتعلق بالألعاب أو بالتسلية إذ تمّ تصميمه لنقل الناس بين ست محطات.
المونوريلات آمنة:
سواء أكانت مؤلفة من القضبان الجانبية أو من التشكيلات المعلقة, فإنّ طبيعة تصميم المونوريلات لا تسمح بحدوث أي انحراف. وبما أن المونوريلات تصاعدية, فمن المستحيل وقوع الحوداث مع المواصلات السطحية. ويفسر عدم وقوع الحوادث عدم وجود فترات راحة لأي نظام وقلة المسؤولية, وأهم من ذلك عدم وقوع الإصابات أو الوفيات, الأمر الذي لا تقدمه لسوء الحظ أنظمة السكك الخفيفة والترام والحافلات الكهربائية.
المونوريلات صديقة للبيئة:
بما أن معظم المونوريلات يتم تشغيلها كهربائياً, فهي لا تعمل على نشر التلوث إذ أنّ معظمها يسير على إطارات مطاطية هادئة للغاية. ويعد المونوريل الأكثر جمالية بين كافة أنظمة السكك المرتفعة. ويتناغم تصميم المونوريل الأملس مع البيئات الحضرية الحديثة, كما ينتج عن وقت عملية الإنشاء القصير إلى احداث أقل الأضرار ضمن البيئات المحيطة, سواء أكانت عملية أو سكنية.
المونوريلات فعالة التكاليف:
ما يزال يعمل مونوريل (طوكيو- هانيدا) منذ عام 1964 م, وهو نظامٌ مؤلف من عمودٍ مزدوج يبلغ طوله 8 ميل وتمتلكه شركة خاصة الأمر الذي يعني أنه يدرّ ربحاً سنوياً. وتدير شركة خاصة أُخرى مركز مونوريل سياتل الذي تمّ بناؤه في عام 1962 م بالطريقة التي تضمن استمراريته في القرن الواحد والعشرين. وفي مقابل التنازل عن تشغيل النظام الذي يبلغ طوله 1.2 ميل, تدفع الشركة للمدينة 75 ألف دولار سنوياً, الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن جدوى أخذ شركات القطاع الخاص مثل هذه العقود إن لم تكن تدرّ أرباحاً. في الواقع, يشكل الربح أمراً غريباً في عالم النقل, إذ تتطلب معظم نقليات النقل إعانات مالية ضخمة من دافعي الضرائب. وفي الوقت الذي قد لا تدر فيه عملية إنشاء سكك القطارات الأحادية (المونوريل) أرباحاً, إلا أنّ تكاليف التشغيل أقل بصورةٍ دائمة.
المونوريلات تحصل على اهتمام جدي من مخططي النقل:
اختار مترو هيوستن المونوريل كنظام سكك للمدينة, الأمر الذي ألغاه عمدة المدينة لاحقاً. كما قامت مدنية جاكسون فيل سكة مفردة متوازنة لنقل الناس في المدينة. وافتتح مطار نيو آرك الدولى نظام المونوريل الأحادي السكة بين المحطات الطرفية وأماكن الوقوف في عام 1995 م, وفي عام 2001 م تم توسيعه إلى محطة (آمتراك) الجديدة التي تقدم خدمة القطارات في الممر الشمالي الشرقي. وفي عام 2003 م, افتتحت مدينة كوالا لامبور مونوريلاً مدهشاً يعمل على وصل النقاط المهمة من المدينة الماليزية. وتمتلك مدينة آكيناوا أحدث مونوريل في اليابان, إذ تمّ افتتاحه في عام 2003 م. وفي عام 2004 م قدمت مدينة لاس فيغاس رحلة 4 ميل فيما يمكن أن يتحول إلى نظام مونوريل ضمن كافة أرجاء المدينة. ويضاف إلى ذلك وجود العديد من الأنظمة الحديثة قيد التخطيط المتقدم أو الإنجاز في العديد من مناطق العالم.
المونوريلات شعبية بين أوساط الناس ودافعي الضرائب:
أبدى الناخبون تفضيلهم لأنظمة المونوريل أكثر من مرة في لوس أنجليس, إذ وصلت نسبة التصويت إلى خمسة لواحد لمصلحة المونوريل ضمن تصويتٍ عام, لكنّ مسؤولي مواصلات لوس أنجليس تجاهلوا هذا التصويت واستمروا في بناء السكك الحديدية الخفيفة والثقيلة بالإضافة إلى إنشاء الأنفاق. وفي تشرين الثاني من عام 1997 م, أبدى حوالي 93 ألف مصوّت من مدنية سياتل قبولهم لمبادرة (قاعدة- إنتاجية) لنظام مونوريل في كافة أرجاء المدينة ويبلغ طوله 40 ميلاً. كما مرّت أيضاً مبادرة اقتراعٍ لاحقة في سياتل تم توجيهها لأصحاب ضرائب السيارات وذلك لتمرير مشروع خط أولي في عام 2002 م. وحاول المعارضون قتل مشروع المونوريل في عام 2004 م, لكن دعم مواطنو مدينة سياتل للمشروع حال دون وقوع الأمر, وهذا ما جعل تخطيط النظام قيد الإنجاز.
إذا كانت المونوريلات ممتازة, فلماذا لا نرى الكثير منها؟
سؤال ممتاز, وبإمكان العديد من الأسباب شرح عدم وجود الكثير من المونوريلات بالطريقة التي تظهر بها الأنظمة المرورية الأُخرى.
- تعد فكرة (عدم وجود أي نطام مونوريل ترانزيت يدعونا إلى عدم إنشاء أي شيءٍ لم يتم اثباته) أمراً سخيفاً, إذ ما تزال هذه الفكرة عالقة في أذهان الكثير من الناس على الرغم من وجود الكثير من المونوريلات الناجحة في شتى أصقاع الأرض, ناهيك عن إنشاء العديد من هذه الأنظمة حالياً.
- يتم تصوّر أنظمة المونوريل على أنها تجربةٌ حديثة وغير مجرّبة, كما لا يوجد الكثير من الناس القادرين على تفهم المونوريلات التي تعمل اليوم بنجاحٍ منقطع النظير.
- أخبرنا بعض خبراء المواصلات على مدى سنواتٍ أنّه في المقدور الحصول على نسب كبيرة من الأرباح من خلال إنشاء السكك الخفيفة أو الأنفاق. كما شكّلت صناعة السكك التقليدية متراساً في طريق المونوريل من خلال دعم المستشارين لهذه الصناعة التقليدية في معظم الأحيان. لكننا إذا ما قمنا بدراسة المشروع لفترةٍ كافية, سيصبح النمط واضحاً. كما تتجلى المشكلة في قراءة الشركات الضخمة المعروفة لنفس المغالطات التي يتم نسبها للمونوريلات مدينةً بعد أُخرى, الامر الذي يدعوها إلى التخلي عن فكرة نظام المونوريل في مراحلٍ مبكرة من التخطيط. وهذا ما بدأ يتغير ولكن ببطء, فإنظمة المونوريل الضخمة المخطط لها والمبنية في العديد من المدن بالإضافة إلى نجاحها ستعمل كلها مجتمعةً على تبديد الأوهام المتعلقة بالمونوريل.
- أنشأ الكثير من مصنعي أنظمة المونوريل كافة أنواع أنظمة السكك بما فيها نظام المونوريل.
تعريف المونوريل:
الذي تراه في الأعلى هو تعريف قاموس ويبستر للمونوريل, لكن الكثير من الصحفيين غالباً ما يقعون في مغالطة افتراض أنّ كل سكة مرتفعة أو ناقلة للأشخاص تمثل نظتم مونوريل. وتكمن المشكلة في وصف أنواعٍ أُخرى من أنظمة النقل على أنها أنظمة مونوريل, إذ تتواجد في بعض أنماط السكك مشاكل لا تتواجد في المونوريل. وعندما يتم جمعها بطريقةٍ غير سوية مع أنظمة المونوريل فمن البديهي توقع أن تكون السلبيات مشتركة, الأمر الذي يظهر المونوريل بصورةٍ سيئة, وهذا ما يدفعنا إلى تعريف المونوريل.
المونوريل: هو نظام سكة واحدة تخدم كمسار لعربات الشحن أو السفر. وفي معظم الحالات تكون السكة مرتفعة, لكنّ السكك المفردة يمكن أن تنخفض إلى الأسفل أيضاً, ناهيك عن إمكانية شقها ضمن نفق.
وتعلق القطارات أو تركب ضمن سكة مسار (حزّة) وعادةً ما تكون قطارات المونوريل أوسع من سكة المسار التي تدعمها. والآن نعمل على تقديم بعض النماذج للتفريق بين المونوريل وأنواع السكك الأُخرى.
- مونوريل: لاشك في أنّ هذه الصورة التي يظهر فيها مونوريل ديزي فلوريدا وفي كاليفورنيا تناسب المعايير. وعلى الرغم من وجود خمسة أسطح جارية على الدعامة الأفقية فالمسار فرجي بصورةٍ طبيعية, ويضاف إلى ذلك أن القطارات أعرض بشكلٍ واضح من سكة المسار.
- ليس مونوريل: ناقلة الأشخاص (ديترويت) الواضحة في الصورة وقطار فانكوفر السماوي عادةً ما يتم نسبهما إلى فئة المونوريل, إلا أنهما في الحقيقة سكتين مرتفعتين خفيفتين, الأمر الذي يبدو واضحاً من السكك المزدوجة التقليدية المصنوعة من الفولاذ الموجودة على دعامةٍ أفقية ضخمة, الأمر الذي يجعل منهما نسخة حديثة من القطارات الصاعدة في شيكاغو ونيويورك.
- مونوريل: يظهر في الصورة قطار مونوريل في أوساكا يسير عبر إحدى التحويلات.
يتبع .... انتظروني