من أهل الدار
تاريخ التسجيل: December-2011
الدولة: basrah
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,515 المواضيع: 352
صوتيات:
2
سوالف عراقية:
0
مزاجي: حسب الظروف
المهنة: ادارة المشاريع الاستشارية
أكلتي المفضلة: القاسمه الله
موبايلي: iphone 5
آخر نشاط: 10/July/2016
الاتصال:
أحاديث في مقام الزهراء ( عليها السلام ) ومنزلتها عند الله وعند الرسول ( صلى الله عليه
أحاديث في مقام الزهراء ( عليها السلام ) ومنزلتها عند الله وعند الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )
الأحاديث في هذا الباب كثيرة ، حتى أن عدة من علماء الفريقين دونوها في كتب مفردة ، وقد انتخبت من تلك الأحاديث هذه الأحاديث التي سأقرؤها ، وسترون أن مصادرها من أقدم المصادر وأهمها :
الحديث الأول :
فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، أو " سيدة نساء هذه الأمة " ، أو " سيدة نساء المؤمنين " ، أو " سيدة نساء العالمين " . هذا الحديث بألفاظه المختلفة موجود في : صحيح البخاري
في كتاب بدء الخلق ، وفي مسند أحمد ، وفي الخصائص للنسائي ، وفي مسند أبي داود الطيالسي ، وفي صحيح مسلم في باب فضائل الزهراء ، وفي المستدرك وصحيح الترمذي ، وفي صحيح ابن ماجة ، وغيرها من الكتب (1) . ففاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين .
الحديث الثاني :
في أن فاطمة سلام الله عليها بضعة من النبي : " فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني " . هذا الحديث بهذا اللفظ في : صحيح البخاري ، وعدة من المصادر (2) . " فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها " . بهذا اللفظ في : صحيح البخاري ، ومسند أحمد ، وصحيح أبي داود ، وصحيح مسلم ، وغيرها من المصادر (3) .
(1) الخصائص للنسائي : 34 ، الطبقات 2 / 40 ، مسند أحمد 6 / 282 حلية الأولياء 2 / 39 ، المستدرك 3 / 151 .
(2) صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب مناقب قرابة الرسول ومنقبة فاطمة عليها السلام .
(3) مسند أحمد 4 / 328 ( * ) .
" إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها " . بهذا اللفظ في : صحيح مسلم (1) . " إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها " . بهذا اللفظ في : مسند أحمد وفي المستدرك وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وفي صحيح الترمذي (2) . " فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها " . بهذا اللفظ في : المسند ، وفي المستدرك وقال : صحيح الإسناد ، وفي مصادر أخرى (3) .
الحديث الثالث :
" إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها " . هذا الحديث تجدونه في : المستدرك ، وفي الإصابة ، ويرويه صاحب كنز العمال عن أبي يعلى والطبراني وأبي نعيم ، ورواه غيرهم (4) .
(1) صحيح مسلم ، باب مناقب فاطمة ( عليها السلام ) .
(2) مسند أحمد 4 / 5 ، المستدرك 3 / 159 .
(3) المستدرك 3 / 158 ، مسند أحمد 4 / 323 .
(4) المستدرك على الصحيحين 3 / 153 ، كنز العمال 13 / 674 ، 12 / 111 . ( * )
الحديث الرابع :
في أن النبي أسر إليها أنها أول أهل بيته لحوقا به . هذا كان عند وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنه دعاها فسارها فبكت ، ثم دعاها فسارها فضحكت [ في بعض الألفاظ : فشق ذلك على عائشة أن يكون سارها دونها ] فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حلفتها عائشة أن تخبرها ، فقالت : سارني رسول الله أو سارني النبي ، فأخبرني أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت . هذا الحديث في : الصحيحين ، وعند الترمذي والحاكم ، وغيرهما (1) .
الحديث الخامس :
عن عائشة قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها غير أبيها . هذا الحديث تجدونه في : المستدرك وقال : صحيح على
(1) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق ، صحيح مسلم فضائل فاطمة ، صحيح الترمذي ، المستدرك 4 / 272 . ( * )
شرط الشيخين ، وأقره الذهبي ، وفي الإستيعاب ، وفي حلية الأولياء (1) .
الحديث السادس :
عن عائشة أيضا : كانت إذا دخلت عليه - على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قام إليها فقبلها ورحب بها وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه . قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي أيضا (2) .
الحديث السابع :
أخرج الطبراني أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي : " فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها " . قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (3) . هذه هي الأحاديث التي انتخبتها ، لتكون مقدمة لبحوثنا
(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 160 ، حلية الأولياء 2 / 41 ، الإستيعاب 4 / 1896 .
(2) المستدرك على الصحيحين 3 / 154 .
(3) مجمع الزوائد 9 / 202 ( * )
الآتية ، وسنستنتج من هذه الأحاديث في المطالب اللاحقة ، وفي الحوادث الواقعة ، وهي أحاديث - كما رأيتم - في المصادر المهمة بأسانيد صحيحة ، ودلالاتها أيضا لا تقبل أي مناقشة .
ومن دلالات هذه الأحاديث : إن فاطمة سلام الله عليها معصومة ، بالإضافة إلى دلالة آية التطهير وغيرها من الأدلة . مضافا إلى أن غير واحد من حفاظ القوم وكبار علمائهم قالوا بأفضلية الزهراء سلام الله عليها من الشيخين ، بسبب هذه الأحاديث وحديث فاطمة بضعة مني بالخصوص ، بل قال بعضهم بأفضليتها من الخلفاء الأربعة كلهم ، ولا مستند لهم إلا الأحاديث التي ذكرتها .
ولأقرأ لكم عبارة المناوي وكلامه المشتمل على بعض الأقوال من كبار علماء القوم ، ففي فيض القدير في شرح حديث " فاطمة بضعة مني " قال : استدل به السهيلي [ وهو حافظ كبير من علمائهم ، وهو صاحب شرح سيرة ابن هشام وغيره من الكتب ] على أن من سبها كفر [ ولماذا ؟ لاحظوا ] لأنه يغضبه [ أي لأن سبها يغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! استدل به السهيلي على أن من سبها كفر لأنه يغضبه ] وأنها أفضل من الشيخين . وإذا كانت هذه اللام لام تعليل لأنه يغضبه ، والعلة إما
معممة وإما مخصصة ، ولا بد أن تكون هنا معممة ، يوجب الكفر ، لأنه أي السب يغضبها ، فيكون أذاها أيضا موجبا للكفر ، لأن الأذى - أذى الزهراء سلام الله عليها - يغضب رسول الله بلا إشكال .
قال المناوي : قال ابن حجر : وفيه - أي في هذا الحديث - تحريم أذى من يتأذى المصطفى بأذيته ، فكل من وقع منه في حق فاطمة شئ فتأذت به فالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) يتأذى به بشهادة هذا الخبر ، ولا شئ أعظم من إدخال الأذى عليها في ولدها ، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة بالدنيا ولعذاب الآخرة أشد . ففي هذا الحديث تحريم أذى فاطمة ، وتحريم أذى فاطمة لأنها بضعة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بل هو موجب للكفر كما تقدم .
وقال المناوي : قال السبكي : الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل من خديجة ثم عائشة . قال المناوي : قال شهاب الدين ابن حجر : ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون .
قال المناوي : وذكر العلم العراقي : إن فاطمة وأخاها إبراهيم
أفضل من الخلفاء الأربعة باتفاق (1) . إذن ، لا يبقى خلاف بيننا وبينهم في أفضلية الزهراء من الشيخين ، وأن أذاها موجب للدخول في النار .
ثم إن هذه الأحاديث - كما قرأنا وسمعتم وترون - أحاديث مطلقة ليس فيها أي قيد ، عندما يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن الله يغضب لغضب فاطمة لا يقول إن كانت القضية كذا ، لا يقول بشرط أن يكون كذا ، لا يقول إن كانةغضبها بسبب كذا ، ليس في الحديث أي تقييد ، إن الله يغضب لغضب فاطمة ، هذا الغضب بأي سبب كان ، ومن أي أحد كان ، وفي أي زمان ، أو أي وقت كان . وعندما يقول : " يؤذيني ما آذاها " ، لا يقول رسول الله : يؤذيني ما آذاها إن كان كذا ، إن كان المؤذي فلانا ، إن كان في وقت كذا ، ليس فيه أي قيد ، بل الحديث مطلق يؤذيني ما آذاها .
ودلت الأحاديث هذه على وجوب قبول قولها ، وحرمة تكذيبها ، وقد شهدت عائشة بأنها سلام الله عليها أصدق الناس لهجة ما عدا والدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ورسول الله قال كل هذا وفعله مع علمه بما سيكون من بعده .