يحتفل العالم بمرور 30 عاما على إصدار أول جهاز كمبيوتر تعرفنا من خلاله على ألعاب الفيديو، وأنشأ صناعة جديدة تدر الآن مليارات الدولارات سنويا ويستخدم منتجاتها ملايين البشر من الكبار والصغار.
كان جهاز الكمبيوتر "ZX Spectrum" الذي اخترعه السير كليف سينكلير، المهندس البريطاني، وأطلقه منذ 30 عاما وحقق نجاحا كبيرا وأصبح بديلا عن أشهر جهاز كميبوتر آنذاك "ZX81"، وذلك ليس بفضل تحسين جودة الصورة والصوت فقط، بل وأيضا سعره المنخفض الذي دفع الناس للإقبال عليه، حيث بلغ سعر الجهاز 125 جنيه استرليني (ما يعادل 755 ريالا سعوديا حسب السعر الحالي للعملات) في حين بلغ سعر نسخة الـ48 كيلوبايت المتطورة 175 استرليني (1058 ريالا سعوديا).
تميز الجهاز بحجم صغير شبيه بلوحة المفاتيح وقد صنعت مفاتيحه من المطاط واستبدلت بعد ذلك بالبلاستيك، وقد امتلكه 5 ملايين شخص على الأقل، وكان به 23 ألف تطبيق تتضمنت تطبيقات أعمال تجارية وكتابة، إلا أن ألعاب الفيديو كان لها التأثير الأكبر في نجاح الجهاز مثل لعبة "Boulder Dash" و"Elite" وغيرها من ألعاب أخرى، وفقاً لما ذكرت صحيفة "تلغراف".
وبمرور الوقت تطور الجهاز حيث تم تزويده بأذرع تحكم، وإصدار نماذج أحدث منه وكان جهاز "Spectrum 128 كيلوبايت" من الطفرات آنذاك حيث احتوى على لوحة مفاتيح منفصلة عن الجهاز، والعديد من المنافذ مع خروج الصوت من التلفزيون بدلا من الكمبيوتر نفسه.
وكأمر طبيعي وصل الجهاز لمرحلة الانحدار في المبيعات رغم احتفاظه بسعر منخفض مقارنة بمنافسه آنذاك "BBC Acorn"، حتى قام آلان سوغار عام 1986 بشراء الشركة وأضاف للنماذج الجديدة من الكمبيوتر بعض الابتكارات مثل مدخل لوضع شرائط الألعاب ومشغل أقراص بعد ذلك.
وقد أدت تلك التطورات إلى عدم التوافق بين ألعاب الفيديو القديمة والأجهزة الحديثة، مما أدى إلى توقف إنتاج جهاز Spectrum عام 1990 رغم احتلاله المركز الثالث في بريطانيا نتيجة ظهور جهاز "Amiga 500" الذي احتوى على مشغل للأقراص بقطر 3.5 بوصات، والتي انتشرت بسرعة كبيرة.
أما فيما يتعلق بالسير كليف فقد اتجه إلى تطوير المركبات، حيث اشتهر بالدراجة ثلاثية العجلات "C5" التي كانت تعمل بالكهرباء وبلغ سعرها 399 استرليني (2412 ريالا)، وهو ما كان يعد إنجازا رائعا ورخيص الثمن، وحاليا يعمل سير كليف على تطوير نموذج جديد من الدراجة الكهربائية "X1" الذي قد يتسبب في ثورة في عالم المركبات مثلما نجح جهاز الكمبيوتر الخاص به