بسم الله الرحمن الرحيم

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

اَللّهُمَّ خُصَّاَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَ ابْدَءْ بِهِ اَوَّلاًثُمَّ الْعَنْ الثّانِىَ وَالثـّالِثَ وَ الرّابِعَ اَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ اَبى سُفْيانَ وَ آلَزِيادٍ وَ آلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ


لقدأوصت السيدة فاطمةالزهراء ( صلوات الله وسلامه عليها ) أمير المؤمنين علي ( صلوات الله وسلامه عليه)بعدّة وصايا ، منها أوصته أن يدفنها ليلاً وسراً ، حيث ورد عنها أنها قالت ( صلواتالله وسلامه عليها ) له :
( أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ،
فإنّهم عدوّي وعدوّ رسول الله( صلى الله عليه وآله ) ، ولا تترك أن يصلّيعليَّ أحد منهم ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار ).

وقد عمل الإمام علي ( عليه السلام ) بوصيتها ، فقد أخرج الإمام علي ( عليه السلام) مع مجموعة من أهل بيته وأصحابه ، جنازة الزهراء ( عليها السلام ) إلى مقبرةالبقيع ـ باعتبارها مقبرة المدينة الرئيسية ـ ، وقيل : دفنت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ، ودفنها هناك ليلاً ، ثمّ عمل ( عليه السلام ) مجموعة منالقبور حتى لا يعرف قبرها .
ولمّا أصبح الصباح من تلك الليلة التي دفنت فيها السيدة فاطمة الزهراء (عليهاالسلام ) ، أقبل الناس ليشيّعوا جنازة الزهراء ( عليها السلام ) ،فبلغهمالخبر أنّها قد دفنت البارحة سراً .
فتوجّهوا إلى البقيع يبحثون عن قبر فاطمة ( عليها السلام ) ، فاُشكل عليهم الأمر،ولم يعرفوا القبر الحقيقي لسيّدة نساء العالمين ، فضجّ الناس ، ولام بعضهم بعضاً، وقالوا :
لنيخلف نبيّكم إلاّ بنتاً واحدة ، تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها ، والصلاة عليها ،ولا تعرفون قبرها.فاطمة الزهراء علیه السلام
ثمّ قال ولاة الأمر منهم : هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نخرجها، فنصلي عليها ، فبلغ ذلك الإمام علي ( عليه السلام ) ، فخرج مغضباً قد احمرّتعيناه ودرت أوداجه ، وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة ، وهو متكئعلى سيفه ذي الفقار ، حتى ورد البقيع .

سبقت الأخبار عليّاً إلى البقيع ، ونادى مناديهم : هذا علي بن أبي طالب قد أقبلكماترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابرالآمرين ،فتلقّاه بعضهم فقال له : ما لك يا أبا الحسن ،
والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها ، فضرب الإمام ( عليه السلام ) بيده إلى جوامعثوبه ،فهزّه ثمّ ضرب به الأرض .

وقال ( عليه السلام
) : ( أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس، وأما قبر فاطمة فواللهالذي نفس علي بيده لأن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم ، فإن شئت فأعرض ) .
فتلقاه آخر فقال : يا أبا الحسن ، بحق رسول الله وبحق من فوق العرش إلاّ خليت عنه،فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه ، فخلّى عنه وتفرّق الناس ، ولم يعودوا إلى ذلك.
( اَيْنَ الطـّّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ )




" ولايتي لعلي خير من ولادتي منه "